يدور حديث مؤخرا حول بناء مدرسة جديدة في حي الحليصة في حيفا لاستيعاب عدد كبير من الطلاب العرب في محاولة للتخلص من الاكتظاظ الموجود حاليا في المدارس العربية، الا ان هذه الخطوة لاقت انتقادا واضحا من قبل جهات كثيرة خصوصا وان هذه المدرسة ستؤثر على عدد الطلاب في مدرسة المتنبي كما شملت الانتقادات النهج العنصري الذي تتبعه بلدية حيفا مع جهاز التربية والتعليم العربي مقارنة باليهودي. حيث لا خدمات واكتظاظ في الصفوف ولا مساحات خضراء في حين تنوي البلدية بناء مدرسة جديدة تؤثر سلبا دون أي استراتيجية واضحة وافق إيجابي.

مدرسة المتنبي في حيفا، ستغلق ايضا

الناشط عيد جبيلي قال في هذا الصدد عبر صفحته في فيسبوك: مدرسة المتنبي في حيفا، ستغلق ايضا! بعد اعطاء الضوء الاخضر من قبل رئيسة البلدية لأهالي حي الحليصة بإقامة مدرسة ثانوية في الحي، فإن مدرسة المتنبي ستفقد سنويا 40-30 طالبا بكل طبقة اي خطر جدي على استمرارية عملها!

وأوضح: طالب الاهالي من سنة 2012 بإقامة مدرسة ثانوية، لكن يونا ياهف عارض الطلب، من دوافع تربوية واجتماعية بأن على الطالب ان يتعرف على طلاب اخرين من احياء اخرى وان لا يبقى في حيّه من الروضة وحتى انهاء الثانوية، لكن الضغوطات على رئيسة البلدية وفشلها بإدارة الامور في حيفا، جعلها تبحث الان عّن طرق لإرضاء الاهالي دون اسس علمية وخاصة بعد نجاح المتنبي في السنوات الاخيرة برفع نسبة مستحقي البجروت والتي وصلت الى 73%؜! السؤال ما موقف اعضاء البلدية العرب من هذا القرار؟ على الاقل ليقوموا بزيارة المدرسة وتكوين صورة عّن ما يحدث في المدرسة! مدرسة المتنبي ستغلق بالسنوات القريبة في حال تنفيذ هذا القرار، او الموضوع لا يهم قيادة الجبهة والنخب في حيفا، لان اولادهم يتعلمون بمدارس خاصة؟ هناك ازمة قيادة في حيفا! حان الوقت لترتيب وتنظيم الامور من جديد، وغربلة القيادات التي فقدت البوصلة والتي تنتظر شهر 3 لاستلام منصب نائب الرئيس!

سنلجأ للقضاء

بلال حصري رئيس مجلس أولياء أمور الطلاب العرب في حيفا عقب قائلا في هذا الصدد: كلجان أولياء أمور الطلاب لتحسين موضوع التعليم في حيفا كونا من جميع اللجان مجلس نفحص من خلاله أي إشكالية في كل مدرسة للعمق، وموضوع التربية والتعليم في حيفا يتم فحصه للعمق مع مختصين ولا يعقل ان تقرر البلدية ان تفتح مدرسة جديدة او تغلق قديمة بدون استشارة الجمهور الذي سيستعمل هذه المدارس، بحسب الخطة والدراسات التي قدمناها لبلدية حيفا والوزارة طالبنا بشكل مستمر فتح مدرسة جديدة في حيفا ولكن في الخمس سنوات الأخيرة افتتحت بلدية حيفا مدرسة ثانوية كرمة العلمية ولكنها لم تلبي طلبات الجمهور الواسع في كل حيفا، المدرسة عبارة عن صفين من كل شعبة ولا تكفي الطلب الموجود ونحن ضد اغلاق أي مدرسة بحيفا بل نطالب بتوسيع النطاق، نعمل بشكل واسع ونفس النهج المتبع في المناطق والاحياء اليهودية اذ انه في كل حي هناك مدرسة تخدم السكان واهل الحي بمساحات واسعة وكل لوازمها، نحن ندعم فتح مدرسة في حي الحليصة تخدم سكان الحي هناك ومع إضافة مدارس في مناطق مختلفة في حيفا واحياء يجبرون الطلاب فيها على التنقل بين الباصات لأكثر من ساعة للوصول الى المدارس، كما اننا ندعم إضافة المرحلة الثانوية على المدارس الابتدائية والاعدادية ولكن دون أي اكتظاظ، نحن ضد خطة افتتاح مدرسة ثانوية مكتظة دون ان نحصل على حقوقنا، الموضوع شائك ومركب وقبل اتخاذ أي خطوة على البلدية التوجه للجمهور وممثله الشرعي وهو مجلس أولياء أمور الطلاب العرب في حيفا حيث أجرينا دراسة حول الموضوع ولدينا ما يقال من معلومات كافية، ومن ناحية أخرى أيضا في حال فتح مدارس في الاحياء العربية وتم إضافة صفوف لا نريد ان نمنع الطالب ونحرمه من حقه الأساسي ان يتعلم اين يريد، لا نريد ان نتواجد في قوقعة واحدة بل نريد الشراكة بين كل المواطنين في حيفا دون أي شرخ مجتمعي، وعدم فصل طالب عن اخر ويحق لكل الطلاب ان يتعلموا في الاحياء التي يختارونها ويحق لنا توسيع المدارس مع وجود مساحات ومختبرات وعدم الاكتظاظ فمثلا مدرسة الكرمة العلمية التي افتتحت قبل خمسة سنوات ولكنها لا تحوي قاعة او ملاعب او خدمات أساسية، لا نريد مجرد ان يتم افتتاح مدرسة ولكننا نريدها عصرية وحديثة.

