فقدان الابنة بحادث طرق! .. أمهات ثكالى يتحدثن

ليس هناك ما هو أصعب من ان تفقد الام ابنها او ابنتها في ظروف مأساوية، فكيف يكون ذلك عندما ترتبط هذه الظروف بآفة الاستهتار واللامسوؤلية الموجودة لدى معظم السائقين في الشارع، يكون من الصعب على الأمهات ان يتخطين المحنة بالتأكيد.

"بكرا" تحدث مع عدد من الأمهات الثكالى اللواتي فقدن بناتهن بحوادث طرق، وذلك خلال لقاء نظمته الشاعرة فردوس حبيب الله والدة المرحومة عروب حبيب الله، للأمهات اللواتي فقدن بناتهن بحوادث طرق، ضمن حراك ينشطن به لمحاسبة الجناة ومخالفي القانون.

والدة المرحومة سجود ياسين والتي لاقت حتفها بعد ان اصطدمت شاحنة بالسيارة التي كانت تقودها والدتها بالقرب من حيفا، عن ظروف الحادث قالت: الحادث كان يوم الأربعاء ذهبنا لزيارة والدها في المستشفى وكانت مسرورة جدا وكل الطريق كانت مسرورة وتغني واخاها كان يجلس بجانبي وفجأة اصطدمت بنا شاحنة، ابنتي سجود فقدت وعيها ولم افكر للحظة انني فقدتها، اخذها الإسعاف وبقيت بالعناية المكثفة لأربعة أيام ولكن في اليوم الرابع قالوا لنا ان النزيف توقف، ولكن فجأة تدهورت حالتها مجددا ولم يكن هناك إمكانية حتى التبرع بأعضائها.

والدة المرحومة حنين دراوشة من اكسال ابنة العشرون ربيعا كانت تتعلم بكلية طبريا وكانت تعمل أيضا ووقفت الى جانب كثيرا، احتفلت بعيد ميلادها قبل الحادث بأسبوع وكانت مميزة جدا مليئة بالحنية والحب، كانت مسرورة جدا وكانت تشعر ان هناك امر ما سيحصل معها، طلبت منها ان تقوم ببعض الأمور في اليوم نفسه وقامت بها وهي مسرورة جدا، وقالت لي قبل خروجها من المنزل انها ستتأخر وتطلب ان لا انتظرها، وبعد نصف ساعة اتصلت بي اختها وقالت لي ان حنين تعرضت لحادث طرق وكنت اشعر انني فقدتها، وذهبت بسرعة الى المستشفى وكان الجميع ينظر لي نظرة مؤلمة وفهمت بعد ذلك انني فقدت ابنتي وقد رجعت بالذاكرة الى جملتها التي قالتها لأول مرة ان لا انتظرها. حتى اليوم من قتل ابنتي لا يزال حرا طليقا لم يتم محاكمته.

وقالت والدة المرحومة فاطمة حجيرات ابنة العشرون عاما ان ابنتها كانت تحب ان تحترف المكياج، وتابعت: كانت تدعمني طول الوقت وكانت روح البيت، خلال استراحتها ذهبت لشراء الغذاء وعندما قامت بعبور ممر المشاة قام شخص ما بدهسها واخذوها الى المستشفى، وعندما توجهنا الى هناك انتظرنا ساعتين حتى اذنوا لنا بالدخول، وقد شعرت عندما رأيتها ان هنالك شيء غير طبيعي يحصل معها، وشعرت انها تفارق الحياة، واتصلت بعائلتي وقلت لهم انها تفارق الحياة ولم يصدقونني، الحادث تسبب لها بضربات عديدة في كل مكان في جسمها، اعتقدت لوهلة ان ما يحصل معها بسبب المخدر ولكن ليس كذلك، سبب الوفاة كان ضربة قوية تلقتها في رأسها.