هنأت قيادات نسائية أردنية، المرأة الإماراتية بيومها، الذي يأتي تكريساً لجهدها، وتكريماً لها على ما حققته في حضورها الدائم، وعلى إسهاماتها المتنوعة، التي لاقت صدى واسعاً على المستوين العربي والدولي، فالمرأة الإماراتية لم تشارك فقط في تنمية القطاعات المعتادة، وإنما تعدت ذلك لتتفوق وتثبت قدرتها في رسم ملامح المستقبل لوطنها، وكانت، وما زالت، جزءاً فعالاً من المكونات الفعالة التي يعول عليها في تحدي الصعاب، وتحويل الأزمات إلى فرص.

هذه الإنجازات القياسية لم تولد صدفة، وإنما جاءت نتاج سياسة ونهج متراكم لقيادة الدولة الرشيدة، التي آمنت منذ اللحظة الأولى لتأسيس الدولة، بضرورة إتاحة الفرصة، وتهيئة المسارات التي من شأنها تعزيز دور المرأة في التنمية الشاملة للدولة.

وزيرة النقل السابق، د. لينا شبيب، أشادت بمسيرة المرأة الإماراتية، قائلة: المرأة الإماراتية تستحق أن يكون لها يوم، من أجل تكريمها، وتسليط الضوء على إنجازاتها، فالمؤشرات تبين أنها حققت تقدماً كبيراً في مجالات متنوعة، فوجودها في سوق العمل بنسبة 43 %، ووجودها في مجلس الوزراء والمجلس الوطني الاتحادي (البرلمان)، هو دليل على تميزها، وامتلاكها لأدوات تتيح لها المشاركة في صناعة القرار.

أضافت شبيب: أيضاً المرأة الإماراتية تشغل 30 % من المناصب القيادية، وأكثر من نصف القوى العاملة في المؤسسات الحكومية، ليس هذا فقط أيضاً، إنما أتيحت لها الفرص للمشاركة في بناء المستقبل، ونجاح رحلة اكتشاف المريخ (مسبار الأمل)، فدورها مميز، ووجودها فاعل في كل الأماكن.

تختم قائلة: «نبارك لدولة الإمارات، وللمرأة الإماراتية، هذه الإنجازات، التي تعتبر فخراً لنا جميعاً، حيث تعد نموذجاً يحتذى به، ونتمنى أن تنتهج الدول العربية هذا النهج، بمنح المرأة الفرص المتساوية، باعتبارها نصف المجتمع، ووجودها في المواقع حق، ولكنه يتطلب النضال، فالحقوق في الحقيقة، لا تكتسب في المطالبة فقط، ولكن يجب أن يكون هنالك أبطال، وقيادة مؤمنة بأهمية دور المرأة في التنمية الشاملة والمستدامة».

الإصرار

هنأت عضو مجلس النواب الأردني السابق، د. عليا أبو هليل، الدولة الإماراتية، بالنجاحات التي رسمتها المرأة الإماراتية على مستوى العالم، حيث تميزت في مجالات مختلفة، واستطاعت من خلال الدعم الذي قدمته الدولة لها، أن تشارك في التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فمنذ تأسيس دولة الإمارات، وانطلاقاً من رؤية المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تم تمكينها ومشاركتها في صنع القرار، حيث شغلت مناصب قيادية رفيعة المستوى، سواء في عضوية مجلس الوزراء، والمجلس الوطني الاتحادي، وغيرها من المناصب، ضمن مختلف المؤسسات.

وأضافت أبو هليل: حضور المرأة الإماراتية واضح في شتى الميادين والمجالات، وهذا النجاح هو نجاح أيضاً للمرأة العربية، التي استطاعت، رغم الظروف الصعبة، إثبات قدراتها ومدى تميزها وإصرارها في الانخراط في الحياة العامة، نبارك للمرأة الإماراتية ولأنفسنا، ونتمنى أن تزول العقبات من أمامنا، فالمرأة شريك أساسي لا يمكن إهماله في مسيرة البناء والتطوير لأي بلد.

تجربة فريدة

بدورها، أثنت مديرة مركز دراسات المرأة في الجامعة الأردنية، د. ميسون العتوم، على تجربة الإمارات، قائلة: في الحقيقة، خلال متابعتي، فإن دولة الإمارات لديها تجربة فريدة، ونموذج يحتذى به في نجاح المرأة الإماراتية، وفي تمكينها، فالقفزات التي تحققت منذ تأسيس الدولة إلى غاية الآن، كبيرة ومهمة، فتجارب المرأة الإماراتية تستدعي التوقف والانتباه، وهذا يدل في فحواه، على أن الإدارة السياسية مؤمنة بدور المرأة وأهمية تعزيزه.

أضافت العتوم: أيضاً، من المهم تسليط الضوء على أن المرأة الإماراتية عند مقارنتها بأوضاع السيدات في الدول المجاورة، فإنها تمتلك مساحة جيدة من الحرية في التعبير والتنقل والتملك والنشاط السياسي، وهي مؤشرات تظهر اعتبارها جزءاً أساسياً في المجتمع، نبارك لها، وكل خطوة باتجاه النجاح، هي فخر لنا جميعاً.

حضور فاعل

الكاتبة الصحافية، مستشارة مدير عام وكالة الأنباء الأردنية سابقاً، فلحة بريزات قالت: لا شك في أن المرأة الإماراتية، كانت حاضرة في المشهد الكلي لمسيرة الدولة، في فترة التطور، الذي طال كل المجالات، فكانت حاضرة في المؤسسات الرسمية، من تنفيذية وتشريعية وقضائية، إلى جانب حضورها القوي والفاعل في الهيئات التطوعية، وفي الأنشطة الاقتصادية، وهذا تحقق بفضل الرؤية الاستراتيجية لصناع القرار في الدولة، بأهمية تمكين المرأة، وتذليل العقبات أمام حضورها محلياً ودولياً.

أضافت بريزات: «المتتبع لحجم الإنجازات التي حققتها، يضعها في الريادة على المستوى العربي، وهذا كله نتاج التوافق على الرؤية، وبضرورة تمكينها، إلى جانب القدرات الذهنية ومستوى التعليم التي تتمتع بها المرأة الإماراتية، وفي قراءة سريعة لسجل الإنجاز، تظهر العديد من التقارير الدولية، وجودها في مواقع التأثير وصنع القرار».

وعودة إلى العوامل التي ساهمت في تقدم المرأة الإماراتية، قد تكون البيئة التشريعية محفزة وضامنة لدخول سوق العمل، والمشاركة السياسية، من أوسع الأبواب، ومن خلال مؤسسات وطنية، كالاتحاد النسائي العام، الذي ساهم في عمل اختراق نوعي لصالح المرأة، من خلال تبنيه استراتيجية وطنية لتمكين وريادة المرأة.

وبينت بريزات أن التطور والتمكين الذي حققته المرأة الإماراتية، انعكس إيجاباً على النظرة للمرأة في المجتمعات العربية، وتحديداً الخليجية، فهنالك إيمان بضرورة أن يكون لها حضور فاعل، إلى جانب الإيمان بقدرتها على إحداث فرق كبير في مسيرة التنمية، نبارك لأنفسنا، وللمرأة الإماراتية في مسيرتها، ونبارك لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، بعظيم التهاني والتبريكات، بهذه المناسبة، فقد سطرت سموها مثالاً مشهوداً على مستوى العالم، في الجهود الداعمة للمرأة، وتعزيز دورها ومكانتها في المجتمع.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]