احتفى نادي حيفا الثقافي مؤخرا بالناقد د. نبيه القاسم في أمسية ثقافية حضرها جمهور لافت من حيفا وقرى الجليل والمثلث والشمال، بينهم كوكبة من الأدباء والنقاد وأهل القلم.

افتتح الأمسية مؤهلا بالحضور رئيس النادي فؤاد مفيد نقارة، ثم شكر المجلس الملّي الأرثوذكسي الوطني-حيفا لرعايته أمسيات النادي. استعرض بعدها الأمسيات الثقافية داعيا الجميع لحضورها.

تولى عرافة الأمسية بمهنية وإبداع، الكاتب سهيل عطالله، فقدم تحيته تقديره لرئيس النادي المحامي فؤاد نقارة وقرينته سوزي. وعبر عن تقديره للناشطة الثقافية خلود فوراني سرية مشيرا إلى عملها أنها ترسم بكلامها الجميل أحداث الأماسي على صفحات الجرائد المحلية والمواقع العربية محليا وعربيا. مؤكدا أنه بقراءة ما تكتبه خلود، يشعر الغائب عن الأمسية أنه كان بين الحضور. وفي تقديمه الرصين للمحتفى به جاء: لا يكتفي الناقد النبيه بما يطفو فوق المفردات بل ينزع الستار عن المستتر بين السطور.

استُهلت محطة المداخلات مع د. صفا فرحات، ففي غمار مداخلته وحديثه عن الدّكتور نبيه القاسم، تناول زاويتين، تتعلّق الأولى بإنتاجه القصصيّ، وتتمحور الثّانية فيما قدّمه على مدار سنوات طويلة، من نقد أدبيّ غطّى مجال الإبداع الفلسطينيّ، في الدّاخل وامتدّ على مساحة الوطن العربيّ ليتجاوزه إلى بعض الأعمال العالميّة.
وفي متابعة ما أنتجه الدّكتور نبيه القاسم من خلق فنيّ أدبيّ، طالع مجموعته القصصيّة: آه يا زمن، ومجموعته الثّانية، وهي الأقدم، ابتسمي يا قدس.
أمّا الزّاوية الأخرى في حديثه عن الدّكتور نبيه القاسم، فكانت حول آرائه النّقديّة في الإنتاج الأدبيّ، شعرا كان أم نثرا، يمتدّ على رقعة العالم العربيّ والعالميّ.
تلاه د. رياض كامل بمداخلة جاء فيها، أن واكب نبيه القاسم الحركة الإبداعية في فلسطين، منذ بداية سبعينيات القرن المنصرم وحتى اليوم، بل عاد في دراساته إلى جذور الأدب الفلسطيني شعرا ونثرا، وله في ذلك دراسات طلائعية، ولم يتوقف عند ذلك بل رأيناه يتابع الحركة الأدبية في العالم العربي، في مصر ولبنان وسوريا والعراق.
وأضاف عن دعمه للإبداع، لا تستطيع أن تكون مبدعا إلا إذا كنت إنسانيا ذا فكر متفتح يسعى إلى تطوير مجتمعه فكريا وسياسيا، وقد رأيناه داعما للإبداع التقدمي الفلسطيني والعربي والعالمي، هذا الإبداع الملتزم بالحق الإنساني بالحياة بحرية وكرامة. وقد تجلى ذلك في العديد من مقالاته الفكرية والسياسية، كما رأيناه نصيرا للمرأة، كما تجلى في متابعته لإبداعهن وحثهن على الكتابة والإبداع والانخراط في الحياة اليومية.
واختتمت المداخلات مع د. راوية بربارة بقراءة حول كتابه "رحلة مع غوايات الإبداع"عنونتها " نقد نبيه القاسم، مطرٌ شباطيّ ونبشٌ في التفاصيل الصغيرة". خاطبته فيها قائلة: باختياراتك، وقراراتك، وجرأتك، ، أنت لم تساوم، بل تجرّأتَ وجاهرتَ، لأنّك عرفتَ من أين تؤكَل كتفُ النصّ، لا بالمساومة، ولا بالمناطحة، بل بالنبش الأكاديميّ، وبنبشك للتفاصيل الصغيرة فتحتَ للنقد طاقةَ الغواية وطاقة الإبداع وأخذْتَنا معك في رحلة ما بعد النصّ، أخذتنا في رحلة القراءات المتعدّدة، فأنت تقرأ النصّ قراءة أوّليّة تجمع فيها المعلومات الظاهرة للعيان، ثمّ تقرأ قراءة تحليليّة فتربطَ ما بين الحدث والواقع، وما بين المتخيّل والواقع، وما بين التحليق والهبوط؛ وتقرأ النصّ قراءة ثالثةً هي القراءة التأويليّة التي تأخذ النصّ إلى أبعادِه المشتهاة، أبعاد القارئ الذي يحيي النصّ بقراءته وثقافته وتجربته، القراءة التي تتركك مندهشًا من قدرةٍ على سبرِ الأغوار وفكّ الألغاز، لتصل قمّة المتعة بما بين يديك، وتقدّم للمكتبة الفلسطينيّة المحليّة ذخرًا من التحليل النقديّ الهادف، منعشًا بذلك أدبًا لا يلتفت إليه الكثيرون في عالمنا العربيّ، مبقيًا للأجيال القادمة زادًا ثقافيًا لا يستهان به.
في الختام كانت الكلمة للمحتفى به الناقد د. نبيه القاسم، جاء فيها أن الأدب هو الأداة التي نحارب بها والنقد هو الرقيب.
وعبّر عن سعادته وتأثره بالأمسية وتكريمه والجوائز التي حصدها على مدار مسيرته الأدبية والنقدية الطويلة، مشيرا إلى أنه وصل إلى ما يحلم به كل فلسطيني.
خلود فوراني سريّة




.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]