قامت مجموعة من الشخصيات اليهودية السياسية اليسارية بمبادرة لتشكيل حزب يهودي عربي يخوض الانتخابات المقبلة، الذي يهدف إلى فكرة الشراكة بين الشعبين العربي واليهودي داخل إسرائيل، والانطلاق منها إلى سلام مع الشعب الفلسطيني.

كما تهدف المبادرة إلى الشراكة الحقيقية العميقة بين اليهود والعرب، الملتزمة لقضية السلام بين الشعبين على أساس دولتين، على أساس إنهاء الاحتلال والجيرة الحسنة بين البيت القومي للشعب اليهودي والبيت القومي للشعب الفلسطيني، وتحقيق المساواة التامة للمواطنين العرب في إسرائيل.

احداث تغيير مجتمعي

من بين الذين وقّعوا على هذه المبادرة مجموعة شخصيات لها مكانتها المختلفة في المجتمع العربي وفي المجتمع الإسرائيلي من بينهم إبرهام بورغ عضو الكنيست السابق، و بروفيسور فيصل عزايزة الذي تحدث لموقع بكرا عن هذه المبادرة قائلا:

"انا ابن المجتمع العربي ، واصبو ليكون للمجتمع العربي تمثيل يليق به في كل المحافل ، ان كان على المستوى الاكاديمي، السياسي ، والمجتمعي، وبصفتي اكاديمي واعمل في هذا المجال في جامعة حيفا، رأيت من الضروري احداث تغيير مجتمعي بما يتعلق بالحياة السياسية الخاصة بالمجتمع العربي ، اعمل في السلك الاكاديمي وانا جدا سعيد في عملي
بمجرد اعلن عن المبادرة لإقامة حراك يسعى للديمقراطية، للمساواة الفعلية في كافة المجالات بين مواطني الدولة، شجعت هذه المبادرة، وقررت ان أكون واحد من بينهم، لاني اريد ان احيى في مجتمع يعيش على أسس ديمقراطية، يسعى للمساواة بين جميع فئات المجتمع الإسرائيلي ، ما زلنا في البداية ، و تم الإعلان عن هذه المبادرة ، والتي تضم شخصيات عربية ويهودية، وتهدف الى تغيير الواقع الموجود، وترسيخ أسس الديمقراطية على جميع أطياف المجتمع" .

لن نكون بديل لاي قائمة او حزب

واسهب بروفيسور. عزايزة:" وعليه أبواب هذا الحراك مفتوحة امام كل من يؤمن بمبادئنا التي تم نشرها في وسائل الاعلام ، لن نكون بديل لاي قائمة او حزب انما هدفنا الأساسي هو تمثيل مجتمعنا العربي واليهودي افضا تمثيل لكل من يرغب بهذا التغيير ، وهنالك الكثير الذين يؤمنون بهذا المسار، نحن لم، ولن نكون ضد القائمة المشتركة، ولكن نرى ان هنالك تعطش كبير في مجتمعنا لإحداث تغيير في رؤيتنا المستقبلية في هذه البلاد، عربا ويهودا، ونحن سنكون مجموعة تساعد على ذلك".

اضعاف معسكر اليمين المتطرف

وأضاف:" لا احد ينكر الوضع الذي نحن موجودون به، وعليه جميعنا دعمنا القائمة المشتركة في الانتخابات السابقة، وخرجنا وشجعنا برفع نسبة التصويت ليكون للقائمة المشتركة وزن كبير للتأثير، وحصلنا على 15 عضوا، وهذا من اجل اضعاف معسكر اليمين المتطرف، ولكن اذا كان وجودنا كحراك جديد لن يضعف اليمين المتطرف فلن نكون هناك، وانما اذا نجحنا بوجودنا بجانب القائمة المشتركة من اجل اضعاف اليمين المتطرف فسنكون هناك، وسنعمل بكل قوة من اجل تحقيق اهداف ورغبات المجتمع الذي يؤمن بالديمقراطية عربا ويهود".

خلق مستقبل افضل لجميعنا عربا ويهود

واختتم:" لن نكون البديل لاي قائمة، حزب او أي حراك، وانما نحن جئنا كلنا من مكان، من مختلف الاطياف من اجل التأثير، وخلق مستقبل افضل لجميعنا عربا ويهود، ليس من اجل منصب، وانما لخدمة الجماهير المتعطشة كثيرا لإحداث تغيير على مستوى الدولة، عانينا الكثير، وسئمنا من هذا الوضع ونريد احداث التغيير للمصلحة العامة، من اجل ان ينعم أبنائنا في الجامعات ، وفي المؤسسات من جو ديمقراطي، بمساواة تامة ، بدون أي تأثير من اية جهة كانت

اعيد وأكرر ان كان وجودنا كحراك سيصب لصالح اليمين الإسرائيلي المتطرف فلن نكون هناك، وان كان وجودنا مؤثرا فسنكون وبقوة من اجل مجتمع سليم ينعم بالديمقراطية والمساواة بين جميع الاطياف".

