رفض رجال الدين من شتى الطوائف، موضوع تأجير الارحام وذلك بعد ان أصدرت المحكمة الإسرائيلية العليا الأحد قرارا يسمح للأزواج مثليي الجنس باللجوء إلى الحمل البديل (تأجير الرحم)، في خطوة لاقت ترحيب مدافعين عن المثليين بينما انتقدها محافظون.

وجاء القرار بعد معركة قضائية بدأت قبل أكثر من عقد، وقضت بموجبه المحكمة برئاسة القاضية إستر حيوت بضرورة رفع القيود المفروضة على تأجير الأرحام للأزواج مثليي الجنس في غضون ستة أشهر.

اعتداء على الطبيعة البشرية

وقال الشيخ ايهاب شريف من الناصرة لبكرا: لقد اعتدى الإنسان في هذا الزمان على كل الحدود الدينية والإنسانية. اعتدى على الطبيعة انقرضت الحيوانات والنباتات بسبب جشع الانسان.

وتابع: اعتدى على المناخ بسبب طغيانه وما نعيشه اليوم بدرجة حرارة لم يشهدها كوكب الأرض ها الان يواصل اعتداءه الاثيم على النفس البشرية ليخرجها من الفطرة التي فطر الله الناس عليها.

وأوضح: تأجير الارحام حرام ومن كبائر الذنوب وقد صدرت بهذا الفتاوى من كل المجالس الفقهية ودور الافتاء في كل العالم الاسلامي وعلى رأس هذه المؤسسات المجمع الفقهي الإسلامي ومجمع البحوث الازهر الشريف ومجلس الإسلام الأوروبي وجميع دور الإفتاء في العالم العربي والاسلامي.

وزاد: وكيف لا يتفقون على التحريم والنصوص من الكتاب والسنة تنص صراحة على المنع وعلى الاحتياط في الابضاع ما لا يحتاط بغيره وفي تأجير الارحام مفاسد كثيرة جدا من اختلاط للانساب وتحريم ما احل الله من استمتاع روج المؤجرة بزوجته حال حملها من غيره.والرحم من الأعضاء التي لا تقبل الإباحية مثل باقي أعضاء الإنسان التناسلية وماذا مع الامومة من تم هذا الطفل صاحبة البويضة ام الام الحاضنة الوالدة وربنا تبارك وتعالى يقول. إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ۚ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا ۚ وجسم الإنسان ليس محلا للمتاجرة كيف وان من يريد أن يفعل ذلك هم أفسد اهل الأرض من الشواذ الداعرين الزناة.

واختتم حديثه: انا أتوجه لكل صاحب قرار مؤثر ان يعمل على إيقاف هذا التعدي على حرمات الله من هذه الفئة التي تتفاخر بكونها شاذة والاصل ان نسميها بهذا الاسم هم زناة وليس مثليون ومثليات ان هذه الأسماء تخرجهم عن حقيقتهم هم زناة عصاة فجار ينبغي على المؤسسات ان تهتم بعلاجهم بدل ان يواكبوهم في طغيانهم وأكرر تأجير الارحام حرام ومن كبائر الذنوب التي ينزل بسببها سخط الله.

فتوى 

وبدوره، قال الشيخ خيري اسكندر لبكرا: تأجير الارحام حرام ولا يجوز اللجوء إليه أبداً سواء أكان بالتبرع أم بالأجرة، وهذا هو ما ذهب إليه جماهير العلماء المعاصرين، وبه صدر قرار مجمع البحوث الإسلامية بمصر رقم 1 بجلسته المنعقدة بتاريخ الخميس 29 مارس 2001م، وقرار مجلس المجمع الفقهي الإسلامي في دورته الثامنة المنعقدة بمقر رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة في الفترة من يوم السبت 28 ربيع الآخر 1405هـ إلى يوم الإثنين 7 جمادى الأولى 1405هـ الموافق من 19- 28 يناير 1985م.

واختتم حديثه: ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ[٥] إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ[٦] فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ[٧]﴾ [المؤمنون: 5 - 7]، ولا فرق في وجوب حفظ الفرج بين الرجال والنساء، وحفظ الفرج مطلق يشمل حفظه عن فرج الآخر وكذلك عن منيه.

