في أعقاب تبادل الاتهامات والخلافات داخل المشتركة، خصوصًا بعد مواقف النائب منصور عباس، أصدرت لجنة الوفاق الوطني بيانًا تطرقت من خلال للموضوع ودعت كافة المركبات للحفاظ على القائمة، وجاء فيه: 
حقق المجتمع العربي مع تشكيل القائمة المشتركة عام 2015 إنجازاً سياسياً غير مسبوق جاء تعبيراً وتجسيداً لإرادة السواد الأعظم من الجماهير العربية الراغبة بإطار وحدوي يكون قادراً على مواجهة التحديات الجسام والهجمة الشرسة المستهدفة لوجود وحقوق وأمنيات أبناء شعبنا في هذه الديار .
كان من المفروض أن تتشكل المضامين الوحدوية لهذا الإطار بشكل تراكمي تصاعدي تذوب من خلاله الخلافات والتشنجات ، وتحترم في إطارها الاختلافات التي لا تتناقض مع روح الوحدة ، وينمو فيه التنسيق بين المكونات المختلفة ويتطور الخطاب الجمعي الواحد الذي لا يترك مجالا للفئوية والفصائلية البغيضة أن تطفو على السطح بدلاً من التناغم والعمل المشترك الدؤوب في خدمة المواطنين الذين هبوا ومدوا يد العون والدعم بكل ما أوتوا من قوة لدعم هذا المشروع الوطني الرائد .
ومضت الفترة ولم تتحقق الكثير من الأهداف بدعوى الضغوطات والتحديات الخارجية وضرورة أخذ الوقت اللازم لترسيخ ثقافة التناغم والتنسيق رغم الاختلاف وتغليب المشترك على المختلف عليه . ثم جاءت ضربة نيسان 2019 وانقسام المشتركة إلى قائمتين وتراجع التمثيل وموجة الغضب الجماهيري العارم . وقد بذلت لجنة الوفاق الوطني وكل الأجسام الحريصة على المشتركة جل الجهود لإعادة اللحمة وبعث الحياة من جديد في هذا المشروع وكان لهم ذلك وكانت الثقة العارمة التي منحتها جماهير الشعب مرة أخرى رغم كل التشنجات الناشزة التي صاحبت عملية الالتحام المتجدد .

كانت مرحلة ما بعد انتخابات آذار 2020 مبشرة بالخير ، حين قاد نواب القائمة المشتركة كل الجهود في سبيل محاربة آفة العنف في المجتمع العربي وبذلوا جهودا كبيراً لمحاولة منع تنفيذ أوامر الهدم ، ومن خلال ثقة ال - 15 مقعدا التي منحهم إياها الناخبون ، تمكنوا من منع نتنياهو من تشكيل حكومة يمينية استيطانية صرفة ، ولكن ذلك لم يستمر ولم يتصاعد حيثما طمحت الإرادة الجماهيرية ، فقد كان نكوص ثم تراجع إلى أن وصلنا إلى الانتكاسة التي نحن بصددها .

كنا واثقين بأننا تعلمنا الدرس وبأننا سنمضي قدماً على طريق تحقيق الأهداف المرجوة سيما وأن التحديات تزايدت داخليا وخارجيا وزادت مساحة ومناطق الاستهداف وتعاظمت جوقة التحريض الشرسة العمياء التي تخبط خبط عشواء . ولكن الأهداف لم تتحقق بل تصاعدت موجة الأنوية والفئوية والفصائلية والمناكفات الفظة وتبادل الاتهامات عبر وسائل الإعلام وهو أمر لم نحلم به ولم تحلم به جماهيرنا بأسوأ كوابيسها .
إننا ندعو بهذه المناسبة كل مكونات القائمة المشتركة بإيقاف المناكفات الشخصية والحزبية والفصائلية فوراً والاحتكام للعقل الراشد الوازن ، وذلك للحفاظ على لحمة واستمرارية هذا المشروع الذي هو مشروع الجماهير أولاً وأخيراً وهم المرجعية العليا للقائمة المشتركة دون غيرهم .
القائمة المشتركة مشروع ولد ليبقى وليتسع وليفتح الأبواب والشبابيك لكافة أبناء شعبنا المؤمنين بأهداف ومرامي وطموحات المشروع وهي ليست نادياً مغلقاً ولا حكرا على مجموعات دون غيرها .
لنغلب مصلحتنا الوطنية والوجودية فوق كل مصلحة ولنبدأ مشروع التفاهم والتعايش واحترام المختلف قبل فوات الأوان .
نحن في لجنة الوفاق نسعى بكل ما أوتينا من قوة لرأب الصدع وإيقاف التدحرج قبل الوصول إلى شفا الهاوية وندعو كل دعاة الخير والمصلحة العامة من أبناء شعبنا ليحذوا حذونا وليحاول كل بقواه وعلاقاته واتصالاته أن يعمل على وأد الفتنة وضرب بؤرها أينما كانت وليكن شعارنا : لا مكان بيننا لا للفئوية ولا للفئويين .
والله المستعان أولاً وأخيراً

لجنة الوفاق الوطني
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]