ونوه: اما بالنسبة لموضوع التأثير على مدرسة المتنبي فالأمر يحتاج الى دراسة واحصاء عدد الطلاب، في الفترة الأخيرة نعاني من شرخ بين اللجان ومؤسسات البلدية، طيلة الوقت مددنا يد العون لنتعاون مع البلدية بشكل شفاف ولكن كنا نواجه الصد ولا يتم دعوتنا للاجتماعات ولا يوجد إمكانية للاجتماع بمسؤولة ملف التربية والتعليم في البلدية وحتى اجتماع الزوم الأخير الذي كان يجب ان يتم في شهر 6 تم الغاؤه في الدقيقة الأخيرة. بلدية حيفا في البداية كان هناك تعاون منها من خلال الهاتف، ولا يوجد ردود مهنية لكل طلب نطلبه حيث طلبنا مؤخرا ادخال طلاب في الصف الأول من عين حوض ليتعلموا في حيفا ولكن تم رفض طلبنا بالمقابل فان رئيسة البلدية استقبلت طلاب اخرين من زخرون يعكوف للتعلم في مدارس حيفا، نرى ان هناك عدم اكتراث لنا كعرب وعدم اعطائنا حقوقنا كاملة، هناك مشاكل عديدة تواجهنا وسنتوج للقضاء، فمثلا مدرسة حوار الرسمية الابتدائية تعاني من اكتظاظ شديد فيها عدد طلاب كبير دون صفوف كافية وبالتالي فان التعليم عن بعد يكون اربع وخمسة أيام بينما باقي المدارس يكون يومان، كما اننا نخسر مساحات خضراء وملاعب للطلاب موجودة في المدارس الحديثة. ولا يوجد مؤسسات مهنية او بلدية تشجع المدارس الحكومية والرسمية بل هناك القسم الأكبر مدارس أهلية.

نطالب بلدية حيفا أن تتبنى نهج تشاركي تشاوري مع الأطر المجتمعية والسياسية

جمانة اغبارية همّام، محامية مديرة عامة- جمعية التطوير الاجتماعي حيفا قالت ل "بكرا": أسعدنا التفاعل الذي رأيناه في طرح قضية إقامة مدرسة جديدة، واسقاطات هذه الخطوة، على صفحة "المينا" ضمن وسائل التواصل الاجتماعي، والتي اقمناها بالجمعية لتكون المساحة الافتراضية لتبادل الآراء وشفافية ما يحدث في البلدية للمواطن العربي الحيفاوي.

