أعلنت لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية النتائج النهائية للانتخابات الكنيست الـ24 التي جرت يوم 23 اذار، وبموجبها فقد حصل المعسكر اليميني الذي يقوده رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو 52 مقعدا، و57 مقعدًا لمعارضيه، مما يشير إل أن الجانبين لم يحصلا على أغلبية تؤهلهما لتشكيل الحكومة القادمة. عدم وجود حسم لأي من المعسكرين.

وفي دراسة عميقة للخبير الاقتصادي، المدير العام للمجلس الاقتصادي لتطوير المجتمع العربي، زياد أبو حبلة لنتائج الانتخابات ، حيث عمل على تقييم النتائج وخاصة بما يتعلق بالمجتمع العربي في البدات العربي غير المختلطة ، اين كان توجه الجماهير العربية في الانتخابات؟؟ يُستدل بان نسبة التصويت في المجتمع العربي كانت منخفضة جدا ووصلت الى 44.6%مقابل النسبة العامة في الدولة التي وصلت الى 67.4%
حيث بلغ عد المواطنين العرب في البلدات العربية والدرزية والبدو حوالي 1365847 مواطنا ، من بينهم 897184 أصحاب حق التصويت

الليكود في المرتبة الثالثة

وقال زياد او حبلة في حديثه لموقع بكرا:" خلال البحث تم توجيه سؤال بحث، الى اين صوتت الفئات المجتمعية في المجتمع العربي، حيث حصلت القائمة المشتركة على 165738 صوتا ما يقارب 42% من الأصوات العربية، وجاءت في المرتبة الثانية القائمة العربية الموحدة والتي حصلت على 150942 صوتا بنسبة 38.2% وكانت مفاجأة الانتخابات في المجتمع العربي هي حصول حزب الليكود على ما يقارب مقعد واحد من المجتمع العربي حيث جاء في المرتبة الثالثة، من حيث عدد الأصوات في المجتمع العربي، مع انه كان من المتوقع ان تكون ميرتس والتي تواجد في قائمتها الانتخابية مرشحين عربيين في الخمسة مقاعد الأولى، ولكنها حصلت فقط على 14 الف صوت من المجتمع العربي، أي اقل من نصف مقعد ، وحصل حزب العمل على ما يقارب الـ 4000 صوت من المجتمع العربي ".

انخفاض اسهم اليسار الإسرائيلي

وأضاف:" هنالك انخفاض ملحوظ في في التصويت للاحزاب العربية وخاصة المشتركة ،بالمقابل كان هناك  ارتفاع بالتصويت للاحزاب الصهيونية كبديل. وهذا يدل على انخفاض اسهم اليسار الإسرائيلي في المجتمع العربي، وهو في طريقه للزوال،  حزب ميرتس ولديه ثلاثة مرشحين حصل على 14 الف صوت، والذي  بالكاد يوازي نصف مقعد، وحزب العمل لم يتخط 4 الاف صوت وهذا ان دل على شيئ فيدل ان اليسار الاسرائيلي لم يعد خيار للناخب العربي. ولكن بالمقابل نلاحظ ازدياد في شعبوية حزب الليكود الحزب الحاكم، وهذا يدل على ان المجتمع العربي في طريقه للاسرلة، حيث نرى خطاب القائمة العربية الموحدة هو ليس اليسار وليس اليمين، وانما متطلبات المواطنين هي في سلم الأولويات وليس القومية ، والقائمة الموحدة هي عبارة عن عدة اطر، تيار إسلامي وتيار ليبرالي ، واهتمامهم هو ما يحتاجه المجتمع العربي أولا قبل القضية القومية. وهي اول قائمة تخوض الانتخابات لوحدها بعد رفع نسبة الحسم".

