قرر وزير البناء والإسكان الإسرائيلي زئيف إلكين أن تعود الكيرن كييمت لاستئناف عمليات تجريف أراضي المواطنين البدو في النقب وزراعتها بالاشجار الحرجية غير المثمرة ، وهذا يتضمن أراض في القرى العربية غير المعترف بها.
وكانت الحكومة الاسرائيلية قد كثفت منذ كانون الثاني يناير من هذا العام من عمليات تجريف اراضي المواطنين البدو في النقب بحجة زراعة الاشجار الحرجية في اراضي الدولة التي تعتبر ان البدو غزوها واستولوا عليها عنوة، فيما قوبلت هذه العمليات بهبة جماهيرية ضخمة توجت بمظاهرة حاشدة على مفرق قرية سعوة التي تعرضت للهجمة ، ما ادى الى اندلاع مواجهات بين المواطنين العرب في النقب وقوات الشرطة التي عمدت إلى قمع احتجاجاتهم بالقوة المفرطة واعتقلت عددا كبيرا من المشاركين والمتضامنين من النقب لا يزال العشرات منهم في المعتقل حتى اليوم ، وبالتالي اضطرت الحكومة الإسرائيلية والكاكال بعدها إلى تجميد عمليات التجريف والتحريش في حينه.
الاعلام العبري الرسمي ذكر اليوم أن موضوع تحريش أراضي المواطنين العرب طُرح خلال محادثات داخل كتلة حزب "تيكفا حداشا" اليميني، الذي يرأسه وزير القضاء الاسرائيلي جدعون ساعر، فيما جرى الاتفاق داخل الحزب الذي ينتمي إلكين إليه، أن "الشكل" الذي انتهت فيه عمليات التحريش، في المرة السابقة، "استوعبت بصورة غير جيدة لدى الجمهور، وبضمن ذلك حقيقة أنه المشاغبين البدو اقتلعوا أشجارا" زرعتها "كاكال" ، ما يعني ان كتلة الحزب تسعى لتحسين صورتها في لدى الجمهور اليهودي خوفا من ردة الفعل الغاضبة المتوقعة التي ستهدد مستقبل الحزب في اي انتخابات برلمانية قادمة ، والتي قد تكون نتيجتها اندثار الحزب تماما .
بدورها عممت لجنة التوجية العليا لعرب النقب بيانا حول الموضوع حذرت من خلالة من تداعيات تجريف وتحريش الاراضي العربية في النقب ، واضافت اللجنة " ان استمرار سياسة الفصل العنصري المتمثلة بهدم البيوت وتهجير قرى عربية باكملها وتجريف وتحريش الاراضي العربية لمحاصرة ومصادرة امكانية تطور المجتمع العربي النقباوي وفي المقابل اقامة تجمعات سكنية لليهود والقادمين الجدد من اوكرانيا وروسيا في الحيز الجغرافي المخصص للمجتمع العربي سيؤدي الى انفجار الوضع والحكومة بسياستها العنصرية والغبية تتحمل المسؤولية" .
واضاف البيان " اننا نواجه أسوأ حكومة في تاريخ اسرائيل حيث ان الحكومات اليمنية السابقة كانت تواجه معارضة من احزاب اليسار والاحزاب العربية الا ان هذه حكومة يمنية مدعومة من احزاب اليسار وبشرعية عربية وتواجه معارضة من اليمين" .
وطالبت لجنة التوجية الاحزاب التي ترفع شعارات المساواة والعدالة الاجتماعية الى وضع خطوط حمراء لجنوح وجنون هذه الحكومة ووزرائها الذين يتسابقون من معاد للعرب اكثر هل هو الكين ام شاكيد .
واضاف البيان " ان كل حزب يدعم هذه الحكومة وممارساتها العنصرية ضد المواطنين العرب من هدم بيوت وتحريش اراض هو شريك في جرائمها .
