خلال الأيام الماضية، وفي سياق الحديث عن إمكانية العودة إلى المدارس في البلاد اعتبارا من يوم بعد غد الأحد (والذي صدر القرار بشأنه اليوم بعودة صفوف الأول – الثالث والحادي عشر – ثاني عشر)، دار الكثير من الحديث عن تقرير "جيرتنر" الذي كانت الحكومة تنتظر نتائجه من أجل اتخاذ قرار صائب بشأن عودة الطلال إلى مقاعد الدراسة من عدمها. فما هو هذا التقرير؟ ولماذا كان قرار الحكومة مرتبطا به إلى هذا الحد؟

لقد تم مساء أمس الخميس، وبعد طول انتظار، نشر نتائج تقرير جيرتنر، والذي يقول ما مفاده إن الأطفال يصابون بفايروس الكورونا وينقلونه أيضا، وهو ما يخالف أقوال بعض المختصين الذين ادعوا طوال فترة مضت بأن الأطفال حتى سن 10 سنوات لا يمكن أن يصابوا بفايروس الكورونا، ولذلك فإنهم لا ينقلون العدوى بالطبع (مثلا في سويسرا حيث سمح للأطفال حتى 10 سنوات بزيارة جدهم وجدتهم اعتمادا على هذه الفرضية). لكن بالمقابل، يوضح التقرير أن نسبة إصابة الأطفال بفايروس الكورونا وكذلك نقل عدواه للآخرين أقل منها لدى البالغين، وهو ما تدعمه عدّة أبحاث أخرى جرت حول العالم في هذا الشأن.

تم إجراء البحث في أكثر مدينة "منكوبة" بالكورونا في البلاد!

يذكر أن الأمر غير العادي في هذا التقرير هو أنه أجري بالأساس على فحص عائلات تقطن في مدينة "بني براك" القريبة من تل أبيب، وهي مدينة تعتبر "منكوبة" بالإصابات لأنها تحتل أعلى نسبة إصابة بالفايروس بالنسبة لعدد سكانها (مدينة بني براك هي مدينة يقطنها السكان اليهود المتدينون – الحريديم – وهم فئة من الناس يعرف عنهم معارضتهم "الدينية" لتلقي التطعيمات الصحية – ولذلك فإن أغلب سكانها غير مطعمين، بما لهذا الأمر من آثار على جهازهم المناعي. علما أن هذا يعني أن هذه الشريحة من السكان ليست بالضرورة أفضل عينة إحصائية أو بحثية يمكن اختيارها).

وقد جاء في نتائج التقرير أن الفحوص التي تم إجراؤها بالنسبة لاحتمالات الإصابة داخل البيوت "كمتغير مرتبط بالعمر وبوجود شخص مصاب في العائلة – وبعد تحييد الشخص المصاب الأول في كل عائلة، كان بالإمكان ملاحظة أن الأطفال أقل ميلاً للإصابة بالمرض، وأن احتمال إصابتهم بالعدوى يرتفع طرديا مع التقدم بالسن. ومع ذلك، فإنه بالإمكان ملاحظة أن الأطفال الرّضع حتى عمر سنة واحدة لديهم احتمال أكبر للإصابة بالمرض مقارنة مع بقية الأطفال في العائلة. يعود السبب في ذلك على ما يبدو إلى كونهم مرتبطين بالأهل/ بحاجة للرضاعة من الأم، ولذلك إذا كان الأهل مرضى، سيكون احتمال انتقال العدوى إليهم أكبر بالمقارنة مع بقية الأطفال".

احتمال إصابة الأطفال ونقلهم للعدوى أقل من البالغين، وإن كان موجوداً

وقد أشار تحليل معطيات البحث إلى أن احتمال تعرض الأطفال للإصابة بفايروس كورونا يتراوح ما بين 20% - 50% من احتمال إصابة شخص بالغ، بينما يبلغ احتمال نقل العدوى من الطفل إلى شخص آخر ما بين 25% - 75%. وهو ما يؤكده تحليل إضافي للنتائج بموجب "موديل" بحثي آخر يشير إلى أن احتمال إصابة الأطفال بالعدوى أقل منه لدى البالغين، وإن كان هذا الاحتمال موجودا.

أشار البحث أيضا إلى أن الفوارق في نسب العدوى تكون أكبر وأبرز لدى الأطفال حتى سن 10 سنوات. فبحسب البحث، يبلغ احتمال نقل العدوى في سن الـ 20 ما يتراوح بين 30% - 50% بالمقارنة مع الأكبر سنا، بينما تبلغ احتمالات نقل العدوى لدى الأطفال حتى 10 سنوات ما بين 20% - 40% فقط بالمقارنة مع البالغين.

بناءً على ذلك، أوصى معدو البحث بالبدء بفتح المؤسسات التربوية بصورة تدريجية، مع التشديد على ضرورة الالتزام –بقدر الإمكان لكون الحديث يدور عن أطفال صغار – بقواعد الحذر والتباعد الاجتماعي والنظافة الشخصية. مؤكدين أنه ليس بإمكانهم الآن تقدير مدى تأثير فتح المدارس على تفشي الوباء في البلاد بصورة واضحة ومؤكدة". 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]