أطلق نشطاء حيفاويون، عريضة، لاعادة د. عروة سويطات للجنة المحافظة على المباني التاريخية في حيفا.

ويأتي ذلك بعد ان أخرجت أحزاب كتل تحالف المعارضة في بلدية حيفا، المكوّنة من الليكود والبيت اليهودي وأحزاب يهودية أخرى، مخطط المدن والباحث في التخنيون، د. عروة سويطات، من عضوية اللجنة البلدية للمحافظة على المباني التاريخية في حيفا، وأعادت تعيين المؤرخ يوسي بن أرتسي بدلا منه والذي كان عضوًا في اللجنة لمدّة سنوات طويلة في فترة شهدت طمسًا مكثًفًا للمباني التاريخية الفلسطينية في المدينة وخصوصًا في حيّ وادي الصليب.

وقالت عضو بلدية حيفا عن الجبهة - شهيرة شلبي لبكرا: كتلة الجبهة في بلدية حيفا ترفض إقصاء سويطات وتطالب بتمثيل عربي في كل لجان بلدية حيفا.

وتابعت: يوم الأربعاء 8.12.2021 عقد المجلس البلدي في حيفا جلسة غير اعتيادية بناءً على طلب المعارضة. وتأتي هذه الجلسة على خلفية الأزمة في بلدية حيفا وتفكّك الائتلاف وفقدان رئيسة البلدية للأكثرية في المجلس البلدي وفي لجانها المختلفة. وفي إطار هذه الجلسة تم طرح عدة مواضيع على جدول الأعمال، من ضمنها إجراء 25 تعديلاً في عضوية اللجان والشركات البلدية المختلفة، وبضمنها لجنة حفظ المباني وعضوية د. عروة سويطات كمندوب جمهور قامت بتعيينه رئيسة البلدية عينات كاليش.

وأضافت: هذه ليست الجلسة الأولى التي تطلبها المعارضة. وفي جلسات سابقة كهذه تم الإطاحة بنواب رئيسة البلدية وبضمنهم النائبة شهيرة شلبي وتم تغيير تركيبة عدة لجان، وذلك في سياق الصراع بين رئيسة البلدية والمعارضة. وعادةً لا يشارك في هذه الجلسات سوى أعضاء المعارضة، وذلك من باب عدم إضفاء الشرعية على هذه القرارات أو عرقلة وجود نصاب قانوني للجلسة.

وأوضحت: وبالأمس أيضًا لم يشارك أعضاء الائتلاف في هذا التصويت ولم تحضر رئيسة البلدية نفسها الجلسة. وقد شارك في التصويت 13 عضوًا فقط من أصل 31 عضوًا، الأمر الذي قد يساعد في المستقبل على إلغاء هذه القرارات أو تعديلها من الناحية القضائية. خصوصًا أن جدول الأعمال يرسل عادةً لأعضاء البلدية قبل أسبوع على الأقل من الجلسة، وهو ما لم يحدث هذه المرة (تم إرسال جدول الأعمال قبل يومين فقط) وسنقوم بفحص هذا أيضًا.

وعن اقصاء سويطات، قالت: بالنسبة لنا فكل قرار يمس بالتمثيل العربي في أي لجنة وأي شركة بلدية هو أمر مرفوض. وفي هذه الحالة تحديدًا فإقصاء د. سويطات من هذه اللجنة يعني عدم وجود تمثيل عربي فيها. ففي الماضي أشغل عضويتها المهندس وليد كركبي مدير قسم حفظ المباني (الذي خرج للتقاعد العام الماضي). ونحن نطالب بتمثيل لائق في كل اللجان والهيئات البلدية. وهذا مطلب عادل وديمقراطي نوجّهه ليس فقط لرئيسة البلدية وإنما للمعارضة أيضًا، بألا يدفع السكان العرب ثمن الصراعات السياسية بين الأطراف المتنازعة.

