معظم الرجال يرفضون الإقلاع عن التدخين بالرغم من مخاطر تعرضهم لنوبات قلبية

تسلط نتائج الاستطلاع الذي أجراه مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" الضوء على الحاجة الملحة للعمل على تحسين صحتهم بدون تأجيل


كشفت دراسة استقصائية جديدة أجراها مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، جزء من مبادلة للرعاية الصحية، أن نحو 48% فقط من الرجال المدخنين قالوا إنهم سيفكرون في الإقلاع عن التدخين بسبب زيادة خطر تعرضهم للنوبات القلبية الناجمة عن هذه العادة.


ويُعد التدخين وما يحمله من آثار سلبية من أهم قضايا الصحة العامة حول العالم، وهو أكثر شيوعاً بين الرجال مقارنة بالنساء. وكشفت العديد من الدراسات المتعلقة بنمط الحياة في دولة الإمارات العربية المتحدة أن حوالي 24% من الرجال في الدولة مدخنون، مع نسبة انتشار أعلى بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و39 عاماً.


وتظهر أحدث بيانات مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" أن ثلث المرضى الذين عولجوا من نوبة قلبية حادة في المستشفى خلال السنوات الثلاث الماضية كانوا من المدخنين أو المدخنين السابقين، ومعظمهم من الرجال، كما أن ما يقرب من 90% من حالات الإصابة بمرض سرطان الرئة التي جرت معاينتها في المستشفى كانت ناتجة عن التدخين. وتشمل الآثار الأخرى طويلة المدى للتدخين زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وتلف الدماغ وأمراض الجهاز التنفسي بما في ذلك الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن وأمراض العيون والسكري والمشكلات المتعلقة بالإنجاب.

التدخين يلحق أضراراً بجميع أعضاء الجسم تقريباً

يقول الدكتور زيد زعمط، رئيس قسم أمراض الرئة في معهد أمراض الجهاز التنفسي، في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي": "إن التدخين يلحق أضراراً بجميع أعضاء الجسم تقريباً، كما أنه يسرق العديد من السنوات من حياة الشخص ويُعد أحد أكثر أسباب الوفاة شيوعاً والتي يمكن الوقاية منها في جميع أنحاء العالم. وبالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فإن عدد كبير من الناس هنا مدمنين ليس فقط على تدخين السجائر فحسب، وإنما أيضاً أشكال أخرى من التبغ مثل الشيشة والمدواخ، والتي لا تقل ضرراً. وهذه المسألة تشكل مصدر قلق متزايد خاصة بين فئة الشباب".

ويعمل مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، المعتمَد مركزاً رسمياً للفحص عن مرض سرطان الرئة في أبوظبي، على زيادة الوعي حول العديد من القضايا الصحية بين الرجال وذلك كجزء من حملته السنوية لصحة الرجال "أذكرها MENtion It" التي أطلقها هذا الشهر. ويهدف المسشتفى إلى تشجيع افراد المجتمع على تبني أنماط حياة أكثر صحة وزيارة الطبيب لمناقشة المخاوف الصحية وإجراء فحوصات طبية منتظمة. ويُنصح المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و75 عاماً والذين لديهم تاريخ طويل من التدخين المفرط للسجائر أو الشيشة أو المدواخ بإجراء فحص للكشف عن مرض سرطان الرئة.

وأضاف الدكتور زعمط: "يشكل نقص الوعي بين الناس حول كيف يمكن أن يتحول التدخين بشكل متقطع إلى عادة دائمة مع إمكانية تأثيره سلباً على الصحة حتى في سن مبكرة واحدة من المشاكل الرئيسة التي تحتاج إلى معالجة، وباعتقادنا أن هذا النقص في الوعي يعتبر أحد الأسباب التي تقف وراء تشخيص إصابة أعداد متزايدة من الشباب بأمراض السرطان والقلب في دولة الإمارات العربية المتحدة".

الأشخاص المدخنين يدمنون مادة النيكوتين الموجودة في التبغ

وأوضح الدكتور زعمط كيف يمكن للتدخين أن يسبب حالات طبية خطيرة، مشيراً إلى أن الأشخاص المدخنين يدمنون مادة النيكوتين الموجودة في التبغ، والتي تحتوي بدورها على العديد من المواد الكيميائية المسببة للسرطان. وعندما يدخن الشخص التبغ، فإنه يصبح عرضة للعديد من المكونات الضارة بما في ذلك القطران الذي يؤثر على أنسجة الرئة، وأول أكسيد الكربون الذي يقلل من إمداد الأعضاء بالأكسجين، والمواد الكيميائية المؤكسدة التي تلحق أضراراً بعضلات القلب والأوعية الدموية.

