مُشككة في صدقية أرقام الإصابات والنجاة من خطر فيروس "كورونا"، لم تقتنع تعليقات مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي بصدقية أرقام وزارة الصحة، على الرغم من كل الجدية والحزم اللذين أبانت عنهما السلطات في تقدير احتمال تفشي الوباء بشكل كبير في صفوف المواطنين.

ويصر طيف كبير من المغاربة على الاحتفاظ بنظرية المؤامرة تارة من خلال الاستهانة بالفيروس، أو تهويل الوضع تارة أخرى، والتأكيد على وجود حالات كثيرة لم تعلن عنها الوزارة؛ وهو ما استبعدته جهات رسمية غير ما مرة، مؤكدة أن المغرب تعامل باستباقية مع الفيروس، والكرة الآن في ميدان الشعب للالتزام بالتعليمات.

وجرى، امس الخميس، تسجيل 50 إصابة جديدة بفيروس "كورونا" المستجد خلال الـ24 ساعة المنصرمة، ليرتفع العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في المغرب إلى 275 حالة.

وارتفع عدد الوفيات بالمملكة جراء الإصابة بالفيروس إلى 10 حالات وفاة بعد تسجيل أربع وفيات جديدة، فيما ارتفع عدد حالات الإصابة التي تماثلت للشفاء إلى 8 حالات، بعد تسجيل حالة شفاء جديدة خلال 24 ساعة الماضية.

ووفق معطيات رسمية، فإن عدد الحالات المستبعدة بعد التحاليل المخبرية السلبية وصل إلى 931 حالة، بعد أن تأكد خلوها من فيروس "كوفيد 19"، إلى حدود الساعة السادسة من مساء اليوم.

وفي السياق، يرى ياسين أمناي، باحث في علم النفس الاجتماعي، أن المسألة مرتبطة بتراكمات تاريخية طبعت علاقة المواطنين المغاربة بالمؤسسات، مسجلا أن الجميع متذبذب عاطفيا بين التصديق أو الإنكار؛ لكن الوضع الحالي يبين أنه لا مصلحة لأي كان في تقديم معطيات مغلوطة.

وأضاف أمناي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه في حالة وضع صحي عاديّ، فمن حق الجميع التشكيك في الخطاب؛ لكن الآن على الجميع إدراك معنى حالة الطوارئ، فالكثيرون يكذبون لكونهم لم يعيشوا وضعا شبيها بالسياق الحالي، على مدار سنوات حياتهم.

وأوضح المتحدث أن "الشك يتغذى من الخوف والقلق والحجر الصحي، خصوصا في علاقته بالتواجد في مجال واحد لمدة طويلة، مؤكدا أن التشكيك مستويات متعددة بداية بنفي وجود الفيروس من أصله، ثم ربطه بالمؤامرات والشائعات"، وزاد: "المغاربة لا يملكون اللغة الرياضية، فالأرقام ليست معطا جامدا كما يعتقدون".

وأشار أمناي إلى أن "المقارنات تسبب كذلك في الشك، حيث لا يفهم المغاربة كيف انهارت دول يحلمون بالعيش فيها، ويظل المغرب مقاوما؟"، مسجلا أن "المواطنين يعانون من عقدة نقص خطيرة، ناتجة عن كونهم يرون بلدهم في أدنى المراتب دائما، والآن هو متصدر، وهذا ما لا يهضمونه نفسيا".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]