قرر رئيس حزب أزرق - أبيض، عضو الكنيست، بيني چانتس، الانضمام لحكومة وحدة وطنية مع الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو.

وأدى هذا الأمر لحدوث انشقاقات جمة في صفوف أزرق - أبيض.

وفسر محللون، ان هذه الخطوة تنهي حياة كاحول - لافان السياسية.

المسمار الأخير 

وقال المحامي رضا جابر في حديثه مع بكرا: جانتس يدق المسمار الأخير بنعش أي تكتل مفترض ينافس اليمين في الحكم. لان اقامة أزرق أبيض كان لهدف واحد وهو الاطاحة بنتياهو وليس الانضمام له. والان يقوم جانتس بنسف التسويغ الوحيد لتكتل أزرق ابيض. بالاضافة الى انه كان من المتوقع ان تركيبة ازرق ابيض لن تمكنها من تشكيل حكومة بسبب تركيبتها المتناقضة وشخصية جانتس نفسه المفتقر للحنكة السياسية والقدرة على ادارة التناقضات بحزبه ناهيك عن ادارة معركة سياسية أمام نتنياهو الفذ سياسيا والذي يعتبر الحكم ماهية حياته ولذلك مستعد لان يحارب من أجل البقاء كرئيس حكومة.

واختتم حديثه: نحن بعهد جديد كان ممكن استشرافه منذ حين ولكن غشاء الوهم منع فهم الواقع. لم يستطع جانتس، او لم يرغب، ان يشكل حكومة مدعومة من العرب ولذلك فهو يعرف بأن افقه السياسي مربوط بنتياهو فقط. ولكنه أخطأ كما فعل شاؤول موفاز سابقا وآخرون. هو ينضم لضحايا نتياهو السياسيين.

خطوة مستهجنة 

وبدوره، قال مدير مركز المساواة والمجتمع المشترك في چفعات حبيبة - محمد دراوشة لـبكرا: خطوة بيني چانتس الإنطواء تحت لواء بنيامين نتنياهو، وقبول الجلوس في حكومته لمدة سنتين، بالرغم من ان ذلك يتعارض مع وعوداته الانتخابية، ويفتت حزب كاحول لاڤان هي خطوة مستهجنه، ولا تتماشى مع السيناريوهات التي كانت على الطاولة.

وأضاف: احد السيناريوهات أشار الى امكانية انقسام الجهات الأكثر يمينا في كاحول لاڤان مثل ياعالون، وهاوزر، وهندل، في حين ظهر هنالك تناغم بين لاپيد وچانتس.

وزاد: يبدو ان چانتس لم يتحمل الضغوطات التي أتت من طرفين، أولهما ثبات كتلة اليمين، وعدم قدرته تجزئتها، وثانيها هشاشة كتلة المركز-يسار الغير متجانسه، والتي لم تتفق الا على معاداة نتنياهو. اختيار چانتس للخضوع لكتلة اليمين هي خطوة مقاجئة حتى لزملائه في كاحول-لاڤان الذي انهار خلال دقائق على خلاف حول قضية رئاسة الكنيست، التي وُعد فيها مندوب حزب يش-عتيد.

وأوضح: چانتس يأمل أن يبني شخصيته كوزير، ورئيس حكومة فيما بعد، ولكن لا يوجد اي ضمان حقيقي ان يوصله نتنياهو الى هذا المنصب بعد سنتين، وقد يفتعل ازمه ليتحرر من هذا الالتزام بالتناوب.

وشدد دراوشة: بنيامين نتنياهو يثبت مجدداً انه يُحسِن اصطياد رؤوس منافسيه من احزاب المعارضة ومن داخل الليكود ايضاً. وبيني چانتس هو آخر ضحية تافهه في القائمة الطويلة لفرائس نتنياهو.

وأنهى حديثه: رئيس حزب ازرق ابيض رفع امام نتنياهو العلم الأبيض واستسلم له سياسياً وعلى ما يبدو الانقسام سيصل ايضاً الى تحالف العمل وميرتس لان عمير بيرتس يرغب ان يعود لمنصب وزير و المعارضة ايضاً غير متجانسه. هناك عداوة موروثة بين ياعلون والعرب ولابيد والعرب. ربما ستتيح لهم تجربة المشاركة في المعارضة امكانية تحسين التنسيق فيما بينهم، وخاصةً مع القائمة المشتركة ليتصرفوا كأحزاب يسار حقيقي، وليس كظلال باهته لاحزاب اليمين كما فعلوا في السنوات الأخيرة.

تثبيت الخارطة السياسية 

وبدوره، قال المحلل السياسي د. ثابت ابو راس لـبكرا:ما قام به غانتس يثبت ان الخارطة السياسية الاسرائيلية غير ثابتة. بانضمامه لنتانياهو في اقامة حكومة وحدة وطنية، حتى بثمن انقسام حزبه، هو خطوة خطيرة تعزز من عدم ثقة المواطنين في السياسيين والسياسة. هو انتحار سياسي له شخصيا ولحزبه الذي سيندثر الى مزبلة التاريخ خلال سنوات قليلة.

وتابع: الخطوة التي اقدم عليها غانتس اكثر تطرفا مما قامت به اورلي ابيكسيس في خيانتها لحزب العمل وميرتس لان كل من صوت لكحول لافان اراد اسقاط نتنياهو اولا واخيرا وبهذه الخطوة غانتس مد حبل النجاة السياسي لنتنياهو. كان بامكان غانتس الاعتماد على القائمة المشتركة واقامة حكومة اقلية لكنه فضٌل نتانياهو الفاسد والمحرض على شريك ثابت متفهم للوضع المركب ويطالب بامور أولية مثل المساواة والسلام هو القائمة المشتركة.

وحول الخارطة السياسية الاسرائيلية، قال: الخارطة السياسية في المركز واليسار ستتغير ايضا واعتقد اننا سنشهد اندثار حزب العمل كليا وخاصة اذا اقدم عمير بيرتس الى الانضمام لركب نتانياهو غانتس.

وأنهى حديثه: وتبقى المشتركة وفيه لوعودها التي قطعتها على نفسها لناخبيها . مهم جدا الحفاظ على المشتركة موحدة متماسكة طارحة نفسها البديل الحقيقي لأحزاب اليسار والمركز حيث لا يوجد هناك برنامج انتخابي يخدم مصلحة الشعبين مثل برنامج المشتركة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]