انتشرت مؤخرا ظاهرة تدخين "السيجارة الإلكترونية" وخصوصا بين الأجيال الصغيرة وطلبة المدارس، بحجة أنها أخف ضررا من السيجار العادي والأرجيلة، ما أدى لانتشارها بين صفوف القواصر وحتى الكِبار بوتيرة سريعة جدا، وشوهد مؤخرا طالبات إحدى المدارس وهن يستعملن "السيجارة الإلكترونية".

وفي حوار مراسل موقع بكرا مع المختص النفسي، سمع، نطق وأمراض الكلام د. زاهر عكرية قال " كلنا يعلم صخب المراهقة وعنفوانها، واسقاطات المرحلة على نفسية المراهق او المراهقة.. هذا الصخب قد يؤدي بهؤلاء في حالات كثيرة، خاصة عند انعدام الدفيئة الأسرية الحامية، إلى الإنخراط في مجموعات الإنحراف الأمر الذي يضطرهم إلى تبني سلوكيات غريبة وغير متأقلمة مع المجتمع".

الأسباب والدوافع
وبدورها قالت المستشارة التربوية رغدة شموط - نخاش:" يرجع انتشار هذه الظاهرة لأسباب عدة مثل..مراقبة الأهل غير الكافية لأبنائهم، ونقص في الوعي المعرفي بمخاطر السيجارة الالكترونية على صحة الانسان، إذ انها تؤدي للادمان والاضرابات في التركيز لاحتوائها على مادة النيكوتين تماماً مثل السيجارة العادية بالاضافة الى زيادة خطر الاصابة بأمراض القلب وأمراضٍ اخرى.

وتابعت "ومن الأسباب أيضا، الضغط الجماعي بين الفتيات اذ ان تصرفهن ينتج عن صراع لديهن بين ارادتهن وحاجتهن الى ان يلائمن أنفسهن للبيئة المحيطة، فالمحيط ذو تأثير شديد في الشخص لضغوطه المتوالية التي تجعل الاناث يقمن بأعمال معينة لا ارادية وان كانت لا تلائم مبادئهن وسلوكهن وهذا الامر نلحظه بوضوح بين الفتيات في المدارس اذ يلجأن الى استعمال السيجارة الالكترونية ليس اقتناعاً بها بل هي وسيلة لقبولهن في مجموعة الضغط خاصة عند الفتيات البارزات والمسيطرات.


وأيضا حب التقليد الى جانب حب الاستطلاع في تجربة كل مجهول وهذا قد يكون قويًا جداً عند بعضهن فيحول التقليد وحب الاستطلاع الى كارثه بعد وقوعهن في الادمان الذي يصعب التخلص منه".

وتابعت "محاولة الفتيات أن يثبتن جدارتهن في المجتمع الذكوري وانهن لسن أقل من الذكور أهميةً وبإستطاعتهن ان يفعلن ما يفعل الذكور بل يتفوقن عليهم، وأيضا التأثر من الاعلانات خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة التي تروج للسيجارة الالكترونية، مختارة ان تكون سلعة الترويج فتاة جميلة المظهر تدخن هذه السيجارة على نحو يغري من يشاهدها من الفتيات ان يقلدنها في حركاتها وذلك من باب حب التشبه بهن وكأنهن غدون بهذا التقليد شبيهات لهؤلاء الجميلات، وأيضا لجوء بعض الفتيات الى التدخين بسبب اعتقادات خاطئة من بينها تهدئ وتريح الأعصاب في لحظات الغضب والحزن مع أنه مثبت علمياً عكس ذلك، تكثر الضغوط النفسية والاجتماعية في جيل المراهقة وبسب افتقراهن لاليات بكيفية التعامل أو طلب المساعدة مع هذه الضغوط تلجأن للحلول الفردية والتي قد تكون سلبية كالتدخين".

وفي نفس السياق قالت "السيجارة الالكترونية غزت الأسواق مؤخراً نظراً لسعرها المنخفض اذ يمكن شرائها لسهولة توفرها في غالبية الحوانيت، بالاضافة لعدم تركها أي آثار مثل الرائحة الكريهة، وغياب الحوار والنقاش الهادف بين الأهل والمراهقات بكل تصرف غير مألوف وغير" مقبول" وبالتالي يلجأ الأهل الى أساليب السيطرة والقوة التي تعود بردود فعل سلبية".

على من تقع المسؤولية

وفي هذا الجانب قالت شموط - نخاش: "تقع المسؤولية على على المختصين وأصحاب القرار في محاربة هذه الظاهرة بتشديد الرقابة على المروجين والبائعين بحظر بيع السجائر الالكترونية لمن هم دون ١٨ عام، ومحاسبة كل من هو مخالف، أضف الى ذلك القيام بمحاضرات توعوية وبرامج مدرسية التي من خلالها تعطي شرح وافٍ وكافٍ بكل ما يتعلق بالسيجارة الإلكترونية، وحث الفتيات على استغلال أوقات الفراغ بما هو مفيد ويعود عليهن بالمنفعة، وللأهل حصة لا يستنان بها في محاربة هذه الظاهرة عن طرق إعطاء مساحة للحوار، التعبير عن المشاعر، مشاركة الأفكار، تقبلهن باختلافهن دون الحاجة للسيطرة وأخيراً تقديم لهن كل الدعم، الاحتواء والنصيحة دون التوجه للنقد السلبي والاهانة.

واختتمت حديثها " أرى ان السيجارة الالكترونية ضررها شديد جدا بحسب ما قدمته اعلاه معتمدة في ذلك على اقوال اهل الخبرة والاختصاص وخير النصيحة لمن لم تجرب السيجارة الالكترونية الا تجربها ولو من باب حب الاستطلاع فأما الذين وقعن في شرها فأنصحهن ان يتسلحوا بالارادة للتخلص منها".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]