أظهرت دراسة جديدة أجريت في جامعة بن غوريون في النقب لمنتدى منظمات الشباب، حواجز جندرية كبيرة لدى الفتيات في ضائقة والمعرضات للخطر اللواتي يرغبن في الاندماج في عالم التوظيف، مثل:عروض الجنس مقابل المال في مكان العمل كما أظهرت الدراسة ان 72٪ من الشابات العاملات يحصلن على دخل أقل من الحد الأدنى للأجور وما دون. ارتفاع معدل التعرض لظروف العمل التعسفية. وبرز أيضا ان الشابات اللواتي أكملن الخدمة العسكرية يواجهن حواجز أقل من الشابات اللواتي لم يخدمن.

تخشى الفتاة في ضائقة من الوصمة المجتمعة التي ستضاف اليها

الدكتورة يعاد غنادري اخصائية نفسية علاجية قالت في هذا السياق: التحرشات الجنسية هي افة خطيرة منتشرة في المجتمعات كافة، اذ يقوم بها المتحرش بسلوكيات تخترق خصوصية وحيز الاخر ولا تخترم حدوده ولا تراعي موافقته الصادقة عليها من اجل اكفاء حاجات بالتحكم والسيطرة لدى المتحرش. تحدث التحرشات الجنسية تجاه البالغين والاطفال، وتجاه الاناث والذكور وقد يمارسها رجال او نساء. تحدث التحرشات في كل مكان: البيت، الحارة، الاماكن العامة، المرافق الطبية، مؤسسات واماكن العمل، المدارس وغيرها. تشير الاحصائيات ان " الضحية " تتجنب التخبير عن تعرضها للتحرش خوفا من العواقب، ولا تزيد نسبة الكشف عن الاعتداءات عن العشرة بالمئة للأسف، رغم ان الدلائل تشير الى ان واحدة من كل اربعة اناث وواحد من كل سبعة ذكور تعرضوا لتحرشات جنسية وهذه نسبة تحتاج منا وقفة جادة كمجتمع. يميل البعض الى اتهام الضحية وبالتالي اغفال محاسبة المعتدي الجاني فيستمر بتحرشاته دون رادع. الفتيات في ضائقة هن من أكثر الشرائح المجتمعية اضعافا وضعفا. وبما ان الاعتداءات تخضع عادة لمنطق القوة، بمعنى انها تحدث من قبل القوي تجاه الضعيف بالتالي تصبح هذه الشريحة اكثر عرضة للاعتداءات وايضا اقل قدرة على مجابهتها.

وأضافت: تخشى الفتاة في ضائقة من الوصمة المجتمعة التي ستضاف اليها، لا تشعر بالتمكن الكافي والمساندة لمواجهة الاعتداءات ومنهن من تفتقر حتى للمعرفة والوعي ان من حقها منع الاعتداءات على جسها، فالاعتداء يكرر تجارب قاسية مرت عليها لم تحترم فيها مشاعرها ولا احتياجاتها ولا حقوقها كطفلة وكإنسانة. نحن مسؤولون كمجتمع بتربية ابناءها على العدالة والمساواة واحترام حيز الاخر وعدم الاحتكام لمنطق القوة وتحمل المسؤولية الذاتية والاعتراض وكشف الظلم وغيرها من القيم الانسانية الاساسية حتى لا يكونوا ضحايا ولا يصبحوا معتدين ايضا.

تملك الوعي لذاتها وجسدها ما يسبب تراكم على نفسيتها

عبير عبد الحليم معالجة نفسية مختصة بالعلاج المعرفي السلوكي cbt والعلاج الجدلي السلوكي dbt المخصص لضحايا الاعتداءات الجنسية واضطرابات ما بعد الصدمة قالت ل "بكرا" معقبة على الامر: تعريف التحرش الجنسي هو شعور المرأة انها فقدت السيطرة على جسمها وحياتها هذا يعتبر تحرش بصرف النظر اذا ما جرى ذلك من خلال لمسة او حركة هذا يعتبر تحرش، وهناك استغلال للفتيات في ضائقة وخطر، استغلال صعب جدا لان الفتاة لا تملك ثقافة جنسية ومرت بأزمة صعبة فيها تعنيف كلامي او جسدي او جنسي لذلك فانها لا تملك الوعي لذاتها وجسدها ما يسبب تراكم على نفسيتها ويصعب عليها، تكون متضايقة ولكنها لا تستطيع ان ترفض او تقبل لان عقلها الباطني رسخ موضوع انها لا تملك الحق ان ترفض او تقبل بالرغم من انتهاك جسدها واذيتها نفسيا ولكنها لا تستطيع التعبير عما يناسبها.