غير أخلاقي

وقال امير الجماعة الاحمدية - الشيخ محمد شريف عودة لبكرا: استئجار الأرحام شيء غير أخلاقي، ومخالف للطبيعة البشرية، ويقع فيه الظلم على أطراف متعددة، ويؤدي إلى كوارث إنسانية وأضرار فادحة مباشرة ولاحقة. الطبيعي أن تنجب الأم من الأب الذي يجب أن يكون زوجها وراعيها والمتكفِّل براحتها وسعادتها وطمأنينتها، وهذا المولود يتخلَّق نتيجة للحب والمشاعر اللطيفة بين الزوجين التي هي أساس البيت والأسرة القويمة، وينبغي أن يولد الطفل في هذه الأسرة ويعيش جو الحب بين أبويه ليكون محبا لمجتمعه وللعالم والبشرية.

وتابع: أما أن تؤخذ بويضة ملقحة من امرأة، وتزرع في امرأة أخرى تحمل المولود لتسعة أشهر ثم تلده، فهذا المولود لم يكن أصلا قد نشأ في هذا الجو الصحي نتيجة لعلاقة الحب بين الزوجين، كما أن تجربة الحمل هي تجربة لطيفة عاطفية يجب أن يعيشها الزوجان وتؤثر في تقوية علاقتهما. أما أن تعيش تجربة الحمل امرأة أخرى، فما هو الرابط الذي يربط الأم صاحبة البويضة بهذا المولود، وكيف ستشعر به؟.

وأوضح: إن المواد البيولوجية للرجل والمرأة بحد ذاتها – أي البويضات والحيوانات المنوية- وإن كانت هي الأساس لتخليق الجنين، إلا أن عملية خلق الجنين أكبر بكثير من مجرد بويضة وحيوان منوي. فمعلوم أن البويضات والحيوانات المنوية يضيع أكثرها دائما، والقليل منها هو الذي يتحول إلى جنين. والأم هي الأم التي تلد، وقد قرر القرآن الكريم هذه القاعدة فقال:{إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ} (المجادلة 3)لأنها أم قد حملت بالحب في علاقتها مع زوجها، وعاشت تجربة الحمل مع الجنين، ثم عاشت المخاض. وهي التي يدر صدرها الحليب لإرضاع الطفل المولود، والذي تجد نفسها مندفعة لرعايته بفطرتها. أما زرع بويضة ملقحة لغيرها من رجل لا علاقة لها به ولم تنشأ بينه وبينها علاقة رسمية أو حب فهو استهانة وإساءة وتشويه للمشاعر الإنسانية أولا، وإساءة للأمومة ولقدسيتها، ثم ظلم عظيم لكل من المرأة الوالدة والمولود. فهل الأم هي عقار يتم استئجاره لبعض الوقت ثم تنقطع علاقته بالمستأجر بمجرد خروجه؟

وزاد: وكما هو معلوم، فإن الذين خاضوا هذه التجربة من النساء اللاتي أجرن أرحامهن قد عانين من مشاكل نفسية هائلة، وشعرن بأن المولود يخصهن لا يخص غيرهن. ثم، هل حقيقةً ستشعر الأم التي لم تحمل بالمولود بمشاعر الأمومة تجاهه؟ ومعلوم أنها لو لم تشعر بمشاعر الأمومة الحقيقية فهذا سيشكل خطرا على صحة الطفل البدنية والنفسية، لأنها لن ترعاه بفطرتها ولن تهتم به كما ينبغي، ومن المرجح أنه سيتعرض للإساءة البدنية والنفسية ويصبح طفلا متضررا يحمل هذا الضرر لاحقا عندما يكبر.

وتساءل: ثم، هل سيشعر الطفل حقا بأمه صاحبة البويضة؟ أم أن شعوره سيكون تجاه من حملته لو عرفها؟ ثم، ألا يمكن أن يتساءل الطفل عن سبب عدم رغبة أمه في حمله، خاصة إذا كانت قادرة ولكنها لم ترغب لكي لا تضرر صحتها أو قوامها كما تظن، وينشأ نتيجة لذلك نقمة من جانبه تجاهها؟.

واختتم حديثه: باختصار، المبدأ الذي يجب أن يتم التعامل معه فيما يتعلق بالبشر، هو أنه يجب عدم التلاعب في القيم الإنسانية الأساسية، ويجب عدم العبث بها، لأن العبث بها سيؤدي إلى أضرار فادحة ملحوظة بصورة مباشرة ولها أبعاد أكبر بكثير من المنظور أحيانا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]