أعلنت الشرطة اليوم عن اعتقال أكثر من 30 مشتبهًا تتراوح أعمارهم بين 20-70 من بلدات عديدة منها، الرملة، يفني، نس تيسونا، الناصرة، الطيبة، اللد، رحوفوت، نتانيا، إيلات، صفد، أشكلون وبلدات أخرى، بعد أن أوقعت شرطية متخفية بهم بجرائم تحرش جنسي بطفلة قاصر.

وفي التفاصيل، فإن الشرطية أنشأت حساب وهمي على مواقع التواصل الاجتماعي وفي غرف المحادثات، وجلست في مكان يظهر بأنه غرفة طفلة، وما أن تسجلت في الموقع حتى بدأت تنهال عليها دعوات الصداقة، وجميعهم رجال تتراوح أعمارهم بين 20-70، ورغم معرفتهم المسبقة بعمرها إلّا أنهم استمروا بالحديث معها بطابع جنسي، وطلبوا منها امورًا جنسية تصل إلى حد السادية، وأحدهم أدعى أنه يعرف أهلها وسيفضحها إذا لم تنفذ مطالبه. وقالت الشرطة أنها مستمرة في مكافحة الجرائم الجنسية وبشكل خاص جرائم البادوفيليا والتحرش بالأطفال.

يتم اغراء الطفل/ة بالصداقة او بتوفير المتعة او اللعب

يعاد غنادري حكيم اختصاصية نفسية علاجية، رئيسة رابطة السيكولوجيين العرب في البلاد عقبت قائلة: موضوع الاساءة والاعتداءات الجنسية شائك ومركب. وفي الفترة الاخيرة ينكشف الستار أكثر عن حجم هذه الظاهرة المخيفة التي طال التستر عليها، وهو امر محمود حتى نخرج كمجتمع من حالة الانكار وكي نستطيع اتخاذ اجراءات وقائية لحماية من نحب خاصة الاطفال منهم. تشير الاحصائيات الى ان واحد من كل سبعة ذكور وواحدة من كل ثلاث اناث سيتعرضون لإساءة جنسية واحدة او أكثر قبل بلوغهم سن الثامنة عشر. ومع وجود وسائل التواصل الاجتماعي الالكترونية خاصة الصفحات على الشبكات العنكبوتية وغرف المحادثة أصبح

وتابعت: "اصطياد " ضحايا من قبل المعتدين أكثر سهولة. يتم اغراء الطفل/ة بالصداقة او بتوفير المتعة او اللعب او الهدايا وغيرها، واستدراجهم بخبث مخطط واستغلال الفجوة العمرية والذهنية معهم لغاية تحويلهم لفريسة لإشباع حاجات عنيفة منحرفة لدى المعتدي. يكثر الاهالي عادة من تحذير اطفالهم تجاه الاعتداءات، لكن اولا يشددون على الاناث ويهملون الذكور في هذا الخصوص رغم كونهم ضحايا ايضا، وثانيا لا يزودون اطفالهم بوسائل الحماية الكافية التي تقيهم من هكذا اعتداءات. يعيش الاهل بوهم ان هذا لن يحصل لأسرتنا ولا يتنبهون بالوقت للإشارات. تحصل الاساءة للأسف ويشعر الطفل بالمسؤولية او الخوف بسببها، اذ يمارس عليه عادة التهديد من قبل المعتدي. لا يشارك الطفل اهله بما جرى تحسبا من العقاب، وهكذا قد يقع في شبكة المعتدي الذي يخطط لاعتداءاته بدقه وقد ينكل بضحيته جنسيا فترة طويلة.

الاساءة الجنسية من خلال شبكات التواصل الالكترونية تحطم ذات الطفل

وقالت لـ "بكرا": اشارت الدراسات ان الاساءة الجنسية من خلال شبكات التواصل الالكترونية تحطم ذات الطفل والاسس التي بنى عليها عالمه وتسيء لنظرته للواقع ولعالم الكبار، وسيحتاج بعدها الطفل لتدخل علاجي فترة لا يستهان بها من الزمن للتعافي. من هنا فان بناء علاقة امنة وواثقة والحوار المنفتح المستمر مع اطفالنا كما وتثقيفهم تجاه موضوع الاساءات الجنسية، وايضا الاصغاء لهم واشعارهم اننا سندعمهم ونحميهم مهما حصل ومن الجهة الاخرى متابعة ما يتصفحونه ويكتبونه على صفحات التواصل، هو دورنا ومسؤوليتنا الدائمة.

وأضاف: الفت الانتباه اننا لا نربي " الضحايا " فقط بل ايضا من ممكن اننا اهالي المعتدين المستقبليين ايضا، وهذا ما لا يتنبه له الاباء والامهات. تربية اطفالنا لا على حماية اجسادهم فقط بل ايضا على احترام خصوصية الغير وخياراتهم والتربية على قيم العدالة والمساواة ستمنع تحول اطفالنا الى ضحايا او الى معتدين على حد سواء.

في المجتمع العربي اقل وعي

الاخصائية النفسية عبير عبد الحليم قالت لـ "بكرا": الحدث صعب ان نستوعبه كمجتمع ونفهم ان بعض الاشخاص قاموا بالتحرش بطفلة ولكن الاضطرابات التي تتعلق بالجنس موجودة في كل المجتمعات وفي مجتمعنا ايضا وايضا الانحرافات الجنسية وهي ظاهرة موجودة ويجب محاربتها وتجريمها لأنهم خطر علينا كمجتمع البيدوفيليا موجودة في كل العالم وتشكل خطرا كبيرا وحتى هناك محاولات نشر صور هؤلاء الاشخاص في العالم حتى يتعرف الناس إليهم، لم نصل الى هذا الامر في اسرائيل من منطلق انه ممكن تلقي العلاج.

وتابعت: في مجتمعنا العربي هناك اقل وعي لهذا الامر، ان يتم معالجة هذا الاضطراب، بالنسبة للابتزاز الالكتروني الذي نراه اليوم فقد فقدوا هؤلاء الاشخاص مفهوم الاخلاقيات، وكان على الشرطة وضع حد لهذا الامر خصوصا ان الاطفال هم ضحية الاعتداءات الجنسية ونرى هذا الامر كثيرا في اقسام وعيادات الصحة النفسية اطفال دون 18 يتعرضون لهذه الابتزازات، هذه الابتزازات تسبب اذى نفسي وجسدي ونعمل على معالجة الشخص لسنوات، يجب على الشرطة معاقبة هؤلاء الاشخاص بعقوبات كبيرة كمجرمين وان لا تتنازل عنها حتى يكونون عبرة لمن لا يعتبر، كما ان الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة يتعرضون اكثر لتحرشات جنسية الكترونية خصوصا انهم يخافون ان يفصحوا عن الامر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]