بات يشكل شهر رمضان المبارك، متنفسا لاهالي مدينة الخليل الذين يخضعون لتشديدات من قبل الاحتلال وحواجز تعيق وصول الفلسطينيين إليها.

فشهر رمضان يعيد للبلدة التي يسكنها نحو 7 آلاف فلسطيني، شيئا من الحيوية التي تحرم منها باقي أشهر السنة، ويساعد على ذلك وجود ثاني أهم معلم إسلامي بفلسطين وهو المسجد الإبراهيمي.

وبعد مجزرة مستوطن إسرائيلي في الحرم الإبراهيمي الشريف عام 1993 بدأت معاناة المقدسيين حيث تم التضييق على حركتهم وقتل البلدة القديمة وأسواقها من قبل الاحتلال، وكذلك تأثرت المدينة بشكل كبير جراء انتفاضة الأقصى حيث تم التشديد بشكل كبير على السكان هناك بعد انتفاضة عام 2000.

ويقول عيسى عمرو مسؤول تجمع شباب ضد الاستيطان إن جيش الاحتلال ينشر في أزقة وشوارع البلدة القديمة فقط أكثر من 120 حاجزا وعائقا ماديا و مأهولا.

تجار يتحدثون عن الخليل في رمضان

ويقول بائع حلوى ومكسرات في البلدة القديمة من الخليل منذ نحو 15 عاما، ويرى في حلول شهر رمضان خير وبركة يلقي بظلاله على مهنته، تضاعفت معاناة هذا، وغيره من التجار بسبب جائحة كورونا العام الماضي، لكن تخفيف الإجراءات هذا العام، خلافا للعام الماضي، ساهم في تنشيط الحركة التجارية ولا نرى الحركة التجارية إلا في رمضان.

كذلك يقول بائع مخللات في البدة القديمة إن بعض الأيام قبل رمضان كانت تمر دون أن يبيع شيئا، لكن مع حلول الشهر الفضيل نشطت حركة المتسوقين، الحركة أفضل في رمضان، الناس بتيجي (تأتي) تزور الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة، الكل يفتح محلاته، والبعض يفتحها في رمضان فقط".

ويدعو المسؤولون في الخليل أبناء شعبنا إلى المواطنين لترك الخوف من إجراءات الاحتلال والمستوطنين، والتوجه إلى البلدة القديمة، حيث يحظى المسجد الإبراهيمي باهتمام خاص لدى المسلمين، لاعتقادهم بأنه بُني على ضريح نبي الله إبراهيم عليه السلام.

ويقول نائب رئيس بلدية الخليل، المهندس يوسف الجعبري، إن الخليل القديمة تعاني منذ نحو 20 سنة "بسبب سياسات الاحتلال (الإسرائيلي) ضد المواطنين والحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة".

وقال إن تلك الإجراءات أدت إلى إغلاق عشرات المحلات التجارية، نتيجة نشر عشرات الحواجز الإسرائيلية.

وأضاف: "عادة تعود الحياة إلى البلدة القديمة في شهر رمضان المبارك، هناك آلاف الزوار من الخليل والمدن الأخرى بشكل عام، لكن الأيام خلال السنة يكون هناك انقطاع للمواطنين".

وأشار الجعبري إلى جهود لجنة إعمار الخليل (رسمية) في إعادة تسكين مواطنين اضطروا لمغادرة البلدة، مبينا أن " عدد السكان لم يكن يصل 400 نسمة قبل 20 عاما، اليوم وبفضل لجنة الإعمار وبلدية الخليل يصل عدد السكان 5 آلاف".

ووفق تجمع شباب ضد الاستيطان تسببت إجراءات الاحتلال والاستيطان في قلب الخليل بإغلاق جميع محلات البلدة القديمة وعددها نحو 1800 محل تجاري، 530 منها مغلقة بأوامر عسكرية أصدرها الجيش الإسرائيلي.

وحسب التجمع يوجد في قلب الخليل نحو 800 مستوطن يسكنون خمس بؤر استيطانية أقاموها في ممتلكات فلسطينية في قلب الخليل، إضافة إلى الاستيلاء على منزلين لعائلتي أبو رجب والزعتري.

وبحسب اتفاق الخليل (1997) بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، قُسمت المدينة إلى منطقتين "خ1" وتخضع لسيطرة فلسطينية، و"خ2" وتخضع لسيطرة إسرائيلية، وتقدر الأخيرة بنحو 20 بالمئة من مساحة المدينة، وتقع فيها البلدة القديمة والمسجد الإبراهيمي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]