ما ان بدأت الحرائق قبل أيام حتى باشرت بعض وسائل الاعلام والقيادات السياسية الإسرائيلية بسياسة التحريض ضد المواطنين العرب واتهامهم بأنهم المسبب الأول للحرائق التي اشتعلت في منطقة تشرتشل واقتربت من البيوت في نوف هجليل إضافة الى اشتعالها بالأحراش والغابات بجانب بلدات وقرى عربية منها اكسال دبورية ام القطف الناصرة وغيرها.

اهداف سياسية تريد ان توحد الصف اليهودي ضد كل ما هو عربي

بدوره مركز مكافحة العنصرية يرفض بشدة الادعاء الذي تتناقله وسائل الاعلام بان سبب الحرائق في الايام الاخيرة هو اشعال نيران على يد مواطنين عرب بهدف مسبق لحرق موارد طبيعية وغيرها. المركز يطالب بفحص واتمام كل التحقيقات لأسباب الحرائق وعدم اشعال نيران العنصرية ضد مواطنين مدانين مسبقا من قبل سلطات الدولة. علينا ان نذكر ان الحريق الاكبر في بلدة الناصرة العليا مس اولا واخرا عددا كبيرا من السكان العرب وعرض الاف للخطر.

عمر خمايسي مدير مؤسسة ميزان الحقوقية قال: هذه الاتهامات غير مفاجئة حيث استمعنا اليها قبل سنوات في حوادث مشابهة لحرائق بسبب الطبيعة وتغيير الطقس ولكن على ما يبدو هناك من الأطراف الإسرائيلية تريد ان توجه غضب الجمهور الإسرائيلي الى العرب حتى يبعدوا الاقتتال الداخلي في المجتمع اليهودي والصراع على الحكومة والمظاهرات التي تحدث اليوم وبالتالي هذه التصريحات لها اهداف سياسية تريد ان توحد الصف اليهودي ضد كل ما هو عربي وهو اسهل شيء توجيه الاتهام للعرب انهم الجهة التي تخرب تستعمل الإرهاب وهذا يربطنا بجريمة قتل الأستاذ يعقوب أبو القيعان حيث اتهموه منذ اللحظة الأولى بالمخرب والارهابي وتبين براءته من هذه التهم وهي نفس الاصوات التي توجه هذه الترهات ان العرب مسؤولون عن هذه الحرائق يوجهوا الحقد والعداء للعرب.

تستغل القيادات السياسية كل حادثة قتل او حريق او حتى حوادث الطرق، من اجل تأجيج الشارع الاسرائيلي

الناشط الحقوقي محمد زيدان قال في هذا الصدد ل "بكرا": في كل مرة تستغل القيادات السياسية كل حادثة قتل او حريق او حتى حوادث الطرق، من اجل تأجيج الشارع الاسرائيلي وتجنيده خلف "نحن الضحية" وذلك بالتحريض المباشر في غالبية المرات وغير المباشر احياناً، والعرب هم الضحية الأسهل لاتهامها.

وتابع: بعد حريق الكرمل سمعنا نفس الأسطوانة، وبعد موجة من التحريضات المستمرة ضد العرب واتهامهم بالحريق المتعمد، وبعد سنوات من التحقيق بان بأن الحريق لم يكن متعمداً، لكن أحداً لم يعتذر حتى اليوم عن الاتهامات الباطلة والتحريض! وبعد استشهاد ابو القيعان اتهمه رئيس الحكومة ووزير الشرطة حينها، بانه مخرب! وبعد كل حريق نسمع نفس الأسطوانة العنصرية المشروخة! بدل ان تنشغل الدولة وحكومتها واجهزتها بفحص الفشل المتواصل في علاج هذه الحرائق، وغياب الاستعدادات اللازمة، فإنها توجه السهام الى الخارج وتتهم العرب!! لماذا تشتري الدولة الغواصات والطائرات لإشعال نيران الحرب ولا تشتري طائرات وسيارات اطفاء للتعامل مع الحرائق واخمادها؟

