انتقد البعض ما يجري على الساحة السياسية المحلية، وخاصة داخل أروقة القائمة المشتركة في هذه المرحلة من خلافات بين احزابها واتهامات منها الواضحة ومنها المبطنة، وعمل انفرادي لبعض اعضاء المشتركة، وتفضيل المصلحة الحزبية على المصلحة العامة، اجتماعات انقسامية لبعض الأحزاب دون الأخرى واتهامات وتخوين من قبل بعض النواب للبعض الاخر وبالتحديد الناب الدكتور مطانس شحادة عن التجمع عندما خون وهاجم نظيره الدكتور النائب منصور عباس في اعقاب الحديث عن حضور نتنياهو جلسته حول العنف في المجتمع العربي الاثنين، كما ان لغة التخوين اتبعتها أحزاب أخرى في المشتركة ضد النائب عباس ليس فقط شحادة متهمين إياه بالتحالف مع نتنياهو. فهل يكون الهدف من هذه الاتهامات سطوع نجم النائب عباس والى أي حد ستصل المشتركة وهل كما يتوقع البعض ستنقسم عما قريب قبل حل الحكومة الجديدة.

رأى حسام أبو بكر ناشط اجتماعي ان ذلك يعكس حالة من التشرذم وتؤدي الى فقدان الثقة بين الشارع العربي الذي اختار المشتركة كمشروع وليس كوسيلة لإيصال اكبر عدد من اعضاء الكنيست.

أين المشروع المشترك؟

وتابع: ما نشهده في الآونة الاخيرة، هو اثبات على ان هذا المشروع لم ينجح جوهريا على الرغم من الانجاز بدخول اكبر عدد من الاعضاء الى الكنيست. اذا كان الهدف هو فقط بناء آلية وتكتل لإيصال اكبر عدد من اعضاء الكنيست، وهذا امر شرعي، كان من الواجب اعلان ذلك بشفافية وعدم تضليل مجتمع باسره ان هذا هو مشروع وحدوي وجوهري له ابعاد سياسية ومجتمعية لم يحقق منها اي شيء. "المشتركة" تحولت الى "تركة" يتنازع عليها الشركاء بداخلها لكي ينتزع كل طرف منها ما تطال يداه.

ونوه: اثمن واقدر عمل غالبية اعضاء الكنيست العرب على المستوى الفردي، ولكن اين المشروع المشترك؟ للأسف كل يغني على ليلاه. أخطأت المشتركة في الأداء عند التوصية على المرشح لرئاسة الحكومة، وأخطأت عند التصويت ضد اتفاقية السلام، وأخطأت في الخطاب الموجه للمجتمع العربي وللمجتمع اليهودي، وأخطاء وهفوات اخرى في محطات استراتيجية مختلفة. التعددية، والاختلاف بالرأي هي شيء مطلوب وحيوي وصحي، ولكن ان يتحول الى خلافات، واتهامات تصل احيانا الى مستوى التخوين بشكل مبطن، فهذه بداية النهاية وصفعة بوجه كل من وضع ثقته بها...

ما يحدث في المشتركة من اشتباكات هو مخجل

الناشط السياسي والقيادي محمد دراوشة قال بدروه: ما يحدث في المشتركة من اشتباكات هو مخجل، وبذلك يثبتون لنا جمهور المصوتين اننا اخطأنا بتصديقهم. صدقناهم ان الوحدة هي حقيقية، ولكنها للأسف تتبين انها كانت وحدة مزورة. نرى كل فصيل من فصائلها يحارب الفصيل الشريك، آملين ان يرثوا مكانهم في تركيبة سياسية مستقبلية. يتسابقون على المنصات الإعلامية، وكأن الظهور في التلفزيون او في موقع اعلامي او الفيسبوك هو أسمي الانجازات المتوقعة منهم، ويعتمدون الغمز واللمز والتشكيك بمصداقية ووطنية وشرعية بعضهم البعض. بعض الفصائل تُنصِّب نفسها وكأنها من يوزع صكوك الوطنية وصكوك ادارة شؤون المجتمع، بغرور يحاكي الاحزاب الدكتاتورية.

وتابع: كل هذا يأتي في ظل انعدام تنسيق فعال بين الفصائل، وانعدام قيادة واثقة بطريقها ومقنعه لأعضائها ومقنعة ايضاً لمصوتيها. توقعت هذا التشرذم بعد فشل المشتركة كمشتركة بإنجاز، ولو جزء ضئيل من، وعودها للناخبين مثل، التأثير على الحكومة، وترأس المعارضة، وأصبحوا يتباهون بكونهم معارضة داخل المعارضة. مصطلح يعبر عن افلاس وتذويت للهامشية، واعتماد التمثيل فقط، على حساب التأثير الذي وعدونا به. يحزنني كثيراً هذا الوضع الهامشي الذي آلت اليه المشركة، مما يتطلب منا اليوم خلق منظومه سياسية تفي بتوقعات الجماهير في ظل الوضع الذي وصلنا اليه.

