اجمع عدد من الناشطين السياسيين الى ان خسارة ترامب وفوز بايدن لن يغير الكثير من السياسات الأمريكية الخارجية وخاصة بكل ما يتعلق بالملف والقضية الفلسطينية مؤكدين الى ان جو بايدن الرئيس الجديد بالرغم من عدم قبول سياسات ترامب واسلوبه مع عدم قلب الادارة الجديدة سياساته كليا. وذلك لعدة عوامل منها انشغال الادارة بأزمة الكورونا وتبعياتها الاقتصادية الى جانب وجود اولويات اخرى على الساحة الدولية وضعف الجانب الفلسطيني تحديدا والعربي بشكل عام.

بايدن لن يغير سياسة ترامب في الشرق الاوسط

الناشط الاجتماعي والسياسي المحامي رضا عنبوسي رأى ان انتخاب جو بايدن رئيسا وخسارة دونالد ترامب ستؤثر على سياسات الولايات المتحدة الداخلية والخارجية.

ونوه متوقعا: اتوقع حدوث جوهري وفوري بسياسات الولايات المتحدة الداخلية وتعاملها مع ازمة الكورونا وتعاونها بهذا المضمار مع منظمة الصحة العالمية. اتوقع ان يكون الرئيس المنتخب وادارته اكثر تعاونا مع دول اخرى وبالأخص الاتحاد الاوروبي. ترامب واسلوب تعامله عكر صفو العلاقات الدولية وأحدث زعزعة بالتعامل مع حلفاء الولايات المتحدة التقليديين.

وأضاف لـ "بكرا": الان سنرى عودة سريعة للولايات المتحدة للمنظمات الدولية، اليونيسكو، الاونروا، منظمة الصحة العالمية ومعاهدات دولية كمعاهدة المناخ، اتفاق إيران ومعاهدة منع انتشار الاسلحة الدولية.

وعلى صعيد المنطقة قال عنبوسي: بالرغم من عدم قبول سياسات ترامب واسلوبه الا انني لا اتوقع ان تقلب الادارة الجديدة سياساته كليا. وذلك لعدة عوامل اولها انشغال الادارة بأزمة الكورونا وتبعياتها الاقتصادية. ثانيا، وجود اولويات اخرى على الساحة الدولية. ثالثا، ضعف الجانب الفلسطيني تحديدا والعربي بشكل عام. رابعا، متانة العلاقة الاسرائيلية الامريكية وعمقها يتخطى السياسات الداخلية لكلا الحزبين واخيرا حدوث تغييرات بالمنطقة بالسنوات الماضية جعلت القضية الفلسطينية بمرتبة اقل اهمية نسبة لقضايا اخرى كصعود تركيا والتوتر بينها وبين دول اوروبية، المسالة النووية الايرانية، العلاقة الاميركية الروسية، حروب سوريا، اليمن وليبيا ومسائل اخرى كثيرة عالقة على الساحة الدولية.

سقط ترامب ولكن الازمه مع التوجه الليبرالي موجودة بذروتها

الناشط السياسي رضا جابر بدوره عقب قائلا: ان خسارة ترامب اظهرت عمق فوز برنامجه والافكار التي تبناها. لقد اظهرت النتائج ان المجتمع الامريكي منقسم بحده وهذا الانقسام ليس شكلياً. لذلك ان يدعم نصف المجتمع الامريكي رئيسا بهذا البرنامج هذا دليل مقلق على وجهة امريكيا مستقبلاً. طبعاً وان كان هذا الانقسام هو حول وجهة امريكيا الداخلية الا انه له تأثير مباشر على العالم وعلينا. وسيؤثر على سياسة خلفه بايدن.

وتابع: أيضا علينا ان نقرأ هذا الامر بأنه جزء من الانقسام في العالم باتجاه مجتمعات تشهد ذروة الصدام بين مكوناتها. نحن أمام عالم يتمزق باتجاهات متعاكسة. فتره الصدام هذه هي فترة مثيره وستكون ذات عواقب ولكن الحسم بأي اتجاه سيحدد مصير العالم لعقود. اسباب الصدام عديدة أهمها ان النظام الليبرالي- الحداثي الذي وضع الفرد بمركز العالم على حساب الانتماءات الاخرى والتقليل من اهميتها بل معاداتها أحيانا اصطدم بحقيقة هذه المجتمعات. سقط ترامب ولكن الازمه مع التوجه الليبرالي موجودة بذروتها.

وختاما تطرق الى الجانب الفلسطيني قائلا: فلسطينيا لسقوط ترامب تداعيات مهمه قد لا تغير جوهر الصراع وتحله ولكنها اعطت مساحة كان ترامب قد اغلقها بدعمه لليمين بشكل تام مساحة للمناورة السياسية الفلسطينية. سؤال كبير هو كيف تتصرف القيادة الفلسطينية الان وهل لها برنامج.

فوز بايدن بهذا الفارق يؤكد رفض الشعب الامريكي لأسلوب ونهج ترامب الغوغائي

الناشط السياسي والمحامي باسل دراوشة قال لـ "بكرا": فوز بايدن بهذا الفارق يؤكد رفض الشعب الامريكي لأسلوب ونهج ترامب الغوغائي والعدائي والمتطرف وتميز بالعقلية الشرسة وال عنجهية في عدة قضايا. شهدت فترة ترامب توتر وتغيير علاقات الولايات المتحدة الأمريكية بدول العالم بشكل كبير فقد ألغى العديد من الاتفاقيات الدولية التي وقعتها الولايات المتحدة منها اتفاقيات تخص الاتفاق النووي مع إيران ومعاهدة حد الصواريخ المتوسطة المدى مع روسيا واتفاقيات تجارية مع الصين. ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس وأوقف المساعدات المالية للفلسطينيين ودعم خطة الضم الاستيطانية. بحسب تصريحات بايدن فانه يرغب في التعاون مع الدول الكبرى في القضايا الهامة والكبرى والعودة الى العلاقات السليمة بين الدول بعيدا عن المشاحنات واجواء التهريج الترامبية.

