أعلن الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، اليوم الأربعاء، أن العلاقات الإسرائيلية التركية مهمة لكلا الطرفين وللمنطقة بأسرها، مضيفا بأن العلاقة بين إسرائيل وتركيا شهدت تقلبات غير بسيطة في السنوات الأخيرة، وقد لا يتم التوافق على كل القضايا بينهما، لكن ينبغي العمل على استئناف العلاقات بشكل مدروس وحذر مع احترام متبادل بين الدول.

جاءت تصريحات هرتسوغ قبيل مغادرته إسرائيل، متوجها إلى أنقرة، في زيارة تكتسب أهمية كونها الأولى لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى منذ عام 2008.

وقال هرتسوغ: "لن نتفق على كل شيء، لكن سنحاول إعادة العلاقات وبناءها بشكل حذر". وأضاف هرتسوغ بالقول: "إنني أغادر إلى تركيا في زيارة رسمية ووفقا لدعوة أردوغان. والعلاقات بين إسرائيل وتركيا مهمة لإسرائيل وتركيا والمنطقة كلها.

وشهدت العلاقات صعودا وهبوطا. ولن نتفق على كل شيء، لكن سنحاول إعادة بدء العلاقات وبناءها بشكل حذر، وسيمتحن هذا بالأفعال والاحترام المتبادل بين الدولتين".

وتابع هرتسوغ، بالقول إن "النظام العالمي يتقوض بالتأكيد، والحفاظ على الاستقرار والشراكة في منطقتنا جيد وصائب، وهذا ما شددت عليه خلال زيارتي لليونان وقبرص في الأسبوعين الأخيرين".

وأضاف الرئيس الإسرائيلي: "حلمي هو أن يعيش اليهود والمسلمون والمسيحيون بسلام في منطقتنا. وآمل أن يبدأ بعد زيارتي حوار جدي بين الدول وأن نرى تقدماً في العلاقات ونتائج حسنة".

وأشارت صحيفة "يديعوت آحرونوت" إلى أن "التوقعات في إسرائيل من هذه الزيارة حذرة للغاية، وأنه لا توجد توقعات بإنجازات فورية وحدوث اختراق إثر لقاء هرتسوغ مع أردوغان". وأضافت الصحيفة أنه "وفي حال تم الاتفاق على تشكيل طواقم عمل مشتركة تبحث في كيفية تعميق العلاقات بين الدولتين، فإن هذا سيعتبر إنجازتً بنظر إسرائيل".

وجرت في الأسابيع الماضية استعدادات واسعة تمهيدا لزيارة هرتسوغ إلى أنقرة، شاركت فيها وزارة الخارجية الإسرائيلية ومجلس الأمن القومي وهيئات أمنية إسرائيلية، كما جرى التوصل إلى تفاهمات في مجالات الاقتصاد والسياحة والطاقة. وخلال ذلك، جرت مداولات بهذا الخصوص بين هرتسوغ وبين رئيس الحكومة نفتالي بينيت، ووزير الخارجية يائير لابيد، ووزير الدفاع بيني غانتس.

وبحسب صحيفة "يديعوت آحرونوت"، فإن "إسرائيل تعتبر أن أهمية اللقاء بين هرتسوغ وأردوغان بمجرد عقده، كما تأمل إسرائيل بأنه سيؤدي إلى إعادة سفيري الدولتين إلى تل أبيب وأنقرة، ووقف نشاط حركة حماس في تركيا، رغم وجود إدراك في إسرائيل أن أردوغان لن يغلق مكاتب حماس في تركيا".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين، قولهم إن "الأتراك أثبتوا جدية بالغة في إحباط الإرهاب، وتضمن ذلك من خلال معلومات نقلتها إسرائيل إليهم"، وأن "تركيا قلصت مؤخراً أنشطة جمعيات في القدس، بتمويلها، وأنها تحولت إلى جهة معتدلة وتعمل أكثر من أجل تهدئة التوتر".


وخلال زيارة هرتسوغ إلى تركيا والتي يستهلها برفقة زوجته ميخال إلى العاصمة أنقرة، حيث سيضع هرتسوغ إكليلاً من الزهور على ضريح مؤسس تركيا الحديثة مصطفى أتاتورك، من ثم سيجري له استقبال رسمي في قصر الرئاسة التركية في أنقرة، وبعد ذلك سيعقد هرتسوغ اجتماعاً على انفراد مع الرئيس أردوغان، ومن ثم اجتماعاً ثنائياً بمشاركة كلا الوفدين.

وبعد محادثات مع الرئيس التركي تهدف إلى توطيد عملية تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل، سيقلع الرئيس الإسرائيلي ليلاً إلى إسطنبول، حيث سيلتقي غداً الخميس بممثلين عن الجالية اليهودية التركية في كنيس "نيفي شالوم" في اسطنبول، قبل العودة إلى إسرائيل.

وفتح هرتسوغ قناة اتصال مع أردوغان، بعد توليه منصب الرئيس الإسرائيلي، وتحدث مع أردوغان أربع مرات عبر الهاتف. وفي المرة الأولى، تلقى هرتسوغ اتصالاً من أردوغان، الذي هنأه بانتخابه للمنصب. وفي المرة الثانية، تحدث هرتسوغ مع أردوغان في أعقاب اعتقال زوجين إسرائيليين واشتباه تركيا بأنهما جاسوسين، وذلك قبل أن يتم الإفراج عنهما. وفي المرة الثالثة أجرى أردوغان محادثة مع هرتسوغ لتعزيته بوفاة والدته.

كذلك اتصل رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، مع أردوغان ليشكره على جهوده في الإفراج عن الزوجين الإسرائيليين. وكانت هذه أول محادثة بين رئيس حكومة إسرائيلي وأردوغان منذ العام 2013.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]