منذ عرف العالم فيروس كورونا المستجد أصبح ارتداء الكمامة واحدا من مظاهر الحياة الجديدة باعتبارها فعالة في الوقاية من عدوى الوباء القاتل.

ومع تصنيف منظمة الصحة العالمية فيروس "كوفيد-19" بـ"الجائحة" في مارس/ آذار 2020، أصبح التحصن بالأقنعة الطبية أحد أكثر الموضوعات إثارة للجدل وسط آلاف التساؤلات حول ما إذا كانت تساعد بالفعل في إبطاء انتشار المرض.

في بداية الوباء، لم يكن هناك سوى القليل من البيانات التي تتحدث عن فاعلية ارتداء القناع خلال هذا الظرف الدقيق، لكن الملايين في المجتمع العلمي سارعوا لمساعدة العالم على فهم هذا المرض بشكل أفضل وإجراء الأبحاث والدراسات، التي أقرت جميعها بفاعلية ارتداء القناع إلى حد ما في إبطاء انتشار كورونا.

فاعلية الكمامة خلال اليوم الدراسي

دعمت عشرات الجهات الطبية والصحية حول العالم سياسات ارتداء الكمامة خلال اليوم الدراسي، باعتبارها أفضل فرصة لإبقاء المدارس مفتوحة بأمان.

وقال الدكتور إبوكون كالو، خبير الأمراض المعدية للأطفال في المركز الطبي بجامعة ديوك، إن ارتداء الكمامة بشكل صحيح، بحيث تغطي الأنف والفم، يقلل من كمية القطرات الفيروسية في الهواء التي يتبادلها الأشخاص الذين يتنفسون أو يتحدثون بالقرب من بعضهم البعض.

وأظهرت العديد من الدراسات فاعلية الأقنعة، واحدة من أكبرها تلك التي أجرتها ABC Collaborative مع جامعة ديوك، وحللت البيانات من المدارس العامة في ولاية كارولينا الشمالية حيث كانت الأقنعة مطلوبة.

ووجد الباحثون أنه في الفترة من مارس/ آذار إلى يونيو/ حزيران التحق 7000 طفل وبالغ بالمدرسة أثناء إصابتهم بفيروس كورونا، ما أدى إلى عزل 40000 من المخالطين عن قرب، ومن بين هؤلاء أصيب 363 فقط بالفيروس.

وعلق كالو: "هذا المعدل المنخفض لانتقال العدوى داخل المدرسة يرجع في جزء كبير منه إلى الكمامة، لأن معظم المدارس لم تهتم بالتهوية والتباعد الاجتماعي".

مدى السرعة 

واستدل على أهمية الكمامة بحالات التفشي الأخيرة في المعسكرات الصيفية للأطفال والمدارس في جورجيا وفلوريدا، التي أظهرت مدى السرعة التي يمكن أن ينتشر بها الفيروس التاجي بين الأشخاص غير الملتزمين بالكمامة وغير الملقحين.

وقال كالو: "لقد رأينا أن الكمامة في البيئة المدرسية قللت من انتقال العدوى داخل المدرسة"، مع الأخذ في الاعتبار أن متغير دلتا يضيف إلحاحًا للأقنعة هذا العام، خاصة للأطفال دون سن 12 عامًا غير المؤهلين للتلقيح.

وكشف الأطباء في جامعة ألاباما في برمنجهام الولايات المتحدة أن ارتداء عاملي الرعاية الصحية في مستشفى UAB الكمامة أدى إلى انخفاض فوري في خطر التعرض لفيروس كورونا بنسبة 68% خلال الأيام الأولى للوباء.

وقالت راشيل لي، دكتوراه في الطب: "في بداية الوباء شهدنا زيادة في حالات الإصابة داخل مستشفى UAB، لذا قررنا تطبيق ارتداء الكمامة لجميع العاملين في مجال الرعاية الصحية وجميع المرضى والزوار في مارس 2020".

وأضافت أستاذ مساعد في قسم الأمراض المعدية في UAB: "الآن، بعد مرور 18 شهرًا على هذا الوباء، لدينا بيانات رصد في العالم الحقيقي تدعم استخدام الأقنعة في كل من الأطفال والبالغين".

دراسة تحسم جدل "ارتداء الكمامة أثناء ممارسة الرياضة"
إضافة إلى هذه، تحدثت الطبيبة عن دراسة من الصين وجدت أن الكمامة كانت فعالة بنسبة 79% في منع انتقال العدوى في المنازل.

التباعد والكمامات 

وأظهرت مراجعة منهجية أخرى، برعاية منظمة الصحة العالمية، أن التباعد الجسدي وأقنعة الوجه وحماية العين جميعها تقلل من خطر انتقال COVID-19 من شخص لآخر، وفقا للطبيبة.

وتابعت: "لدينا بيانات رصد قوية تظهر أن الأقنعة تحمينا والآخرين من التعرض وانتقال الفيروس التاجي مع الحد الأدنى من المخاطر على مرتديها".

ونقل موقع جامعة ألاباما في برمنجهام الأمريكية عن جين مارازو دكتوراه في الطب، قولها: "لدينا الآن بيانات دولية حول فاعلية ارتداء الأقنعة".

وأضافت مديرة قسم الأمراض المعدية في UAB: "الدليل مقنع للغاية على أن الأقنعة تعمل في الأماكن العامة لمنع انتشار انتقال العدوى في المجتمع".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]