قال المحلل السياسي، انطوان شلحت، ان اسرائيل تواجه ازمة حكم قاسية.

وتابع في حديث مع "بكرا": سبب هذه الأزمة يعود إلى تمسك بنيامين نتنياهو بكرسي رئيس الحكومة لمواجهة محاكمته بشبهات فساد. بل يمكن القول إن لا أجندة للحكومة سوى هذه الغاية بضغط من رئيسها وأنصاره من حزب الليكود وحلفائه من أحزاب الحريديم.

استمرار الحكم

وعن السيناريو المتوقع، قال: السيناريو المتوقع في حال الذهاب إلى انتخابات سيكون مرهونا بنتائجها، وعلى وجه أدق بنتيجة حزب الليكود. ولا يمكن استشرافه من الآن. ما يمكن قوله في الوقت الحالي هو أنه في حال إجراء انتخابات ستكون المعركة على استمرار حكم نتنياهو أشد بكثير مما كانت حتى هذه الانتخابات. ومن الطبيعي أن تتجه الأنظار إلى قواعد الليكود ونتنياهو على خلفية بوادر الانشقاق في هذا الحزب، وهو أمر لم يظهر على السطح خلال كل جولات الانتخابات السابقة، ما قد يجعل من هذه الانتخابات مختلفة عن كل ما سبقها فيما يتعلق بمستقبل الحكم في إسرائيل، إنما فقط على صلة بمصير نتنياهو لا بمصير حكم اليمين الذي سيبقى حتى إشعار آخر.

تصاعد التململ

وحول الجديد في الانتخابات المزمع اجراؤها في اذار 2021 في حال اجريت، قال: الجديد في هذه الانتخابات هو تصاعد التململ داخل حزب الليكود من أداء نتنياهو إلى مستوى حدوث انشقاق داخله. من هنا باتت الأنظار متجهة إلى استشفاف كيف سيؤثر هذا الانشقاق على قوة الحزب الحاكم وعلى مستقبل نتنياهو وهل سيبقى رئيسا للحكومة من دون منافس جدي.. وهنا لا بد من أن أشير إلى أن ما سرّع سيرورة الانشقاق، ليس الخلافات الحادة مع سياسات نتنياهو سواء على الصعيد الداخلي أو على الصعيد الخارجي بل التداعيات المترتبة على جائحة كورونا، وخصوصا في مجال الاقتصاد والتشغيل.

انقسام

وعن انشقاق چدعون ساعر عن الليكود، قال: خطوة جدعون ساعر ملفتة لكونها تعبّر عن انقسام ما داخل الليكود.. وهو ما لم يحدث حتى الآن. لكنها لا تنطوي على احتمال تغيير جوهري في مسار إسرائيل السياسي المحكوم بمقاربة اليمين منذ نحو عقدين. بناء على ذلك يمكن اعتبارها مرحلة مهمة في الصراع الداخلي.. ويبقى السؤال المرتبط بمدى تأثيرها في السياسة الداخلية والسياسة الخارجية مفتوحا في انتظار التطورات اللاحقة، وما إذا كانت هذه التطورات ستحمل معها تغييرا لحكم نتنياهو، وكيف سيتأثر هذا التغيير في حال حدوثه بتغيير الإدارة الأميركية.

مراجعة التجربة

واختتم حديثه عن المشتركة: ما أرغب بقوله هو أن التمنيات بالنسبة إلى المشتركة لم تعد ذات جدوى. ولدي شعور قوي بأن هذه التجربة استنفدت نفسها. المطلوب الآن هو مراجعة التجربة.. ومثل هذه المراجعة يفترض أن تحدث في الأحزاب وتشمل أول شيء هذا الاستلاب الذي يبدو شبه مطلق للعمل البرلماني، وكأن الغاية الأهم للأحزاب هو الجلوس في الكنيست، وكفى. ويجب أن نقول في هذا المقام للأحزاب إن لدينا الثقة بأنه في حال القيام بمثل هذه المراجعة لديها القدرة على إيجاد المخرجات المطلوبة للأزمة الناشبة.

يشار الى ان الحوار مع المحلل شلحت جاء في سياق الازمة التي تعيشها السياسة الاسرائيلية واحتمالية الذهاب لانتخابات مبكرة في اذار 2021.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]