المشتركة الآن تمثل مجتمعنا بشكل صادق ودقيق

الناشط والخبير السياسي إيهاب جبارين قال: لا أظن أن المشتركة مثلت مجتمعنا بشكل أدق مما هي عليه اليوم، التلعثم، التشرذم، الانفرادية، كلها مزايا دمرت مجتمعنا وجعلته يتيما دونما قيادة إجماعيه، وهذا بالضبط ما ينعكس من تصرفات المشتركة اليوم، يد اليمين فيها لا تعلم ما تفعله يد اليسار، أقله هذا ما يعكسوه للجماهير. العمل السياسي الصحي يمتاز بأنه هو من يقود الجماهير، وليس العكس، كانت الآمال على المشتركة بأن تصحح مسارات مجتمعنا وتأخذ به الى مستوى نضالي تمثيلي أعلى لا العكس كما نرى اليوم.

وتابع: المعاتبات العلنية بين أقطابها المختلفة، وعدم وجود رؤية إستراتيجية متفق عليها وينبثق منها خارطة طريق لتحل مشاكل مجتمعنا، الثقافية، التربوية، الاقتصادية، التي ينبثق عن مل ما ذكر آفة العنف والأجرام، تبقي التخبطات التي نراها في الأفق. المشتركة ما زالت تخاطب جماهيرها وكأن جماهيرها يتيمة إعلاميا وتتغذى أخبارها من وسائلها فقط، الشارع اليوم أذكى وأحنك من سياسييه، المفرح المبكي في آن.

ونوه قائلا: نرى في الأيام الأخيرة معجزات أخرة الأيام، رفاق الجبهة يستشهدون بأقوال رفاق التجمع لمعاتبة الحركة الإسلامية. وبالتالي هذا دليل على الموازين الجديدة التي وضعت في نصف العام الأخير، في حين التجمع يصارع على أنفاسه الأخيرة، زادت أسهم الإسلامية، وربما فاقت الجبهة تحديدا في ظل الشرخ القائم بين قطبي الجبهة، بركة وعودة.

وأشار ل "بكرا": هذه الشروخ من الممكن أن تعقد تشكيل قائمة مشتركة في ظل انتخابات أخرى فهي تذكرنا بأواخر عام 2918 وكلنا رأينا كيف انتهى المطاف بتلك النسخة منها. أي كان المآل الأكيد أن المشتركة خسرت ثقة العامل الخامس في قوتها، الا وهو صوت الشارع، تحديدا ذلك الذي لم يصوت للأفراد او الأحزاب، بل صوت لفكرة الشراكة.

اتوقع حل المشتركة قبل الاعلان عن حل الكنيست

الناشط والخبير السياسي نايف أبو صويص قال بدوره: المشتركة اصبحت في خبر كان لا يخفى على احد الصراعات بين مركبات المشتركة وخاصة بين رؤساء الاحزاب الاربعة، البعض يبحث عن النجومية والبعض يبحث عن النجومية ويعمل خارج العمل التقليدي وهو مُنتقد ولا اعلم لماذا. نذكر ان الكنيست لها لعبة وقوانين خاصة ويجب على البرلماني اتقانها، الحملة المسعورة على النائب منصور عباس لا يمكن ان تكون موضوعية بل حسابات ضيقة بحتة.

وتابع: التجمع ومطانس يهتفون بشعارات وخطابات خالية بعيدة عن مطالب الجماهير العربية، وقلت سابقا انه لا مكان لهم في الكنيست في ظل هذه الظروف الراهنة. النائب ايمن عودة يحاول التواصل مع اليسار الإسرائيلي وبدون جدوى، النائب ايمن عودة رئيس المشتركة والجبهة ولكنه مفرمل من قبل بعض القيادة في الجبهة (منصور دهامشة ومحمد بركة). اتوقع حل المشتركة قبل الاعلان عن حل الكنيست، ويتم التحالف بين الجبهة والتجمع من جهة، والإسلامية والعربية للتغير وشخصيات اخرى مما يجعلهم الاكثر تمثيل في الكنيست.

المناكفات والمزايدات السياسية فلا مكان لها ولا تصب في مصلحة مجامعنا

"بكرا" توجه الى النائب الدكتور منصور عباس للحصول على تعقيبه حول كل ذلك حيث قال بدوره: واجبنا أن نتابع قضايا ومشاكل مجتمعنا العربي خصوصا العنف والجريمة، وان نعمل مع يلزم لحماية مجتمعنا من هذا الوباء سواء بعملنا الاجتماعي الاصلاحي او بعملنا في الكنيست امام الحكومة برئيسها ووزرائها. هذا الذي ننشغل به بشكل يوم، اما المناكفات والمزايدات السياسية فلا مكان لها ولا تصب في مصلحة مجتمعنا وأمنه ومعيشته.

ونوه حول اجتماع التجمع والجبهة: كل اجتماع بين حزبين داخل المشتركة مبارك بشرط ان يصب في مصلحة مجتمعنا وعملنا المشترك ومطلوب من الجميع الحفاظ على وحدة الصف والتعاون للصالح العام بعيدا عن التعصب الحزبي والاعتبارات الشخصية

وتابع: اذكر اننا كقائمة عربية موحدة التزمنا دائما بالحفاظ على المشتركة واول من نفذ التزامه بالتناوب واني بمبادرتي تراجعت في ترتيبي في القائمة لصالح تشكيلها وارضاء من يتعمد مهاجمتنا اليوم. عملنا السياسي واضح شفاف وعملي بعيدا عن الشعارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وليس لدينا ما نخفيه.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]