سلام من النهر حتى البحر

وقال عضو الكنيست السابق ابراهام بورغ :" بداية دعنا نتحدث عن الهدف الرئيسي للمبادرة، التي جاءت من منطلق الرغبة المدنية وليست القومية ، عربا ويهود، نؤمن بالمصداقية والمساواة ، والسلام، من ناحيتي يمكن ان تسميها قائمة جديدة، او قديمة، ائتلاف، هذا غير مهم انما المهم هو الايدولوجية التي نأتي بها ، والمبنية على 3 أسس:- حزب إسرائيلي، ديمقراطي، عربي يهودي ، وهذا يحوي بداخله الديمقراطية التي تنادي بالمساواة التامة بين المواطنين، والتي تأتي على أساس ديمقراطي، وبشراكة تامة بين العرب واليهود، تضمن الحرية والاستقلالية التامة لكل مواطن ، للتعبير عن راية ، والسلام بين الشعوب ليس فقط داخل إسرائيل انما أيضا سلام من النهر حتى البحر".

القائمة المشاركة هي انجاز برلماني، جماهيري مذهل

وأضاف عضو الكنيست السابق:" يوجد في إسرائيل اليوم برلمان يضم 105 عضو كنيست، والذين يعملون ما يريدون، وبرلمان أخر يضم 15 عضوا لا يوجد له أي تأثير ، لذلك عندما نقول حزب إسرائيلي يتوجب ان يكون له تأثير على الملعب الإسرائيلي، حزب للعرب واليهود، يؤمن بالسلام ، يسعى لحقوق متساوية لجميع المواطنين ، ويكون له تأثير على السياسة الإسرائيلية

القائمة المشاركة هي انجاز برلماني، جماهيري مذهل، فريد من نوعه، بمستوى تاريخي، ولا يستطيع أي احد انكار ذلك، ولكن تأثيرها ضعيف جدا، اذا تم مقارنة هذا بقوتهم داخل الكنيست

مبادرتنا  تعتبر سابقة، لانه حتى الان لم تكن هنالك مجموعة عربية يهودية ، ذات أهمية كبيرة ، قامت بكتابة نص واحد باللغتين العربية والعبرية ، الذي يعتبر الأساس للتعاون والشراكة، مغاير جدا لما كان منذ قيام الدولة ، حيث الحديث يدور عن نص تاريخي، كل واحد من جاء من مجال مختلف انا قدمت من الكنيست ، منذ مغادرتي الكنيست في عام 2004 اصوت للجبهة الديمقراطية وللقائمة المشتركة لاني اؤمن بطاقاتها الكبيرة، أيضا موشيه راز دادي تسوكر معي منذ فترة طويلة".

اذا تعاون المحافظون مع بعض فلا يوجد أي سبب يمنع التعاون بين التقدميين

واردف بورغ:" الانتخابات الأخيرة اثبت للكثير من التيار الصهيوني الليبرالي ، ان ما ينقص السياسة هو نوع من ائتلاف كنفدارلي ، لشخصيات التي لها مبادئ تتوافق بنسبة 80% ولا يعرفون ان يتعاملوا مع نسبة الـ 20% التي لا يتفقون معها ، دائما كان هنالك حمائم ولكن حتى الان لم يكن هناك أي مشروع سياسي، لذلك ما نريد فعله هو ن نترجم هذا الى قوة سياسية ، واذا جاءت المشتركة او ميرتس، او أي جسم اخر واردوا التعاون معنا فسوف نرحب بهم لن نغلق الأبواب اما أي شخص ، سنبني لنا خيمة مفتوحة امام كل من يوافقنا على مبادئنا الأساسية هذه

لا احد يستطيع ان يتنبأ موعد الانتخابات القادمة، ولكن من الواضح اما اعيننا ان هنالك أمور تتغير ، على سبيل المثال النائب منصور عباس، مع عدم الخوض في الأمور السياسية ولكن تعاون منصور عباس مع نتنياهو يعطي بهذا شهادة للتعاون العربي اليهودي ، من هذا يتضح بان اذا تعاون المحافظون مع بعض فلا يوجد أي سبب يمنع تعاون بين التقدميين ، اذا تغيرت قوانين اللعبة فسيكون لدي ما افاجئ به".

الأبواب مفتوحة

واختتم:" مع انه لدي بعض التحفظات على عمل القائمة المشتركة، ولكن هي مهمة جدا، ولذلك انا اصوت لها، منذ 16 سنة ، ولها أهمية كبيرة للجمهور العربي، لا ادري الان ما هو مستقبلها ، ولا اعرف كيف سوف تتغلب على الخلاف بين مركباتها، وهذا ليس بسيط، ولكن انا على ثقة بانه يوجد مركبات داخل المشتركة توافق على الطرح الذي نطرحه ويؤيدون مبادئنا ، وهنالك شخصيات في سنوات الـ 70 حلموا على هذا المشروع السياسي.

في الأيام القريبة سوف نعقد اجتماعا عبر الزووم للمجموعتين، وهذه اخر مرة سيكون هنالك مجموعتين، حيث بعد الاجتماع سيكون هنالك مجموعة واحدة عربية يهودية، سنأخذ النصين، ونحولهما ليكونا فكر وعقيدة الحزب، وننطلق... وكل من يتقبل ويوافق على مبادئنا الأساسية سيكون الباب مفتوح امامه او امامها".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]