شهد هذا العام تراجعا واضحا في احياء المناسبات الوطنية من قبل الأحزاب السياسية عموما والحركة الوطنية على وجه الخصوص، اذ منذ أعوام كثيرة لم تتوقف مسيرة العودة عن مقارعة استقلالهم الا هذا العام والعام الماضي لأسباب اما واهية واما ان نجهلها ولم تتوانى المركبات السياسية عن احياء مناسبات وطنية مهمة مثل يوم الاسير منذ سنوات الا انها اتخذت موقف المتفرج هذا العام دون أي ردود فعل نحو الانتقادات التي طالتها في هذا الشأن، ليطرح السؤال حول جدوى العمل الوطني في ظل التركيبة القيادية الحالية التي باتت تأخذ التخاذل امرا مفروغا منه خصوصا بعد الانتخابات الأخيرة التي سببت انشقاقا وتشرذما وشرخا واضحا في المجتمع الفلسطيني في الداخل من ناحية الآراء والمواقف السياسية وحتى اختلافا لربما حول أهمية احياء القضايا الوطنية الجوهرية كل حسب اجندته بالإضافة الى ان الأحزاب السياسية في المتابعة الجبهة التجمع والتغيير سحبوا مندوبيهم من لجنة الحريات لتتوقف معظم النشاطات الوطنية وليكشف عن شرخ واضح أيضا في لجنة متابعة قضايا الجماهير العربية التي تحوي لجان غير مفعلة، لتكون طعنة أخرى لوحدتنا وتماسكنا وقضيتنا سمحت بها احزابنا السياسية. نحو استمالة اليمين او اليسار الإسرائيلي على حد اتهام البعض.

تراجع في أداء الأحزاب عموما الأحزاب السياسية وأحزاب الحركة الوطنية

محمد أبو اسعد كناعنة قيادي في أبناء البلد قال في هذا السياق: هناك تراجع في أداء الأحزاب عموما الأحزاب السياسية وأحزاب الحركة الوطنية في كل القضايا وليس فقط في قضية الاسرى، الاسرى والنكبة وأيضا القضايا الحارقة التي لا تقل أهمية منها العنف والجريمة وكل ما يتعلق بقضايا مجتمعنا في الداخل الفلسطيني المحتل، هناك تراجع كبير وهناك هجمة على العمل الحزبي والأحزاب وانا اتحدث عموما، ما حصل في الانتخابات الأخيرة من تراشق خطير وصل حد التهديد والاعتداء والتخوين والتكفير ولم يتوقف عند النقاش السياسي الفكري المشروع حتى وان كان حادا ولكن تعدى ذلك بكثير الى درجة ان الانقسام الموجود اليوم في المجتمع الفلسطيني في الداخل وله تأثير على مجمل حياتنا واداءنا الوطني السياسي والاجتماعي وقضية الاسرى تاريخيا غابت عن برامج الأحزاب السياسية عموما وان حضرت فبشكل قليل حيث ان حركة أبناء البلد هي الحركة الوحيدة التي اهتمت بيوم الأسير وقضايا الاسرى على اعتبار انها جزء من الحركة الوطنية الفلسطينية وليس فقط كحزب سياسي في الداخل الفلسطيني وهذا العام اقتصر احياء يوم الأسير على النشاط التي قامت به الرابطة في عرعرة وبيت الأسير ماهر يونس ولكن بدون شك ان هذا لا يكفي، قضية الاسرى قضيتنا كل يوم ويوم الأسير يجب ان تتجلى هذه النشاطات ونكثف فيه لما فيه من رمزية وطنية حتى نقول اننا نتعامل مع قضية الاسرى على أساس انها من القضايا اليومية الملحة التي لا نتجاهلها في أي لحظة من اللحظات.

وتابع عن تقصير مركبات المتابعة واللجان المخولة بإحياء المناسبات الوطنية قائلا: المتابعة ليست حزب وهي مركبة من كل الأحزاب والمركبات السياسية ومن يتحمل المسؤولية هي مركبات المتابعة وليس شخص او حزب بعينه، يوم الأسير هو من مهمة لجنة الحريات كلجنة مسؤولة عن قضية الاسرى والشهداء ومن المفترض ان تقوم بهذا الدور ولكن بهذا الموضوع بالذات هذا العام والعام الماضي لم يكن هناك أي نشاط بقضية يوم الأسير وارى ان هناك تقصير بقضايا الاسرى من قبل لجنة الدفاع عن الحريات وفي نهاية الامر تتحمل المسؤولية لجنة المتابعة المشكلة من الأحزاب، وأيضا اعتدنا ان تقوم لجنة المهجرين بتنظيم المسيرة والالتقاء مع الأحزاب السياسية ولجنة المتابعة واطلاعهم على البرنامج ونحن نكون داعمين ومساهمين في هذا البرنامج ولم يحصل هذا العام لظروف خاصة بهذه اللجنة واكتفت بالمظاهرة الرقمية هذا العام أيضا واصبح هذا الموضوع مقلقا لان هناك تقصير من قبل الأحزاب والجمهور فمسيرة العودة من المسيرات المهمة لما تحمله من معاني مهمة للجميع والأهالي يهتمون بهذه المشاركات، نأمل ان نتجاوز هذه الازمة.

