تشير المعطيات الواردة في تقرير الفقر الذي نشرته مؤسسة التأمين الوطني، مؤخرًا، الى أنّ أزمة الكورونا ولّدت حالة بؤس لدى مئات آلاف المواطنين، حيث أدت الى ارتفاع نسبة الفقر بـ7% وإلى انخفاض ملموس على مستوى الحياة وتعميق الفجوات الاجتماعية-الاقتصادية في البلاد، ودخول الكثير من العائلة، التي كانت تتدبر أمورها الاقتصادية، الى دائرة الفقر.

وبينما تنشغل الحكومة والأحزاب المختلفة بالانتخابات، تعاني العديد من العائلات من ضائقة يومية وهي بحاجة ماسّة الى مساعدات فوريّة، لكنها في الوقت نفسه تدفع ثمن الإصلاحات المجمدة وغياب الخدمات بسبب عدم وجود ميزانيات، إذ يعتقد المرشحون للكنيست أنّ رفاهية الجمهور والضمان الاجتماعي ليست أمورًا مهمّة للجمهور، أو أن هذا لا يخدمهم، علمًا أنه دون إصلاحات عميقة في مجال رفاهية المواطن لن يتم الخروج من هذه الأزمة.

وهناك العديد من العائلات التي تتهم الحكومة بأنها تخلت عنها وعن أولادها، وبأنها تعتبر المواطن مجرد صوت، أو بطاقة انتخابية، حيث تصبّ كل الاهتمام بالانتخابات. ويتبيّن أنّ أزمة الكورونا كشفت الساحة الخلفية للدولة والخلل في سياسة الرفاه والعدالة الاجتماعية.

المسنون كانوا أول المتضررين بشكل مباشر من أزمة الكورونا

وتجدر الإشارة الى أنّ المسنين كانوا أول المتضررين بشكل مباشر من أزمة الكورونا، حيث كانوا مفصولين عن محيطهم الداعم لهم. ويتبيّن حسب معطيات استطلاع للرأي أنّ أكثر من 400 ألف مسنّ في البلاد قالوا إنهم يشعرون بالوحدة القاسية التي تفاقمت منذ بدء أزمة كورونا، هذا بالإضافة الى الوضع الاقتصادي، حيث تبيّن أنّ 153 ألف مسنّ تنازلوا عن التدفئة لعدم قدرتهم على دفع تكلفة استهلاك الكهرباء، و98 ألفًا تنازلوا عن أدوية وعن علاجات طبية خاصة بسبب عدم وجود ميزانية لديهم.

أما بما يتعلق بالأطفال فالوضع بائس للغاية، حيث تشير الأبحاث الى أنّ فرض الإغلاق على الأطفال وأبناء الشبيبة، ومكوثهم المستمر في البيت، أدى الى تدهور مقلق على حالتهم النفسية، وانعكس ذلك في ارتفاع نسب الإدمان على الكحول والسموم، وارتفاع في مستوى الكآبة لدى الشبيبة.

المكوث المستمر للطلاب في البيت خلق فجوات تعليمية

وفي حديث لصحيفة "يديعوت أحرونوت" قالت د. سراب أبو ربيعة-قويدر، المحاضرة في قسم التربية في جامعة بن غوريون وعضو في طاقم المختصين بالأزمة "ربع طلاب إسرائيل لا يوجد لديهم حاسوب في البيت، والإغلاقات الثلاثة التي أدت الى وقف التعليم في المدارس وانتقال الطلاب الى التعليم عن بعد كشفت بقوة عدم المساواة بين أجزاء مختلفة من السكان". وأكدت أنّ المكوث المستمر للطلاب في البيت خلق فجوات تعليمية، اجتماعية وعاطفية لدى الفئة السكانية الضعيفة، وبالتالي أدّى الى تدهور الدافع للتعليم لدى الطلاب، حتى الأقوياء من بينهم، وهذا سيؤدي، دون أدنى شك، إلى التدهور في تحصيلهم والتسرب من الأطر التعليمية، على حدّ قولها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]