عدم ثقة بالقائمة المشتركة

وتطرق الخبير الاقتصادي الى التصويت في المجتمع البدوي وخاصة في القرى غير المعترف بها حيث قال:" هنا يوجد ثلاثة لاعبين القائمة الموحدة حصلت على النسبة الأكبر، والقائمة المشتركة وحزب الليكود حصلوا على نسبة متساوية، حيث من وجهة نظري كباحث توقعت ان تحصل المشتركة على نسبة مساوية للقائمة الموحدة وذلك كون القرى غير المعترف بها تعاني الكثير من الحزب الحاكم من هدم وتشريد ، وشعارها هو النضال ، وهذا يعيدنا بان المجتمع العربي متجه نحو الأسرلة وخاصة في المجتمع البدوي في القرى غير المعترف بها وتعاني من بنية تحتية سيئة جدا ، وهذا يدل على عدم ثقة بالقائمة المشتركة، ونريد ان نذهب الى العنوان الرئيسي وهو الحزب الحاكم، وما يهمني هو وضعي الاني وليس القضية القومية، حيث بالتأكيد نتائج هذه الانتخابات تؤكد بان المجتمع العربي يتجه نحو الاسرلة".

الأحزاب الصهيونية حصلت على مقعدين من المجتمع العربي ما يقارب الـ 78000 صوت

وتطرق أبو حبلة الى التصويت في المجتمع للاحزاب الصهيونيه قائلا:" ومن خلال النتائج يمكن القول بان الأحزاب الصهيونية حصلت على مقعدين وربع المقعد من المجتمع العربي ما يقارب الـ 78000 صوت ، حيث حصل الليكود على مقعد والاحزاب الصهيونيه الباقيه حصلت عل مقعد وربع "
ومن نظرة أخرى نرى بان حزب يش عتيد الذي لا يضم أي مرشح عربي حصل على نسبة 11% بينما ميرتس الذي يضم ثلاثة مرشحين عرب في اول ثمانيه مرشحين بالقائمة حصل على 6.7% اي اقل من نصف مقعد ، أيضا هنا نرى خيبة امل وعدم ثقة باليسار الإسرائيلي ، والاتجاه نحو اليمين الإسرائيلي الذي يعطي الوعودات لحل القضايا الانية وهذا موجود في الأحزاب الكبيرة التي ممكن ان تصنع التغيير، ".
عن المجتمع الدرزي حيث قال: في المجتمع الدرزي كانت لحزب "يسرائيل بيتينو" كون حمد عمار ضمن قائمة المرشحين، وفي المرتبة الثانية الليكود، ومن ثم يش عتيد وميرتس

اذا تساوت نسبة التصويت في المجتمع العربي مع المجتمع اليهودي فيمكن الحصول على 18 عضو عربي

وبما يتعلق بنسبة التصويت قال :" نسبة التصويت كانت منخفضة 44.6% في المجتمع العربي بشكل عام، وجاءت في المجتمع البدوي، وخاصة في القرى غير المعترف بها 29% ، وهذا يدل على عدم الثقة وخيبة امل من الاحزاب السياسية وخاصة العربية ، واليسار الإسرائيلي، حيث أرى بان في الانتخابات القادمة سيكون تمثيل اكثر لليمين الإسرائيلي من اليوم واليسار الإسرائيلي اصبح اليوم ليس بديل للمصوت العربي، ولذلك النقاش اليوم تغير، واصبح من هو الذي يستطيع ان يقدم الخدمات للمجمع العربي
واختتم حديثه عن القوة الانتخابية في المجتمع العربي حيث قال:" اذا كانت نسبة التصويت للانتخابات كما هو في السلطات المحلية لحصلنا على 25 عضوا، واذا تساوت نسبة التصويت في المجتمع العربي مع المجتمع اليهودي فسيكون لدينا القدرة على الحصول على 18 عضو عربي ، لذلك يوجد هنا قدرة غير مستغلة، وبما يتعلق بنهج منصور عباس ، اظن نتائج الانتخابات القادمة ستكون متعلقة كثيرا بما سيحصل عليه منصور عباس من طلبات للمجتمع العربي".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]