وتابع: امل ان يعيد بايدن الرئيس المنتخب صياغة سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وفق برنامج سياسي ينصف الشعب الفلسطيني ويحاول اعادة القضية الفلسطينية الى مركز الاهتمام ومن خلالها إيجاد حل القضية الفلسطينية حلا عادلا ومنصفا بشكل يتعايش الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني جنبا الى جنب باحترام وتفاهم. وعلى بايدن اعادة النظر وتغيير خطة ترامب بخصوص القضية الفلسطينية وخطة الضم المقترحة كبادرة حسن نية اتجاه الشعب الفلسطيني.

ونوه قائلا: علينا ان نتذكر بأن بايدن ليس بلاعب جديد في الساحة السياسية فقد اشغل منصب نائب الرئيس الأمريكي الأسبق اوباما لفترة 2009 حتى 2017 وعليه وبحكم كونه خبيرا في السياسات الخارجية والداخلية بإمكانه تحسين علاقات الولايات المتحدة الأمريكية مع دول العالم وتغيير الاجواء التي فرضها ترامب خلال توليه مقاليد الحكم في امريكا. لا اعول كثيرا على تغيير جذري في السياسة الأمريكية في عهد بايدن ولن يكون بايدن حمامة السلام لكن اعتقد بانه سيكون اقل خطرا من ترامب ولكنه لن يتخذ خطوات وتغيير جدي وجوهري في القضية الفلسطينية. 

وتابع: علينا ان نتذكر المقولة " علمنا التاريخ وقال امريكا رأس الحية " فإن لم يكن ضغط فلسطيني وعربي ودولي باتجاه حل القضية الفلسطينية حلا عادلا ومنصفا فلن تتغير السياسية الأمريكية بتغيير الرئيس. يجب على القيادة الفلسطينية ان تبدع وتتقن دورها في محاولة التأثير على الادارة الأمريكية الجديدة لتغيير السياسية الأمريكية من اجل الوصول إلى شاطئ الأمان للشعب الفلسطيني.

وختاما قال: كما واقترح على قيادة الجماهير العربية وعلى رأسها لجنة المتابعة والقائمة المشتركة واللجنة القطرية والاحزاب محاولة التواصل مع الرئيس الامريكي المنتخب جون بايدن لتنظيم لقاء لاطلاعه بشكل مهنيّ ومدروس ويستند على ارقام ومعطيات على اوضاع مجتمعنا العربي في البلاد والسياسات العنصرية والملاحقات ضده وكل الممارسات العنصرية التي تتبعها الحكومات الإسرائيلية ضده. طبعا هذا الطرح بحاجة للاستعانة بالخبرات والقدرات لأبناء مجتمعنا أصحاب الخبرة والكفاءة ليقدموا طرحا مهنيا مقنعا يتم عرضه امام الادارة الأمريكية وامام كل المحافل والمؤسسات الدولية.

بايدن، يتميز بالإنسانية، الاتزان، الجدية

الناشط السياسي كامل برغوثي عقب بدوره لـ "بكرا": الاجواء التي خيمت خلال السنوات الاربع الماضية من حكم ترامب رئيسا للولايات المتحدة الامريكية، وكل السلوكيات التي عرف وتميز بها هذا الرئيس، ايضا بعد الاعلان الرسمي، عن خسارته انتخابات الرئاسة، انت لست بحاجة ان تكون محللا سياسيا او طبيبا نفسيا، كي تخلص الى النتيجة، ان هذا الرئيس (وهنا سأضغط نفسي واستعمل عبارات تحترم وتحفظ منصب رئيس أكبر دولة)، بحاجة الى العناية المكثفة بكل مجالات الصحة الجسدية والنفسية. ولو بقي في الحكم لشكل أكبر خطر وجلب الويلات لشعبه الامريكي اولا ثم للعالم بأسره.

وتابع: بعكس هذا الوصف وهذه القراءة والمراقبة لتصريحات وسلوك ترامب، فإنني مقتنع ان الرئيس ال46 المنتخب حديثا لرئاسة الولايات الامريكية، بايدن، يتميز بالإنسانية، الاتزان، الجدية وأستطيع القول انه يتميز ايضا بالمسؤولية الذاتية (وأقول الذاتية..) لبناء مجتمع امريكي اولا ثم عالمي متميز بالاحترام والشعور والاحساس بحق المجتمعات والشعوب ان تعيش بعزة وكرامة واحترام.

وأوضح: حتى لا يخذلنا هذا الوصف وكي لا يخذلنا مظهر بايدن الخارجي، فإني مقتنع أن هذا الوصف وهذا التصور والتخمين، سوف يتبخر وبدرجات متفاوتة حين يلمس قضية شعبنا العربي الفلسطيني والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي في هذا الموقف فإن الرئيس الجديد بايدن هو نسخة مطابقة لموقف وسلوك الرئيس الاسبق ترامب وحتى كل رؤساء امريكا الذين سبقوه لكن قد تختلف الاساليب والادوات والمراوغات.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]