كما اكدت لجنة التوجية " اننا سنعمل على افشال هذه المخططات من خلال النضال الشعبي السلمي القانوني والوحدوي كما افشلنا كل المخططات العنصرية في السابق "
ودعت لجنة التوجية في بيانها ان الرد على تصريحات الوزير العنصري الكين هو من خلال المشاركة الواسعة في مهرجان يوم الارض الخالد بتاريخ 26/3 الساعة 15:00 في قرية سعوة الصمود لافشال كل مخططات التهجير والتطهير العرقي.
جمعة الزبارقة مركز لجنة التوجيه قال :" نحن نتحدث عن وزير عنصري بامتياز زئيف الكين يعمل من منطلق ايديولوجي من اجل التضييق علينا باختصار واخذ الارض او وضع اليد عليها عن طريق التحريش ، هذا قرار مجحف ومرفوض بالنسبة لنا نصا و روحا، ونحن سنعمل كل ما بوسعنا لمعارضة هذا القرار عن طريق الناس والوقوف امامهم ، هذا الحيز الوحيد ااذي بالامكان ان تتطور اليه قرانا وهم يحاصروننا بكل معنى الكلمة ، القرى التي ينوون اقامتها هي عبارة عن اماكن للنوم فقط دون اي مقومات حياتية ، كيف لهم ان يفكروا بهذه الطريقة وان يكذبوا على الرأي العام وكأن عرب النقب يستولون على الارض وكأنهم غزاة ، نحن نرفض هذه السياسة ، من المؤسف والمؤلم ان هنالك نواب عرب موجودون داخل الحكومة ، نحن نرفض هذه السياسة رفضا قاطعا ، لا سيما ان الحديث يدور عن اقامة مدينتين لليهود بالاضافة الى اقامة مدن للاوكرانيين الهاربين من الحرب من مسافة 4 الاف كيلومتر ونحن اصحاب الارض غير مسموح لنا بالسكن على ارضنا والتطور فيها وبالنالي هذه سياسة مرفوضة تماما بالنسبة لنا".
ماجد الشنارنة عضو اللجنة المحلية لقرية خربة الوطن التي تتعرض منذ العام الماضي لتجريف اراضيها عقب على الامر قائلا :" تلقينا صباحا نبأ مفاده ان المؤسسة الاسرائيلية تنوي استئناف التحريش من اجل التهجير في اراضي القرى غير المعترف بها في النقب ، هذا الخبر لم يكن مفاجئا لنا وليس غريبا علينا كوننا في هذه القرى نعيش صراعا مع هذه المؤسسة الظالمة منذ اكثر من سبعين عاما ، ونحن نعاني من الحرمان ومن هدم البيوت ومحاولات تهجيرنا من ارضنا بشتى الوسائل والطرق ، وكما تصدينا لكل المخططات السابقة وافشلناها ان شاء الله سنفشل هذا المخطط وسنقف سدا منيعا في وجه هذه الهجمة الشرسة ولن تنجح باذن رب العالمين ، ونحن نعول على اهلنا وثباتهم وصمودهم ورباطهم وسيعود الكين وغيره يجرون اذيال الخيبة بإذن الله".
من جانبه قال عطية الاعسم رئيس المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب :" حتى لو قرر الكين عودة الككال الى النقب لن نسمح لهذا الامر ان يمر مرور الكرام ، سنمنعه بكل وسيلة ممكنة سواء سياسيا او عن طريق النضال الشعبي وما الى ذلك ، نحن لن نسمح ان يكون هنالك غرس اشجار داخل القرى غير المعترف بها على ارضنا على الاطلاق حتى لو صرح الكين بهذا التصريح فإن تصريحه مردود عليه".
تأتي تصريحات الوزير الاسرائيلي زئيف الكين استكمالا لسلسة الاستفزازات التي تعرض لها الاهل في النقب في الاونة الاخيرة لا سيما فيما يتعلق بتجريف اراضيهم مع بداية ظهور المحاصيل الزراعية فيها، فيما يشكل ضربة اقتصادية لغالبية السكان الذين يعتمدون كليا على محاصيل الارض لاطعام مواشيهم او انتاج القمح وغيره من المحاصيل التي تعتمد عليها الاسر البدوية اعتمادا كليا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]