واختتمت حديثها: وفي هذا السياق نرفض أي افتراء وأي تشويه لموقفنا. فنحن أول وأكثر من يحارب على التمثيل العربي في بلدية حيفا ودعمنا تعيين د. سويطات ود. كميل ساري والمحامية جمانة اغبارية همام والسيد نديم شيبان وغيرهم من المندوبين العرب كمندوبي جمهور في اللجان المختلفة. ولعله من الأجدر توجيه الأسئلة إلى رئيسة البلدية التي كانت على دراية بالأمر منذ نحو أسبوعين ولم تعمل على إنقاذ الموقف والتوصل إلى تسوية مع المعارضة للعدول عن هذه التغييرات.للأسف يأتي هذا القرار المجحف في إطار التدهور العام الذي تشهده بلدية حيفا في نصف السنة الأخيرة، وعدم تمرير ميزانية للعام 2022 واحتمال إقالة رئيسة البلدية و/أو حلّ المجلس البلدي وتعيين لجنة معيّنة من قبل وزارة الداخلية.

عنصريّ

وبدوره، قال أمير عام الجماعة الاحمدية في البلاد - الشيخ محمد شريف عودة لبكرا: هذا القرار قرار عنصري لا يليق بمدينتنا التي تحظى بالتعايش المشترك.القضية ليست قضية عروة سويطات فحسب وانما قضية اسكات الصوت العربي وتمثيلنا وتأثيرنا على اتخاذ القرار البلدي والحفاظ على موروث مدينتنا المعماري.

وتابع: انا اعمل بكل قوة واتواصل مع جميع الاطراف للتراجع عن هذا القرار المجحف بحقنا، والدكتور عروة من خيرة ابناء حيفا هو رجل اكاديمي، يعمل من اجل الحفاظ على تاريخنا ومقدساتنا.

وأنهى حديثه: احث الجميع للوقوف معه وخاصة الاحزاب العربية وخاصة الاعضاء العرب من الجبهة الذين تغيبوا عن هذه الجلسة، ان يقفوا مع الاخ الدكتور عروة سويطات ويدعموه. هذه قضيتنا جميعا ويجب التكاتف والوقوف وقفة موحدة.

اسكات الصوت العربي

وقال المحامي جورج شحادة من حيفا لبكرا: هذا القرار هو قرار عنصري عدواني، هدفه اسكاتنا ومنع التأثير واضعاف الصوت العربي في حيفا والاستمرار في هدم وطمس موروثنا المعماري العربي الفلسطيني في حيفا. وذلك خصوصا بعد الانجازات التي حققها د. عروة سويطات في اللجنة أهمها المصادقة قبل اسبوعين على مسح الحفاظ على حيّ وادي النسناس بعد التعديلات الاستثنائية التي وضعها د. سويطات لتضمن المحافظة على كافة المباني التاريخية في الحي واحترام تاريخه وهويته. اضافة الى التصدّي لمخططات هدم في وادي النسناس ووادي الصليب وشارع يافا، والدفع نحو إنجاز مخططات لائقة للمحافظة التاريخية في حارة الكنائس وحيّ وادي جمال والبلدة التحتا.

وأضاف: القضية ليست قضية الدكتور عروة بل قضيتنا الوطنية جميعا والحفاظ على هوية حيفا العربية، فدون وجوده في اللجنة سيتم الاستمرار في مخططات هدم وطمس المعالم في احيائنا التاريخية.

وأوضح: من المستهجن تغيب أعضاء البلدية من الجبهة عن هذه الجلسة المصيرية... كنا نتوقع منهم على الاقل ان يخبروا الدكتور عروة بما انهم علموا مسبقا في القرار وان يتجندوا في الدفاع عن التمثيل العربي في اهم اللجان وان يضعوا موقف واضح وقوي في المجلس البلدي.

واختتم حديثه: اعتقد انه على كافة القوى الوطنية التصدي معا لهذا القرار والوقوف موحدين حتى يفهم كل العنصريين اننا لسنا لقمة سائغة ولن نقبل اقصائنا من المواقع التي لها تأثير على وجودنا وموروثنا الثقافي والتاريخي في المدينة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]