يصادف اليوم، اليوم العالمي يوم ذوي الاحتياجات الخاصة الذي اقرته الأمم المتحدة، من اجل التضامن مع هذه الشريحة من المجتمع العربي ، عن أهمية هذا اليوم كان لنا هذا الحديث مع سعاد ذياب وهناء شلاعطة

%26.1 من المجتمع مع اعاقات

حيث تطرقت سعاد ذياب، وهي مديرة مشاريع في جوينت إسرائيل لأهمية هذا اليوم عالميا، حيث قالت:" أهمية اليوم تتجسد بان نتذكر ان هنالك شريحة مهمة في المجتمع، ذوي إعاقة، موجودون بيننا، وحقوقهم مهضومة ،وبحاجة ان يكونوا مرئيين اكثر، وخاصة ان شريحة ذوي الاعاقات مهمشة في كل العالم، وكل ما كان المجتمع مستضعف ولا يحصل على حقوقه، كذلك أيضا ذوي الاحتياجات الخاصة ، حيث اذا اخذنا على سبيل المثال في إسرائيل هنالك %26.1 من المجتمع مع اعاقات ، أي ربع المجتمع، واذا اخذنا أيضا عائلاتهم التي تعاني ايضا، وتعيش مع هذه الشريجة، فهنالك ما يقارب نصف المجتمع له علاقة مع الإعاقة، هي اقلية بداخل اقلية ، ولكنها اقلية كبيرة جدا، ومستضعفة ومهمشة، وخدماتها غير متوفرة بشكل جيد.

ما زلنا بعيدين كل البعد عن الدول الاوربية واليابان

وأضافت :" رغم التحسن الذي طرأ في الآونة الأخيرة ، الا ان ذوي الإعاقة لم ينجحوا حتى الان بالاندماج بالمجتمع بشكل كافي، بالمرافق المختلفة، ، لذلك المطلوب بان يكون هناك برامج توعية لكل شرائح المجتمع، لتكون الخدمات اكثر متاحة بالحارات والقرى، متاحة من ناحية دنيوية ومن ناحية تعامل، واتاحات ملائمة حسب نوع الإعاقة، للأسف الشديد ما زلنا بعيدين كل البعد عن الدول الاوربية واليابان التي تتوفر بها جميع الخدمات لاصحاب الإعاقة، وهنالك نرى الاتاحات في جميع المرافق ، لكن هنا في البلاد كل مطلب بسيط يأخذ منا مجهود كبير حتى نحصل عليه حتى في البلدات اليهودية الاتاحة اسهل من القرى والمدن العربية ، ولكن نحن دائما نصبو نحو الأفضل".

الطريق طويل

وقالت :" اعمل في جوينت وهي مؤسسة تعمل بشراكة مع الحكومة ومع صندوق مسيرة وجمعيات أخرى من اجل تحسين الوضع، التحسن لا يأتي بفضل القوانين، انما من التغيير الذي يجب ان يكون على كل الناس عن طريق رفع الوعي ، وطريقة التغيير طويلة ونحن بالاتجاه الصحيح ولكن هذا يحتاج الى وقت، نواجه صعوبات دنيوية تتعلق بالبنية التحتية ، والميزانيات وصعوبات لدى أصحاب الاعاقات وعائلاتهم، والمسؤولية تقع على أصحاب الشأن في تقديم الخدمات لتغيير الوضع الموجود، إضافة الى أصحاب الاعاقات وعائلاتهم والمجتمع أيضا
مكاتب الشؤون الاجتماعية في السلطات المحلية مستنزفة تعاني من مشاكل كبيرة ويعملون بظروف عمل صعبة، لذلك لا نستطيع ان نلقي اللوم عليهم.

واختتمت الغد يجب ان يكون افضل ، انا متفائلة وإيجابية لاني أرى بان هنالك تغيير، مع انه بسيط، لكن موجود لان هنالك الكثير من الذين يتعاونون معنا ويشاركونا في هذه الرؤيا، ويحاولوا تغيير الوضع القائم، شخصيات مهنية ومنها صندوق مسيرة في راس القائمة، وشركات اجتماعية وصحافة، كلها تتجند من اجل خلق مجتمع افضل مع قيم اجتماعية سامية".

وقالت هناء شلاعطة وهي ناشطة اجتماعية ومطورة مشاريع للاشخاص مع اعاقة في المجتمع العربي:" هذا اليوم هو فرصة للتعبير، بان الاشخاص مع اعاقة هم جزء لا يتجزأ من المجتمع، وهي فرصة للتعبير وايصال الرسالة التي دائما طمحنا بأن تُسمع وتنفذ على ارض الواقع.

الانجازات بقيت محدودة

من الصعب تحديد الفروقات بين اليوم والامس، بالتحديد بأن طموحنا وتوقعاتنا هي نسبية، وكل منا يطمح ويتوقع امور أخرى، واما بالنسبة لي بشكل شخصي، اعتقد بأنه بالمعظم لم نتقدم بالكثير حيث ان الانجازات بقيت محدودة، وبمجالات محدودة أيضا، وخاصة بما يتعلق بدمج النساء مع اعاقة في المجتمع ، اتخاذ القرار وإشغالهم بمناصب هامة ، للاسف نحن نتراجع وبصورة ملحوظة، لأنها النظرة لا تزال لنا كصاحبات إعاقة، ودائما نفتقر لان نلحظ النظرة لنا كقياديات ومؤثرات، انا لا اريد فقط جمعيات ونشاطات او امور اجتماعية وثقافية نحن نطمح، للدمج، لتعامل السليم، للمساواة، واشغال مناصب مؤثرة، لنكون مؤثرات ليس لأننا مع اعاقة بل لأننا نساء مع قدرات وتستحق ذلك .

التهميش والقمع فقط يمدنا قوة وايمان اكثر في المطالبة وممارسة النضال

وأضافت:" نحن سنبقى نطالب، التهميش والقمع فقط يمدنا قوة وايمان اكثر في المطالبة وممارسة النضال ، أنا شخصيا وبالتحديد احاول أن اكون واقعية، لكي لا اواجه بالإحباط لأنه بعض الأمور المذوتة والمتأصلة في المجتمع العربي من الصعب تغييرها وبغض النظر عن الاسباب.

نظرة المجتمع الينا هي متفاوتة وهذا يتعلق بالوضع نفسه، ولكن يمكنني ان اقول بأنه في بعض القضايا هناك تقبل وتحسن ملحوظ على نظرة المجتمع للاشخاص مع إعاقة، ولكن في قضايا هامة اخرى فنحن ما زلنا في الركود ذاته، إذ لا يسمح بالنساء مع اعاقة بأمور كثيرة مثل: السكن المستقل، الإرتباط، وبعض التحديات الأخرى، أحيانا هناك توقع من النساء مع اعاقة ان يقوموا بالامور المتوقعة وامكانية التعبير والتغيير هي محدودة، إما أن تناضل وتحصل بقوة على الأمور، وإما أن نبقى في ذات الوضع، وفقط نلائم توقعات الآخرين". 

واختتمت:" في النهاية دائما كانت محاولة لايصال رسائل متعددة ولكن لم ألاحظ أي تقدم، اعتقد بأنه جاء الوقت لأن نكون واقعيين، ونتقبل الأمور، لأن القوة هي ليست بتقبل الإعاقة، القوة هي بتقبل الثمن والخسائر نتيجة للإعاقات التي فرضت علينا ، نعيش معها" .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]