ايام قليلة تفصلنا عن استقبال شهر رمضان الكريم، فكل الأنظار تتجه نحو مدينة القدس التي هي الوجهة الأولى للمصلين في هذا الشهر الفضيل، تحضيرات واستعدادات تبدأ بها المدينة لتستقبل رمضان بزواره واجواءه الروحانية المتميزة، حيث يسعى اهل المدينة واهل حاراتها القديمة بالتحديد لان تكون بابهى حلتها لتبرز هويتها الفلسطينية العربية.

في هذا التقرير سنتحدث عن استعدادت التجار في البلدة القديمة لاستقبال الشهر الفضيل بسلام وهدوء دون أي تنغيصات من قبل الاحتلال ومستوطنيه على امل إعطاء تسهيلات لابناء الضفة وقطاع غزة بالدخول للمدينة وبذلك انتعاش الحركة التجارية اقتصاديا. إضافة للحديث مع لجنة أهالي باب حطة حول ترتيباتهم لاستقبال الشهر الكريم خاصة زينة رمضان لهذا العام وما التحديات التي يواجهونها اثناء تنفيذ تركيب الزينة وما هي امنياتهم للشهر الفضيل.

مدير لجنة تجار القدس:" وزعنا بيانات على التجار بمراعاة الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد"

في البلدة القديمة لمدينة القدس هناك نحو ١٣٧٢ محال تجارية منها ٣٥٤ محالا مغلقة بسبب جائحة كورونا وبسبب عدم وجود قوة شرائية وعدم إعطاء تراخيص وفرض شروط تعجيزية قاسية لفتحها من قبل بلدية الاحتلال. وفي شهر رمضان يزداد الطلب بنسبة كبيرة على الشرائح التجارية المختصة ببيع المواد التموينية والملابس والاحذية والحلويات والسكاكر.

وحول استعدادات التجار لاستقبال شهر رمضان، قال مدير لجنة القدس حجازي رزق: " إن رمضان السابق كان قاسي جدا بسبب جائحة كورونا واغلاق المحلات، اضافة للمشاكل السياسية بسبب استفزازات الاحتلال للمواطنين في باب العامود وللمصلين وانعكاساته الخطيرة على الوضع التجاري، ونتمنى ان لا تتكرر ذات المشاهد في رمضان هذا، فهناك استعدادات من التجار لتنشيط الحركة التجارية في المدينة، وهم ينتظرون شهر رمضان على امل انفاق مبيعاتهم كاملة الامر الذي يمكنهم من سداد التزاماتهم السنوية، مع العلم ان المحال ستبقى مفتوحة لما بعد صلاة الفجر خاصة في البلدة القديمة الطريق المؤدية للمسجد الأقصى".

وتابع: " التجار يجلبون كميات كبيرة من البضائع المتوقع ازدياد الطلب عليها في الشهر الفضيل متأملين ان تنشط الحركة التجارية اذا ما تم تحقيق التسهيلات التي سمعنا ان الاحتلال سيقدمها لابناء شعبنا في الضفة الغربية او قطاع غزة بالسماح لهم بالدخول للقدس والصلاة في المسجد الأقصى".

وهناك تخوف بين التجار من ارتفاع الأسعار على بعض البضائع بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، وأشار مدير لجنة التجار الى ان هناك أسعار خيالية خاصة لبعض الفواكه والخضار التي ارتفعت بشكل كبير جدا وهناك قلق من التجار بعدم تسويق هذه البضائع وعدم الاقبال عليها من المستهلكين. موضحا انهم ك لجنة تجار القدس وزعوا بيانا على التجار يحثهم على مراعاة الظروف الاقتصادية التي يمر بها الوطن وان يقبلوا بهامش ربح قليل وأن يحسنوا استقبال ضيوف المدينة ومساعدة من يحتاج المساعد.

كما وناشد رزق أبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجدهم داخل الوطن أن ينتهزوا فرصة حلول شهر رمضان لزيارة مدينة القدس والصلاة في المسجد الأقصى اذا ما منحوا تصاريح للدخول. وتمنى ان لا يكون هناك اقتحامات من قبل الاحتلال والمستوطنين للمسجد الأقصى المبارك الامر الذي يرفضه أهالي المدينة المقدسة باعتباره تنغيص على المسلمين في مناسباتهم الدينية المقدسة، كما ويرفضون ترويج الاحتلال عالميا أن التوترات الأمنية تزداد في شهر رمضان معتبرين ان هذا الترويج مضللا ومبررا يعطي الاحتلال فيه النية لتهيئة الأجواء لاقتحامات واستفزازات وتنغيصات.