ويضيف الدكتور زعمط: "إن النيكوتين يزيد بسرعة من كمية الدهون الضارة في الدم، مثل الكوليسترول الضار أو البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL والدهون الثلاثية، ويقلل من كمية الكوليسترول الجيد أو البروتين الدهني مرتفع الكثافة HDL، ما يزيد بشكل كبير من خطر إصابة المدخن بأمراض القلب والسكتة الدماغية. إن تدخين ما بين سيجارة إلى خمس سجائر بشكل منتظم يومياً يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بنوبة قلبية".

بالإضافة إلى ذلك، يؤدي التدخين إلى زيادة مقاومة الأنسولين في الجسم، ما يزيد من فرص إصابة الشخص بداء السكري من النوع الثاني. كما أن المدخنين هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي مقارنة بغير المدخنين.

وتابع الدكتور زعمط: "يجب على الرجال أيضاً ألّا يتجاهلوا التأثير السلبي الذي يمكن أن يسببه التدخين على صحتهم الإنجابية، حيث يضيّق التدخين الأوعية الدموية ويمكن أن يساهم في ضعف الانتصاب ومشاكل الخصوبة".

يخضع المرضى في البرنامج لفحص صحي شامل

ويضم برنامج الإقلاع عن التدخين في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" فريقاً من الخبراء متعددي التخصصات والذين يعتمدون نظاماً شاملاً مكوناً من أربع خطوات لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين. ويخضع المرضى في البرنامج لفحص صحي شامل يتضمن تاريخ التدخين واختبارات للتحقق من الأمراض المرتبطة بالتدخين وعمر الرئة. وعند استيفائه لمعايير فحص الكشف عن سرطان الرئة، فسيتم إحالة المريض لإجراء اختبار التصوير المقطعي المحوسب منخفض الجرعة (LDCT) لفحص الرئتين، وبناءً على نتائج الفحوصات، يقوم الخبراء بوضع خطة مخصصة تتناسب مع متطلبات المريض لمساعدته على الإقلاع عن التدخين، إضافة إلى تزويده بالدعم السلوكي والدوائي والنفسي. وبعد أن ينجح المريض بالإقلاع عن التدخين، سيواصل الفريق مراقبة التقدم الذي يحققه المريض من خلال المتابعة المنتظمة لمنع عودته إلى التدخين.

واختتم الدكتور زعمط بالقول: "إن الشخص الذي يقلع عن التدخين سيلاحظ على الفور العديد من التغييرات الإيجابية في صحته، وفي غضون 20 دقيقة بعد الإقلاع عن التدخين، سينخفض ​​ضغط الدم ومعدل ضربات القلب لدى الشخص، وسيتمكن في غضون عام واحد فقط من خفض خطر الإصابة بنوبة قلبية ومرض سرطان الرئة إلى النصف. وعاماً بعد عام من الإقلاع عن التدخين، ستشهد سعة الرئة ووظائف المخ والقدرة الجسدية أداء أفضل إضافة إلى زيادة متوسط ​​العمر المتوقع. وما ينبغي على المدخنين معرفته هو أن الأوان لم يفت بعد للإقلاع عن التدخين والتحكم في عوامل الخطر من خلال الحرص المستمر على إجراء الفحوصات الطبية المنتظمة".

خمس طرق للإقلاع عن التدخين:
ضع خطة للإقلاع عن التدخين - ستكون أكثر رغبةً بلإقلاع عن التدخين عندما تحدد الأسباب التي تدفعك إلى اتخاذ هذه الخطوة، مثل عائلتك وخطر الإصابة بالأمراض. ثم حدد تاريخاً واعمل على خفض عدد السجائر التي تستهلكها.


اعتمد على أحبائك - احصل على دعم العائلة والأصدقاء لتشجيعك على البقاء على المسار الصحيح في خطتك للإقلاع عن التدخين، واحرص على التواصل أو الاجتماع معهم أو تنظيم أنشطة مشتركة عندما تشعر بأنك تحتاج إلى التدخين.


طلب المشورة الطبية - استشر الطبيب الذي سيكون قادراً على تقييم صحتك واقتراح الفحوصات اللازمة والتغييرات المطلوبة في النظام الغذائي ونمط الحياة إضافة إلى الأدوية التي يمكن أن تساعد في الإقلاع عن التدخين. انضم إلى برنامج مخصص للمساعدة على الإقلاع عن التدخين للحصول على الدعم المستمر طوال رحلتك هذه.


تجنب المحفزات - غيّر روتين حياتك اليومي لتجنب الإغراءات التي تجعلك تتوق إلى التبغ. وإذا كان لديك رغبة شديدة بالتدخين، فحاول تناول وجبة خفيفة صحية أو شاي عشبي بدلاً من ذلك.


التركيز على النظام الغذائي واللياقة البدنية – يساعد تناول الأطعمة المغذية واتباع نظام للتمارين الرياضية في الحفاظ على مستويات الطاقة لديك، ويقلل من التوتر ويمنع أعراض انسحاب النيكوتين من الدم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]