"حارث كان فتى يحتذى به، كان متفوقًا في دراسته لدرجة أنه قُبل في الجامعة وهو في الصف العاشر، وتم ترفيعه، ويشهد له المعلمون والزملاء بذكائه الذي لم يغط على طرافته وطيبته وأصالته، وآخر ما كان يتوقع من يعرفون هذا الشاب، أن يرحل عن الدنيا بهذا الشكل" يقول أصدقاء ومعارف الشاب حارث عواودة من كفر كنا (18 عامًا) الذي توفي يوم الخميس الماضي، وهو حديث صادق وحقيقي، ويعزّي قليلًا عائلة المرحوم، لكن الحقيقة أن لا شيء يعزي العائلة بفقدان ابنها، وهو جرحٌ لا يندمل، خصوصًا عندما تكون هنالك أسباب للوفاة.

يقول مثنى عواودة، والد المرحوم حارث: "أنا أؤمن بقضاء الله وقدره، وأن لكل انسان ساعة وفاة كُتبت له منذ ولادته، والحمد لله، ولا نقول إلا ما يرضي الله، ولكن لا يمكن أن نسكت عن عملية التقصير التي حصلت مع ابني وبِكري حارث".

ويتابع الوالد: "اشتكى حارث من آلام حادة في صدره، فقمنا بنقله إلى مستشفى العائلة المقدسة في الناصرة (النمساوي- الإيطالي)، وأدخلوه إلى غرفة الطوارئ وأجروا له عدة فحوصات، سي تي وغيرها، وبعد ذلك قالوا أنه لا يعاني من شيء، ونقلوه للقسم الباطني ومكث ليلة هناك، وفي اليوم التالي، تدهورت حالته أكثر، وفي نفس الوقت يصرّون على القول أنه لا يعاني من شيء، وأن هذه الآلام لا خلفية لها وفق فحوصاتهم، مكث هناك أكثر من 24 ساعة ولم يكتشفوا مما كان يعاني، وبعدما صارت حالته تتدهور أكثر، قررت أن أخرجه وأنقله إلى مستشفى آخر، فكان ردهم أنهم سيحررونه على مسؤوليتي، ولكن يجب أن أجلب دورية اسعاف لنقله على حسابي، هذا ما كان يهمهم، والتعامل السيء الذي كان لن اتحدث عنه الآن، ولكن ما يهمهم كان أن أجلب سيارة اسعاف على حسابي، وفعلًا قمت بنقل الفتى إلى مستشفى بوريا، وخلال ساعة هناك اكتشفوا وشخصوا حالته، وتبيّن أنه يعاني من تمزّح في الشريان الأبهر، وأن هذا التمزق تسبب بخلل كبير في عمل القلب، وبالتالي بتعطل كافة أعضاء الجسم، وبعد ساعات فارق حارث الحياة".
"أطباء القلب في بوريا وفي مستشفى الكرمل أكدوا لي أن هذه حالة غريبة ونادرة ولا تحصل، شاب بهذا الجيل يتعرض لتمزق في الشريان الأمهر، خصوصًا وأنه كان بصحة جيدة قبل ذلك ولم يعان من أي مشاكل صحية".

مشروبات الطاقة؟
وفي سؤال حول ما اذا كان سبب الإصابة هو شرب مشروبات الطاقة، قال عواودة: "حارث كان يشرب هذه المشروبات حاله كحال معظم الشباب والكثير من الناس، ولكن الأطباء أكدوا لي أن لا علاقة لهذه المشروبات بما حصل معه، علمًا بأني أدعو الشباب بأن لا يشربوها".

وأكد عواودة أنه سيتقدم بدعوى قضائية ضد مستشفى العائلة المقدسة على تقصيره على فشله في تشخيص الحالة وإهماله للموضوع بهذا الشكل وقال :" كل ملايين الدنيا الآن لا تفيدني ولا تغريني ولا تعوضني بشيء، ولكن على هذه المستشفيات أن تتعلم درسًا، فمعالجتهم للأمر كانت أبعد ما يكون عن المهنية وأبعد ما يكون عن الإنسانية، وكان كل همهم الموضوع المادي فقط، وسأستمر بهذه الدعوى ولن أتنازل".

تعقيب المستشفى: حالة نادرة الحصول، وأجرينا نفس الفحص الذي أجروه في بوريا
في تعقيبه، قال مدير مستشفى العائلة المقدسة، د. إبراهيم حربجي:"نحن طاقم المستشفى النمساوي نتقدم بصادق مشاعر التعازي لعائلة المرحوم ونشعر بالألم حيال هذا الفقد، وبالنسبة لادعاءات السيد مثنى عواودة على الاهمال الطبي في المستشفى، بكل تأكيد نحن نعمل بجد من أجل مرضانا ولم يكن هنالك أي تقصير طبي، حيث قام جميع الاطباء بالإشراف على الحالة التي المت الفقيد، وتم أخد جميع العينات والصور الاشعاعية اللازمة على أتم وجه. انا شخصيا لم أكن متواجدًا عند حصول هذه الحالة الخطيرة، لكنني قمت بالإشراف والاطلاع على الفحوصات وتبين انه لا يوجد اي خلل وتم اجراء الفحوصات اللازمة، ولكن وقتها لم يظهر حصول هذا التمزق، وفي الفحص الذي أجري في بوريا، وهو نفس الفحص الذي أجريناه، لكن الحالة كانت قد تمددت وتطورت لذلك تم الكشف عنها.
وتابعت: ما نستطيع قولة الى اللحظة ان الاب من حقه الشرعي بسبب الغضب وحرقة قلبه أن يقدم شكوى، فهذا وسيتم متابعة الأمر من قبل طاقم محامي المستشفى، نحن نتحدث حالة المرحوم كانت نادرة جدا، ولا يمكن ان يصاب شخص بهذا العمر الصغير بمثل هذه الامراض ولا يتوقعها أحد".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]