زينة رمضان لهذا العام خافتة في رسالة أن المدينة المقدسة تعاني وتنزف

واهم ما يميز شهر رمضان في المدينة المقدسة هو زينة حاراتها القديمة المضاءة بالفوانيس والهلال والنجوم وغيرها من اشكال تدل على حلول الشهر الفضيل، فالإعداد لها يحتاج الى أسابيع من التحضيرات والاستعدادات المسبقة، لذلك قابلنا المتحدث الرسمي باسم لجنة شباب وأهالي حي باب حِطة الأخ سامر خليل للحديث عن ما وصلوا اليه من تجهيزات وفي أي مرحلة من زينة رمضان هم الان.

تعتبر حارة باب حِطة من اشهر حارات البلدة القديمة وهي طريق المصلين للوصول الى المسجد الأقصى، فالتجهيزات لتزيين الحارة تكون كما كل عام بنشاط معهود وبشكل تطوعي من أهالي وشباب وأطفال الحي الذين ينتظرون هذا الشهر بشغف كل عام . وبهذا الخصوص قال سامر خليل المتحدث الرسمي باسم لجنة شباب واهالي حي باب حطة: " إن زينة رمضان التي تبدأ من مداخل البلدة القديمة تحمل في كل عام رسالة ورؤية معينة، وهذا العام نحاول اظهار جمالية البلدة القديمة باضاءة ليست مبهرة، في رسالة ان المدينة المقدسة حزينة تعيش ظروف غير طبيعية فهي تعاني وتنزف، لكن برغم ذلك نحن صامدون محافظون على هويتنا ومساجدنا وكنائسنا رغم كل ما تمر فيه البلده القديمة من صعوبات".

واردف:" التحضيرات لزينة رمضان عادةً تبدأ من شهر او اكثر لان الموضوع يأخذ وقتا كبيرا، لكن هذا العام كان هناك بعض التأخيرات أهمها الاحوال الجوية الباردة غير المناسبة، والأوضاع السياسية بمدينة القدس وحالة الخوف والارباك حول إمكانية انجاز العمل دون منغصات احتلالية، لكن وبحمد الله فقد وصلنا للمراحل النهائية من التحضيرات وهذا الأسبوع سيكون حافلا بتنفيذ تركيب الزينة يدويا في الحارات القديمة، ونتمنى أن تسير الأمور دون مشاكل وأن تتم كامل الزينة وتكون جاهزة للاضاءة طوال شهر رمضان الفضيل".
وحول الصعوبات والتحديات التي تواجههم اثناء تنفيذ زينة رمضان، علق خليل: " تتمثل التحديات بإدعاءات الاحتلال أن الزينة المضاءة من الممكن أن تغطي على كاميرات المراقبة الامنية المنتشرة بالبلدة القديمة ، إلا اننا نحاول أن نتجاوز هذا الامر حتى لا نمنح أي مبرر للاحتلال لمنعنا من الاحتفال بعرس البلدة القديمة خلال شهر رمضان، إضافة الى أن الاحتلال يحاول فرض غرامات عالية، وسبق وان حدث عدة حالات اعتقال لشبان ساهموا في تركيب الزينة واستدعاءات لشبان اخرين ومنع أن يكون للزينة أي طابع وطني".

واختتم:" رسالتنا في البلده القديمة رسالة سامية رسالة محافظة على الهوية والبلد، رسالة استمرارية من جيل لاخر كما قالها الشهيد امير القدس فيصل الحسيني اشتري زمنا في القدس ، وفي هذا الشهر نوجه رسالتنا لكل العالم ان اشتروا زمنا في القدس، ونتمنى ان تكون القدس عامرة باهلها وزوارها، وأن يأتي رمضان القادم وقد تحققت كل امنياتنا بالنصر والحرية والاستقلال وجمع شمل وطنا في الضفة غزة الشتات والمخيمات."


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]