قد يكون هذا العام قصرنا نوعا ما

عادل عامر سكرتير الحزب الشيوعي قال لـ "بكرا" معقبا: ما زلنا سباقين بإحياء المناسبات الوطنية كما ان النائب عوفر كسيف اصدر بيانا يتعلق بيوم الاسير الفلسطيني في سجون الاحتلال قد يكون هذا العام قصرنا نوعا ما ولكن على الأقل من ناحيتنا نحن كحزب شيوعي وجبهة ديمقراطية في موضوع النضال الفلسطيني لا نبغي استمالة احد ونقول كلمتنا بوضوح وبدون تأتأة وخاصة بكل ما يتعلق بسجناء الحرية للشعب الفلسطيني، كما تم امس احياء ذكرى اسير محرر استشهد قبل تسعة سنوات وهو المناضل عادل عيسى من كفرقاسم وقتل قبل تسعة سنوات امام بيته ويصادف يوم قتله ايضا يوم الاسير الفلسطيني.

وتابع قائلا ومعقبا على الاتهامات بالتقصير التي توجه للجنة المتابعة: لا اريد ان اتحدث باسم مركبات المتابعة، والاحزاب السياسية لكل اجندته ويمكن للجمهور محاسبته، اتحدث باسم الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية واقول اننا كنا السباقين بإحياء القضايا الوطنية ويوم الارض الخالد مباشرة بعد الانتخابات يدل على مشاركتنا الواسعة في هذا اليوم وايضا ذكرى النكبة شهدت حطين المئات من اعضاء الشبيبة الشيوعية الذين شاركوا في هذا اليوم، نحن في القضايا الوطنية والطبقية لا ولن نتوانى، وبعد اسبوعين ستجري مظاهرة ضخمة ينظمها الحزب الشيوعي بمناسبة عيد العمال، بمعنى اننا لم نغب عن الساحة واعتداء رجال الشرطة على النائب عوفر كسيف خلال تواجده في الشيخ جراح.

التجمع مهتم بالقضايا ولا يعنينا بقية الاحزاب

النائب السابق د. مطانس شحادة قال بدوره لـ "بكرا": هذا العام لم يكن هناك مسيرة نكبة مثل الأعوام السابقة كان هناك مبادرات محلية بمشاركة بعض القيادات وصحيح انه لم يكن فعالية كبيرة، نحن التجمع اصدرنا بيان بخصوص احياء يوم الأسير وسنقوم بفعالية تقليدية وهو الإفطار السنوي للأسرى اما فعاليات أخرى هي من مسؤولية أحزاب أخرى ونحن التجمع سنزور الاسرى وسيكون هناك فعالية رمضانية للأسرى.

التجمع الجبهة والتغيير سحبوا مندوبيهم من لجنة الحريات

الشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات في المتابعة قال: هذه الاتهامات غير صحيحة لان العام الماضي كان هناك جائحة كورونا ولم يكن هناك أي نشاط على كل المستويات، ولكن الأسبوع القادم سيكون هناك دعوة لإفطار شامل لكل أهالي الاسرى كما في كل عام في الثلاثين من هذا الشهر يوم الجمعة، والامس كنا بالإفطار الجماعي امام سجن ريمونا عند الشيخ رائد صلاح وموضوع الاسرى حاضرا على اجندتنا بالتأكيد.

وتابع: لا يحتاج الامر الى كثير من التحليل ان واقعنا السياسي مأزوم ومظاهر هذه الازمة ينعكس على كل المستويات يوم الأرض مؤخرا وذكرى النكبة واحياءها ونحن بحاجة الى مراجعة وتقييم، حتى من ينتقد لجنة الحريات تغيبوا عن لجنة الحريات الجبهة والتجمع والتغيير لا يوجد مندوب عنهم في الحريات، مع العلم ان المتابعة تحوي لجان كثيرة تترأسها الأحزاب، ولكنها معطلة ولا تعمل ولجنة الحريات هي الوحيدة التي تقوم بنشاطات ولكن بقية الأحزاب سحبوا مندوبيهم من اللجنة.

في توجه للإسلامية الجنوبية لم نحصل على تعقيب واما العربية للتغيير فرفضوا التعقيب من منطلق ان الموضوع لا يستحق الرد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]