وتابعت: عدم استطاعة هذه الفتاة ان تمنع من يحاول التحرش بها ذلك لا يعني انه يسمح له الاستمرار بما يقوم به هذا يعتبر استغلال، استغلال انسانة في ضائقة ولا تملك الوعي لأمور عديدة، الكثير من الشبان يأخذون عدم اعتراض الفتاة كحجة ولكن بالرغم من ذلك لا يحق للشاب القيام بذلك خصوصا ان من بين هؤلاء الفتيات من تعرضن لتحرش جنسي في بيتهن، وهناك من يصلن الى دائرة الدعارة ومنها الى المخدرات والكحول ولا تستطيع ان تخرج من هذه الدائرة لذلك قبل ان يقوم شخص باستغلال فتاة في ضائقة او غير ذلك ان يأخذ بعين الاعتبار انها في نهاية المطاف ستواجه مصير مؤلم لذلك علينا ان نبدأ بعملية التوعية خصوصا ان هناك اهل يعملون على اسكات بناتهن في حال تعرضن الى اعتداء وبالتالي فان الفتاة تفقد الثقة حتى بأهلها ومجتمعها.

وتطرقت عبد الحليم الى سبب انتشار التحرش مؤخرا وقالت: الظاهرة ازدادت في الكورونا لان متعة التحرش ليست جنسية وانما متعة سيطرة وفرض ذكورية، وهناك شبان اصابهم الاحباط بسبب الوضع والبطالة وغير ذلك مثل القلق وبالتالي يقومون بالتحرش حتى يشعروا بالسيطرة.

خطورة مضاعفة على الفتيات في ضائقة من حيث التعرض لاعتداءات جنسية واستغلال في شروط العمل

نائلة عواد مديرة جمعية نساء ضد العنف قالت معقبة حول الموضوع: هذه القضايا موجودة على اجندتنا كجمعيات نسوية وطيلة الوقت كنا نتحدث عن التحرشات والاعتداءات داخل البيوت وفي اماكن العمل وللأسف هناك عدة ضحايا لا يتحدثن عن هذه الجرائم في اماكن عملها خاصة في ظل البطالة المنتشرة وايضا النساء لا تردن ان تفصل من اماكن عملها حتى 35% من النساء يعملن في سوق العمل ونسبة كبيرة من النساء العربيات لا يعملن وفي حال كن يعملن فيعملن لدى مستقلين وبالتالي حتى قانون منع التحرشات الجنسية حيث ان كل صاحب عمل لديه اكثر من 25 شخص عليه ان يهتم ويعلن عن هذا القانون وان يكون مسؤولة عن منع التحرشات الجنسية وان تقوم بورشات توعية واذا لم ينفذ المشغل هذه التعليمات فهو يعاقب، ولكن للأسف بسبب عمل النساء العربيات في مكاتب مستقلة فانه لا يتبع احد تنفيذ القانون وخوفا ان تفقد مكان عملها وممكن ان تكون المعيلة الاولى في البيت يجعلها تتستر على تحرشات تقوم بها وطبعا لان صاحب القوة في بلداتنا هو من يملك القدرة والنفوذ والمجتمع يذنب المرأة ويحملها المسؤولي، وايضا تفاقم موضوع البطالة اذ ان نسبة 70% ممن خرجوا الى اجازات غير مدفوعة هن نساء عربيات

ونوهت: هذا كله يؤثر على وضعية النساء في العمل التحرشات والاعتداءات الجنسية حيث لاحظناها في ظل الكورونا والحجر حيث ازدادت نسبة التوجهات للجمعيات النسوية حتى 42% بما يتعلق بالاعتداءات الجنسية وهو شخص معروف للضحية ممكن يكون مشغل وصاحب نفوذ وممكن يكون من العائلة المقربة. وتابعت: حسب بحث جامعة بن غوريون هناك خطورة مضاعفة على الفتيات في ضائقة من حيث التعرض لاعتداءات جنسية واستغلال في شروط العمل وهذه ظاهرة معروفة يصل الاستغلال الى اقل من الحد الأدنى.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]