ونوه قائلا: العنوان الحقيقي الذي يجب ان يكون هو "ارهاب الفشل الرسمي" ووضع المواطنين تحت الخطر، وليس "ارهاب الحرائق" واتهام العرب. على القيادات العربية اليوم، ليس الدفاع والرد بالمثل فحسب، بل علينا كمجتمع ان نعمل على توثيق هذه الممارسات وادانة مطلقيها ومحاسبتهم بكل الطرق، فهذه الحالة من الاتهامات المتواصلة، تحولت من حالات فردية لسياسة رسمية ومنتظمة. وبالطبع يجب المطالبة بتحقيق مهني، نزيه وغير منحاز للتحقيق في فشل الحكومة والاجهزة المسؤولة عن التعامل مع هذه الحرائق بشكل متواصل، متكرر ومستمر. وعدم جهوزية الدولة هي جريمة ترتكبها الحكومة ضد المواطنين وتضع حياتهم واملاكهم تحت الخطر

واكد: علينا نحن ان نحاسب المسؤولين عن عدم التحرك السريع لإخماد الحرائق، علماً انه في حريق نوف هجليل – وفق المعلومات - تم الاتصال بالشرطة والإطفاء ساعات قبل وصولهم، وحين كانت النار لازالت في بداياتها!! هذا هو الاتهام الذي تدافع الدولة عن ذاتها ويحاول المسؤولين التهرب منه بالهجوم المسبق والمنظم ضد العرب.

خسئتم. كان يجب ان تروا شبابنا في مواجهة هذه النيران

واكد القيادي والناشط محمد دراوشة خلال كلمته قائلا: استعجال الشرطة بإلقاء اللوم على المجتمع العربي في كل كارثة تحصل، وخاصةً توجيه التهم بافتعال الحرائق هو امر سئمنا منه. لقد اصبحت هذه المعزوفة النشاز سخيفة أكثر ممن يرددوها، وبالذات حين تصدر هذه التهم فوراً مع بداية الحريق، وبدون تحقيق، وبدون اي حقائق يُستند اليها.

وأضاف: نعرف جيداً النزعات العنصرية لدى عدد من افراد الشرطة وافراد التحقيق في خدمات الاطفاء، وبالأخص بين الصحفيين والسياسيين الذين ينتهزون مثل هذه الفرص للتحريض الأرعن والحقير، آملين ان يحققوا بعض النقاط لإرضاء مجتمع متعطش للتفوهات العنصرية، تماشياً مع قادته الذين يمسكون دفة الحكم في البلاد. لهم نقول، خسئتم. كان يجب ان تروا شبابنا في مواجهة هذه النيران، يتقدمون ببطولة نحو السنة اللهب للدفاع عن اشتالهم واشجارهم، وجبالهم، وطبيعتهم، ووطنهم. شبابنا يعشق هذه الارض وما عليها، وينتمي لها اكثر من ممتهني التحريض الساقطين.

هناك من يقف وراء التحريض القومي حتى لو بيوت العرب احترقت

الحقوقي جعفر فرح مدير مركز مساواة الحقوقي قال بدوره: هناك من يقف وراء التحريض القومي حتى لو بيوت العرب احترقت. تستمر وسائل الاعلام الاسرائيلية بنشر معلومات كاذبة تقف وراءها جوقات التحريض العنصري الحكومية والسياسية. عشرات العائلات العربية دفعت أمس ثمن اهمال الخدمات المدنية مثل إطفاء الحرائق وبدل محاسبة الحكومة حاولت جهات حكومية وجمعيات عنصرية أن تحرض على العرب. وقفنا لهم بالمرصاد وتواصلنا مع هيئات تحرير وسائل الاعلام وطالبناهم بوقف النشر التحريضي.

وتابع: هذا ما فعله نتنياهو ووزيره جلعاد اردان بحرائق حيفا عام 2016 لأهداف سياسية. هناك جهات تبحث عن كل فرصة للتحريض علينا وتحييد الأنظار عن الاحتلال والفساد وإهمال خدمات مدنية مثل الصحة والاطفاء والتعليم. نقف إلى جانب العائلات التي دفعت ثمن اهمال الدولة لمسؤولياتها: يجب تعويص بلدات طالتها النيران امس: الناصرة - نوف هجليل، عين ماهل، اكسال دبورية ، الفرديس، كفر كنا وام القطف.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]