اكد المحلل السياسي المغربي محمد بودن رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية و المؤسساتية لموقع بكرا ان "البروباغندا" والقصص الكاذبة التي تؤلف وتنشر ضد المملكة المغربية و رموزها و مؤسساتها ضعيفة و لم تعد تنطلي حتى على الأطفال، وهي معبرة عن وجه من ينتجها و من ينشرها ووقوعهما معا تحت تأثير انعدام المسؤولية في البحث عن المصادر و التحقق وتغييب العقل في امور بديهية.

وجاء ذلك تعقيبا على ما نشر على وسائل التواصل الاجتماعي من فبركة لصور للملك المغربي محمد السادس تظهر زيارته لحائط البراق حيث اشارت مصادر على ان صفحات جزائرية تقف خلف هذه الحملة على ضوء قطع العلاقات بين البلدين مؤخرا.

وقال بودن " ثمة ادراك واسع لمكانة المغرب والمبادرات الكريمة لجلالة الملك محمد السادس مع الأشقاء في فلسطين و التي اثبتت قدرتها على التعاطي السريع و الفعال مع الخطوات البناءة و احتياجات الأشقاء".

أصل الحكاية

وأشار الى ان أصل الحكاية في هذه الحملة المحمومة على المغرب كانت له اسباب تاريخية لكن النقطة المفصلية كانت يوم 13 نوفمبر اثناء تحرير المملكة المغربية لمعبر الكركرات و بعد هذا التاريخ اثناء اعلان الاعتراف الامريكي بمغربية الصحراء وما تلاه من تطورات احدثت خلخلة في البيئة الاستراتيجية للمنطقة، اذن امام هذه التطورات المتلاحقة لم يجد الطرف المأزوم والمحطم الا حلا وحيدا للتنفيس عن ازماته الداخلية ويتعلق الأمر باختراع الاحداث و فبركتها و نقل مشاهد لا تنتمي للمنطقة و تقديمها كمستجدات وتغيير الحقائق عن عمد أو بالأحرى اعادة تفسير الحقائق الموجودة بمنطق ضيق لعلها تتناسب مع الرغبات الخاصة.

واعتبر بودن هذه الاعمال نابعة من هواة تنشر في شبكات التواصل الاجتماعي في محاولة لنيل خصوم المغرب من سمعته.

القضية الفلسطينية

وبالنسبة لموقف المغرب من القضية الفلسطينية اكد المحلل بودن ان هدف المملكة المغربية تكثيف الجهود لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفقا لحل الدولتين الذي يحقق السلام العادل والشامل، ويفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة من منطلق ان المملكة المغربية لها وضع متميز وروابط قوية مع القوى الفاعلة و المؤثرة عبر العالم.

ولفت الى ان المملكة المغربية ملكا وشعبا تجعل من القضية الفلسطينية في منزلة القضية الأولى للمغاربة وهي الصحراء المغربية و هذا ليس موقفا فقط بل مسألة عملية قولا وفعلا تجد صداها في الأعمال الانسانية التي تقدمها وكالة بيت مال القدس , اما بعض المواقف المزايدة لا اثر عملي لها وهدفها ليس البلوغ لأفق السلام بل إذكاء الصراع والإحباط، وتمكين المتعصبين و المتطرفين.

التظاهرات في المغرب

وفي تعقيبه للتظاهرات التي تعم الشارع المغربي تنديدا بالتطبيع ودعما للقضية الفلسطينية قال " يمكن قرائته ايجابيا في ظل مناخ تعددي يسمح بالتعبير عن وجهات النظر، المغاربة متفقون على عدالة القضية الفلسطينية ومكانتها المركزية لكن هناك من يرغب في التعبير عن ذلك بصوت مرتفع وهذا من حقه، لكن في تقديري الموضوع لا ينبغي جعله اصلا تجاريا لأحد و التوجه الذي يسير فيه المغرب ليس على حساب احد و ليس ضد احد بل ان الامر يتعلق بابراز أفضلية المساهمة في الحل وعدم الركون للوضع القائم بدون بصيرة.

واكد ان المغرب يقدر النيات الحسنة و يرى أن منطق التاريخ و منطق الديانات السماوية ومنطق القانون الدولي يفرض لفت انظار العالم لفلسطين بمقاربة تجعل حق الفلسطينيين في اقامة دولتهم قابلا للحياة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]