وتابعت: هذا النقاش يدّل على أهمية اشراك المجتمع العربي في المخططات المستقبلية (للمدى القريب والبعيد) كصاحب شأن وشريك حقيقي في وضع سياسات التطوير والتغيير في قضايا حياتية مختلفة. للأسف، ومن دراساتنا في جمعية التطوير الاجتماعي، يتضح لنا ان المجتمع العربي يرى نفسه مقصي من سيرورة التخطيط المستقبلي، وهذا ما يولّد النقاشات والتساؤلات. يظهر بوضوح غياب حوار جدّي ومنظم بين المؤسسة الرسمية المتمثلة ببلدية حيفا وبين أطر مجتمعية ومحلية فيما يتعلق بتطوير رؤى التعليم العربي في المدينة. مخطط إقامة مدرسة ثانوية عربية بالمدينة، بغض النظر عن موقعها، بحد ذاتها خطوة مباركة، لكن يتوجب ان تكون ضمن برنامج اشمل للنهوض بجهاز التعليم العربي بالمدينة الذي يعاني من ترهّل ونقص حاد من حيث الموارد التربوية والتعليمية وعدم تنوع من حيث اتجاهات التعليم.

ونوهت: نطالب بلدية حيفا أن تتبنى نهج تشاركي تشاوري مع الأطر المجتمعية والسياسية والجماهيرية والتربوية لموائمة التخطيطات المستقبلية مع الاحتياجات ولتطبيقها بشكل مدروس ومنهجي. كما ونحّث مجتمعنا لتوحيد الصفوف والجهود نحو بلورة حقوقنا ومطالبنا ضمنت رؤيا حيفاوية شاملة.

وزارة التربية وبلدية حيفا تميز ضد التعليم العربي بما قيمته 140 مليون شيكل

وفي حديث مع جعفر فرح مدير مركز مساواة اكد ان وزارة التربية وبلدية حيفا تميز ضد التعليم العربي بما قيمته 140 مليون شيكل.

وتابع: ان بلدية حيفا تميز ضد التعليم العربي بما قيمته على الأقل 140 مليون شيكل خصوصا في مجال الأبنية وتطوير البينة التحتية لخدمات التعليم الرسمي العربي. حيث يتوجه 70% من طلاب حيفا العرب الى المدارس الاهلية التي تتكلف مؤسساتها الكنسية والأهلية بتطوير البنية التحتية من غرف تدريسية وساحات ومكتبات ومختبرات على حساب الطلاب والتبرعات التي تصل الى هذه المدارس.

ونوه: تضطر غالبية العائلات العربية الحيفاوية الى التنافس على مقاعد الدراسة بالمدارس الاهلية بسبب التمييز الذي يعاني منه جهاز التعليم الرسمي العربي. اذ لم تبادر البلدية الى دعم التعليم الثانوي بحي الحليصة والبلد التحتى مما يؤدي الى تسرب عشرات الطلاب بالمرحلة الانتقالية بين الإعدادية والثانوية، كما تمارس البلدية ووزارة التربية سياسة تمييز ضد مدارس حوار الرسمية والأهلية. حيث كانت البلدية قد تعهدت قبل 10 سنوات بتطوير بناية مدرسة حوار الرسمية ولكنها ما زالت تماطل.

وقال: ان بلدية حيفا لم تقدم حتى اليوم أي خدمة للطفولة المبكرة حيث انها تملك 106 حضانات يومية لأطفال الطفولة المبكرة في الوسط اليهودي ولكنها لم تبن أي مؤسسة تربوية لهذا الجيل خلال عشراتالسنوات. استعرضنا هذه المطالب بالسابق مع رئيسة البلدية الحالية والسابق قبل الانتخابات ولكننا لا نرى أي تقدم بهذه المجالات.

المدرسة العربية الاورثوذكسية تحتاج الى توسيع مرافقها ومدرسة الكرمليت تبحث عن قاعة رياضية ملائمة ومدرسة راهبات الناصرة تبني حاليا بنايات خاصة بالحضانات من تبرعات جمعتها بدل الحصول على حق الأطفال العرب بالميزانيات الحكومية والبلدية.

كل الادعاءات بإغلاق مدرسة المتنبي غير صحيحة

روني غروسمان الناطق بلسان بلدية حيفا قال بدوره معقبا: كل الادعاءات بإغلاق مدرسة المتنبي غير صحيحة - ليس هناك نية أو فكر لإغلاق مدرسة خالدة تخدم طلابها بأمانة! ستستمر المدرسة بالعمل لسنوات عديدة قادمة بتشجيع ودعم كاملين من البلدية. عدد الطلاب في المدرسة مستقر وحتى في تزايد، وعلى أي حال لا نعرف عن بناء مدرسة جديدة بالقرب منها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]