اكد مختصون في اليوم العالمي للإذاعة انه بالرغم من التطور التكنولوجي لا تزال للإذاعة مكانه خاصة في حياة الناس.

وقال محمد انيس المحتسب الإذاعي واستاذ الاعلام بجامعة اليرموك بعمان ل بكرا "دون تحيز للراديو ، على اعتبار انني كنت احد كوادره على مدار نصف قرن في عدد من الاذاعات العربية ، اقول: انه لا مواقع التواصل الاجتماعي ، ولا الصورة في القنوات الفضائية قادرة على الغاء الراديو ودوره الريادي كوسيلة جماهيرية ، ولا هي قادرة على نزع حبه من قلوب عشاقه ".

وأضاف "قد تؤثر فيه وفي دوره ، كما هو الحال مع كل جديد يحاول ان يحل محل القديم ، اما ان يلغيه فهذا ما لا يمكن ان يحصل ، وذلك لما يتمتع به من مزايا عديدة ومنها: رخص ثمنه ، اذ انه لا يكلف المتلقي شيئا ، وسهولة استخدامه من فئات المجتمع كافة ، ومضمونه المنوع الذي يستهوي كل الجماهير صغيرها وكبيرها ، المتعلم وغير المتعلم منها ".

تطويع التقنية

وتابع المحتسب يقول "لعل الدراسات تؤكد كلامي ، فعدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مساوية لعدد متلقي الراديو " دراسة 2016" وعدد محطات الراديو في العالم في تزايد مستمر ، حتى في الدول الاوروبية واميركا ، واستطاع الراديو ان يطوع التقنية الرقمية لصالحه".

وأشار الى ان فترات التلقي للراديو اختلفت عما كانت عليه في السابق ، الا ان مكانته في المكتب ، وفي السيارة ، وفي المنزل مع ربة البيت ، ومع الطالب وهو يطالع دروسه، ومع الرياضي وهو يقوم بالتمرين بقيت حاضرة ولم تتغير.

وقال "لعل السؤال الذي يطرح نفسه ، من غير الراديو يمكن ان يكون رفيقا للجماهير في مجاهل افريقيا واسيا واميركا اللاتينية ؟ تلك البلدان التي لا تتعدى خدمة الكهرباء فيها حدود. العواصم ، والتي تبلغ الامية فيها مستويات عالية جدا؟ من غير الراديو يعلم ويثقف ويرشد وينمي ويرفه هذه الملايين من البشر الرازح تحت نير العوز والفاقة والجهل والامية ؟

الحفاظ على الرونق

وقال المذيع الفلسطيني محمود عليان المقيم في مصر والذي عمل في عدة اذاعات ل بكرا "قياسا بالمحطات الفاصلة التي واكبت عمل الإذاعات في فلسطين ، يمكن القول انها لم تغادر مربع الاستهداف الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي لمقراتها وطواقمها والسطو على تردداتها , مضيفا "رغم ذلك فإن الإذاعات الفلسطينية لم تكن بمنأى أيضا عن تأثيرات أخرى مستجدة وأبرزها جائحة كورونا التي جعلت الإذاعة في مرحلة ما محور الخبر نفسه بسبب تأثيراتها الاقتصادية على الإذاعات والعاملين فيها ".

وأشار الى ان " الإذاعة الفلسطينية شهدت تقدما طفيفا لم يكن ليواكب التطور السريع في وسائل الإعلام الأخرى، ذلك بسبب القيود الإسرائيلية ، وتلك الاقتصادية . فأصبح تطور الإذاعة يقاس بقدرتها على الصمود في وجه تحديات كثيرة .

واكد عليان لا شك ان الإذاعة تأثرت بالطفرة الكبيرة للإعلام الجديد والعزوف نحو استقاء المعلومات من المنصات الالكترونية لكنها ما زالت تحافظ على رونقها واستطاعت الى حد ما المنافسة في هذا المجال عبر الدمج ما بين الإذاعة والمنصة الالكترونية لتطور من نفسها وفق المتغيرات والحاجة."

وأضاف "عند وضع الإذاعة في جانب من المقارنة مع التلفزيون فانها الأقل حظا في تلقف الجمهور لها بسبب عوامل الابهار البصري المتطورة التي دخلت عالم الفضاء المرئي في وقت تحافظ فيه الإذاعة علي شكلها الكلاسيكي".

إيصال الصوت

الاذاعي الفلسطيني عبد الناصر أبو عون من غزة قال بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة "نتقدم بالتهنئة من كافة الزملاء الإعلاميين والإذاعيين ، تقديراً لجهدهم، وللاحتفاء بالدور الكبير الذي تقوم به محطات الاذاعة والتي استطاعت أن توصل صوت المجتمع و تعبر عن احتياجاته ، ونقلت الإذاعات حقيقة ما يمارسه الاحتلال بحق شعبنا وارضه، وكانت الإذاعات نفسها عرضة لتلك الممارسات ، كل ذلك لم يثن الاعلامي الفلسطيني الذي حمل الهمِّ الوطني من مواصلة دوره الاعلامي لنقل الحقيقة باعتباره خط الدفاع والمواجهة الأول,,, وفي اليوم العالمي للإذاعة،، الإذاعات اليوم تقاتل من أجل البقاء معركة قاسية تحتاج كل جهد للانتصار فيها."

يذكر ان الإذاعة حسب منظمة اليونيسكو تعد من الوسائل القديمة التي اعتمد عليها الانسان في الحصول على الاخبار والمعلومات ومع تقدم التكنولوجيا أصبحت الإذاعة وسيلة لا غني عنها وتساهم الإذاعة في تبادل المعلومات والثقافة.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]