رغم وجود مرشحين عربيين في المقاعد العشرة الأولى لحزبه، إلّا أن البروفيسور يارون زاليخا، يؤكد على تقاربه الأيديولوجي مع حزب الليكود، إذ يقول: في معظم المرات صوتت لليكود، انا من جهة مع الحفاظ على المستوطنات وعلى غور الأردن وعلى القدس كمناطق إسرائيلية، وبالطبع ضد حق العودة للفلسطينيين، ولكن من جهة أخرى انا ضد مخطط الضم أحادي الجانب، ومع المحادثات والمفاوضات لأجل السلام، وعمومًا أنا لا أرى اختلافات بيني وبين نتنياهو في المواقف السياسية.


أقوال زاليخا هذه تضعه في خندق اليمين، وربما اليمين المتشدد، فكيف يعقّب المرشحان العربيان في حزبه على هذا الموضوع، وهما كل من البروفيسور عليان القريناوي، ود. وائل كريم.



البروفيسور عليان القريناوي، الرئيس الأسبق لكلية "أحفا" والمختص الاقتصادي وأحد العرب القلائل الذين أضاءوا شعلة استقلال إسرائيل، وهو المرشح الرابع بالحزب، قال مجيبًا على توجهنا له حول هذا الموضوع: إنّ أهمّ الأمور التي سنوليها العناية التامّة عند وصولنا إلى البرلمان، هو إيجاد الحلول للقضايا المُلِحّة الّتي يحتاج إليها مجتمعنا العربي، حيث توجد الكثير من الجوانب الّتي تحتاج إلى العمل من أجل إصلاحها أو تطويرها، ولهذا فقد وضعناها نصب أعيننا، مثل:
- الشؤون الاجتماعية، وتكثيف الخدمات الّتي يجب أن يحصل عليها المجتمع العربي في هذا الجانب.
- مجال التّربية والتّعليم؛ خاصّةً التّعليم العالي، والّذي لا زالت نسبة الالتحاق به منخفضة في الوسط العربي لأسبابٍ عديدة، من أبرزها الوضع الاقتصادي والاجتماعي.

- وضع خطّة واستراتيجيّة عمل واضحة لمكافحة العنف والجريمة التي تنخر في جسد المجتمع العربي.
من المعروف أنّ العنف عبارة عن ظاهرة اجتماعيّة عالميّة عابرة للثّقافات، ومنتشرة في شتّى بقاع العالم، ولمحاولة تفسير هذه الظّاهرة توجد عدّة نظريّات، الّتي تنصّ على وجود دوافع نفسيّة، واجتماعيّة، وسلوكيّة، بالإضافة إلى تفاعل الإنسان مع البيئة المُحيطة به.
بالنّسبة للمجتمع العربي في البلاد، فإنّ ظاهرة العنف آخذة في الازدياد وذلك نتيجةً لترسّباتٍ عدّة، انعكست على سلوك الفرد، مثل الأوضاع الاقتصاديّة السيّئة، حيث أنّ الدّراسات تُشير
إلى وجود أكثر من نصف العائلات العربية تحت خط الفقر، فيما يتواجد ثلثان( 2/3) من الأولاد والشبيبة فيها تحت هذا التّصنيف، وهذا مؤشّر خطير يساهم في رفع مستوى العدوانيّة لدى أفراد المجتمع.
من جانبٍ آخر تساهم ظاهرة البطالة وارتفاع مؤشّراتها في المجتمع العربي، إلى تفاقُم المشكلة، خاصّةً أنّها تخلق الكثير من أوقات الفراغ لدى الأشخاص، ولا توجد أطر ملائمة تحتوي طاقتهم، كما لا يمكن لنا أن نتجاهل التغيّرات التي طرأت في بيئة العائلة العربية إثر التّصادم الحضاري.
لو نظرنا إلى الأوضاع الاجتماعية الاقتصاديّة في العالم العربي، وتهميشه من السّعي لإيجاد حلول لمشاكله، لوَجدنا أنّ الصّلة بين انتشار ظاهرة العنف وارتفاع منسوب الجريمة، وبين الوضع المذكور أعلاه، واضحًا.

لذلك قرّرنا في الحزب الاقتصادي، في حالة وصولنا إلى البرلمان، أن نضع خطّة عمل واضحة مبنيّة على أسس علميّة، ذات أهداف قريبة المدى للتدخّل الفوري في معالجة المشكلات التي تتطلّب ذلك، وأخرى بعيدة تعالج الأسباب الّتي تدفع بالأفراد نحو العنف، حيث تكون هذه الخطّة مموّلة منذ البداية للغرض الّذي جاءت من أجله، وتعتبر الشّراكة منهجًا لها.

الأسس الّتي نعتمد عليها في برنامج العمل تشمل:
- إقامة لجنة مركزيّة يرأسها الحزب الاقتصادي مكوّنة من المدراء العامّين لجميع الوزارات، وخبراء وقياديّين من المجتمع العربي، حتّى تكون الحلول المطروحة تضمن التّعاون التّام والشّراكة في شتّى المجالات، ممّا يساهم في تنفيذها بأسرع وقت.
- إقامة لجان فرعيّة حسب المجالات المختلفة (التّربية والتّعليم، العمل، الصحّة، الأمن العامّ، الشّرطة، ...) تشمل ممثّلين عن المجتمع العربي، وذلك حتّى يكونوا شركاء في العثور على الحلول الملائمة، التي تلائم طبيعة المجتمع والثّقافة العربيّة.

 // إلى هنا ما جاء في أقوال البروفيسور القريناوي.


أما د. وائل كريم، وهو مدقق حسابات ومختص في مجال الاقتصاد، والمرشح الثامن في حزب "الاقتصادية"، فقال:
ان الحزب الاقتصادي هو الحزب الذي يضع على أجندته احداث ثورة اقتصادية تعيد للأقليات المسحوقة كرامتها ولقمة عيشها وأمنها وأمانها. ان ما يعاني منه مجتمعنا الفلسطيني في اسرائيل من فقر وعنف وبطاله وتمييز والتهديد الاقتصادي الذي يهدد كيان وكينونة هذا الشعب الزمنا التفكير بشكل مغاير ونطرح اسلوب عمل مختلف وهو توظيف السياسة لخدمة الاقتصاد وليس الاقتصاد للسياسة، انطلاقًا من هذه المسؤولية اجتمعت شخصيات مهنيه هي الأفضل في مجالها تؤمن بالعدالة الاقتصادية الاجتماعية وتريد احداث التغيير المنشود.
وتابع: نعلم ان هنالك تباين بين المرشحين في القضايا السياسية ففيها بروفيسور يورم يوفيل حفيد الكاتب اليساري المعروف يشعياهو ليبوفيتش، وكذلك بروفيسور اوسنات عكيراف اليسارية والناشطة في مجال التعايش ناهيك عن المرشحين العرب الذين يؤمنون بضرورة حل الدولتين بناءً على القرارات الدولية، وعليه فقد تم الاتفاق على حرية التصويت لأعضاء الحزب في الأمور السياسية بينما هناك اتفاق وتوافق كاملين في إحداث الثورة الاقتصادية الاجتماعية ومبدأ المساواة الكاملة بين جميع مواطني هذه الدولة وعلى راس ذلك ضرورة إلغاء قانون القومية الجائر. نحن نؤمن بضرورة بناء الانسان اولا وعندما نصل الى مجتمع سليم نستطيع وضع قضايانا العادلة على طاولة البحث بقوه وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي لا يمكن التنازل عن ثوابتنا الوطنية فيها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]