مرض الكرون هو أحد الامراض المصنفة تحت مصطلح "امراض التهابات الامعاء المزمنة" وهو عبارة عن التهاب مُزمن يُصيب الجهاز الهضمي عامّةً، أو اجزاء مختلفة من الامعاء الدقيقة او الأمعاء الغليظة او كليهما.

نسبة شيوع هذا المرض في العالم حوالي 3 لكل 1000 شخص وهذه النسبة تتفاوت من دول وأخرى وفقا لعدة عوامل منها وراثية وأخرى بيئية. كما وأن حوالي 20 بالمائة من الحالات يتم تشخيصها قبل جيل 20 عاما.

حول هذا الموضوع والتحديات التي تواجه المرضى وخاصة صغار السن وعائلاتهم، تحدثنا مع د. فراس ريناوي، مدير وحدة الجهاز الهضمي لدى الأطفال في مستشفى هعيمق العفولة ومحاضر كبيرفي كلية الطب في التخنيون.

ما هي أسباب هذه الامراض المزمنة وما مدى انتشارها في المجتمع العربي؟

حتى الان لا توجد معلومات عن أسباب ظهور هذه الامراض، الا أن التقديرات تشير الى عوامل بيئية أو وبائية وأخرى وراثية قد يكون لها دور في الاصابة بهذه الامراض خاصة لدى الأطفال.

تنتشر هذا الامراض بشكل أكبر في الدول المتقدمة في أوروبا وأمريكا الشمالية بالأخص . وفي بلاد فهي منتشرة أكثر لدى شريحة اليهود الأشكناز بسبب عدة عوامل الوراثية. ولكن في السنوات الخيرة بدأنا نواجهها فيغالبية دول العالم وفي معظم الشرائح الاثنية المختلفة. اما ما يخص العرب في البلاد فهذه الامراض منتشرة بنسبة أقل لكننا نلمس في السنوات الأخيرة ازديادا ملحوظا بنسب الإصابة ويعود ذلك كما يبدو الى التغير الذي طرأ على نمط الحياة عندنا وخاصة بما يخص التغذية الغربية والاكل السريع الذي دخل الى مجتمعنا. كما وأن تغيّر الوضع الاجتماعي والاقتصادي أثر على نمط الحياة بشكل عام وعلى التغذية بشكل خاص فمثلا: تناول المضادات الحيوية والأدوية بكثرة في السنوات الأخيرة قد يكون احد أسباب التغييرات التي حدثت على جهاز المناعة والجهاز الهضمي والامعاء وانتشار المرض. من جهة أخرى قد يكون ارتفاع الوعي لدى الجمهور وزيادة عدد المختصين في تشخيص المرض عاملا مؤثرا في الكشف عن الحالات الموجودة.

ما هي العلامات التي يجب ان يميزها الاهل وتتطلب زيارة الطبيب؟

أعراض مرض كرون عند الأطفال مركبة ومختلفة من طفل لآخر، لذلك تشخيص المرض بمساعدة طبيب مختص في هذا النوع من الامراض أمر ضروري للكشف عنه ومعرفة مرحلة تطور المرض ومسار العلاج المطلوب. هذا المرض قد يصيب أي جزء من اجزاء الجهاز الهضمي من الفم حتّى الفتحة الشرجيّة لذلك نجد الاعراض متنوعة بحسب الجزء المصاب. يتفشى هذا المرض عادة في جميع طبقات الجدار المعويّ ويتميّز بوجود مناطق مصابة وأخرى سليمة وطبيعيّة.


بشكل عام يمكن أن يكون الإسهال، الإمساك، الغثيان، القيء، تقرح الفم، نزيف من فتحة الشرج، ظهورالتهابات في فتحة الشرج مؤشرات تحتم زيارة طبيب مختص. إلى جانب هذه الأعراض التي تؤثر على الجهاز الهضمي، يمكن أن تظهر أعراض عامة أخرى مثل: تأخر في النمو، تأخر في البلوغ، قلة الشهية للاكل، التعب، الإرهاق، فقدان الوزن، ارتفاع درجة الحرارة. احينا، التهابات في اعضاء أخرى، غير مرتبطة بالجهاز الهضمي مثل التهابات في المفاصل أو العيون او الكبد، يمكن أن تكون أحد أعراض التهاب الكرون.

ما هور دور عائلة الطفل في مسار العلاج؟
لا شك أن وجود مريض بهذا المرض المزمن، يشكل تحديا كبيرا للطفل ولعائلته وللبيئة المحيطة. التحدي من أجل التخفيف من الاعراض والعيش مع المرض بأقل معاناة وبحياة طبيعية قدر المستطاع وهذا ممكن بالتأكيد خاصة مع تطّور الطب ودخول العلاجات البيلوجية التي تشكل ثورة حقيقية في طرق علاج المرض والمحافظة على فترة سكون طويلة قدر الإمكان والنجاح في السيطرة علية بنسبة تفوق 90 بالمائة. مع ذلك العامل الاهم في نظري هو مساعدة المريض وأهله على امتلاك مهارات وأساليب لإدارة هذا المرض المزمن والسيطرة علية بمساعدة الطاقم المعالج متعدد المجالات. تحتاج أمراض الامعاء الالتهابية بما فيها مرض الكرون والكولايتيس الى جهود خاصة من العمل والتنسيق المشترك بين المريض وعائلته والبيئة المحيطة وبين الطبيب والممرضة وأخصائية التغذية والاخصائية النفسية وغيرهم من المختصين من جهة أخرى من اجل تحقيق الأهداف العلاجية وتخفيف المعاناة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]