في ظل التوتر الحالي الذي يسود المسجد الأقصى، واقتحامات المستوطنين، واعتداءات الشرطة على المصلين وقمعهم بأساليب وحشية، بالإضافة الى اعلان القائمة الموحدة تجميد عضويتها من الائتلاف الحكوميّ، تحدث موقع بكرا مع المحامي عبدالمالك دهامشة، رئيس القائمة العربية الموحدة عن الحركة الاسلامية سابقًا ونائب رئيس الكنيست السابق، والذي قال خلال حديثه:

"اقتحامات المسجد الأقصى المبارك هي السبب الأساسي لكل هذا التوتر، والذين يقتحمون بإرادة الحكومة وبتغطيتها وبتغطية رجال الشرطة والأمن هم في الأساس من الأحزاب الصهيونية المتطرفة، وهي قلة بالنسبة لعدد السكان اليهود في هذه البلاد، ولكن هذه القلة تفرض على الحكومة، لأنها تنتمي الى حزب بينيت وحزب بن جفير، والحزبان سويةً لا يشكلان اكثر من 10 اعضاء كنيست من بين 120 عضو كنيست".

الوضع الراهن الذي اصطلح عليه عشرات السنين، بدأت اسرائيل بالتراجع عنه وبتغييره

ويضيف خلال حديثه: "الاعتداء على ما تم الاصطلاح عليه منذ الاحتلال في العام 1967، عندما احتلوا المسجد الأقصى، هو ان المسجد الأقصى للمسلمين ويملكون كل الحق في تأدية شعائرهم فيه، ويملكون الحق بالسماح لمن ارادوا ان يدخلونه من سياح وما الى ذلك، او بمنع الدخول الى المسجد الأقصى، هذا الوضع الراهن الذي اصطلح عليه عشرات السنين، بدأت اسرائيل بالتراجع عنه وبتغييره، بداية خلال حكومة شارون واندلاع انتفاضة القدس والأقصى، ثم في الحكومات التي تلتها، وهناك تصعيد جديد في حكومة بينيت بهذا المعنى، حيث ان هؤلاء اصبحوا بشعرون ان باستطاعتهم ان يحظوا بتغطية الحكومة حتى وصل بهم الى الاعلان عن قرابين، بالإضافة الى الدخول والسير في ساحات السمجد الأقصى".

يتابع: "امام هذا لا نملك الا ان نقوم بكل ما اوتينا من قوة، ومن قدرات بالكفاح والعمل ضد هذه الاقتنحامات وضد محاول تغيير الوضع في المسجد الأقصى والاعتداء عليه".

يوضح كذلك: "من هذا الباب، اتخذ مجلس الشورى قرارًا يوم امس يقضي بتجميد عضوية اعضاء الموحدة من الائتلاف الحكومي والكنيست، ويدعو الى استقالة جماعية، لكل اعضاء الكنيست العرب، والموحدة على رأسهم طبعا، اذا ما استمرت هذه الانتهاكات وهذه السياسة رغم انه من الأفضل ان يكون هناك تنسيق، وبدل ان تكون المشتركة ونوابها وبعض الذين لا يفهمون الأمور على حقيقتها، او يفهمون ويزيفون ويردون التماشي مع حب انفسهم واهوائهم، نقول لهم تعالوا نفعل ما نستطيع من اجل الأقصى، وليس فقط شعارات ونداءات ومناكفات وتخوين وما الى ذلك، بدل سياسة الشعارات والمناكفات تعالوا ادخلوا الى ارض الواقع، ادخلو الى ساحة العمل".

الموحدة الآن هي لسان ميزان بين كتلتين واذا انضمت اليها المشتركة سيكون هناك تغيير جوهري بكل السياسة الإسرائيلية

يستطرد خلال حديثه: "لو استطاعت المشتركة ان تتراجع عن غيّها وتخوينها وعن ما نسبت نفسها به من شعارات، لا تستطيع الا اداء هذه الشعارات، لو لم تكتف بالشعارات فقط، تعالوا نتعاون ونصبح نحن لسان ميزان اكبر واقوى، لأن الموحدة الآن هي لسان ميزان بين كتلتين في هذه البلاد، واذا انضمت اليها المشتركة سوف يكون هناك تغيير جوهري بكل السياسة الإسرائيلية، سوف نفرض ليس فقط على هذه الحكومة والكنيست الحالية، بل على كل حكومة قادمة، بحسب ما هو في استطلاعات الرأي".

يؤكد ايضًا:" لن تستطيع اسرائيل ان تشكل حكومة قادمة، بدون نيل رضا الكتلة العربية الكبرى او الموحدة في هذه الأيام،
بدل ان نكون اربعة في موقف لسان الميزان او في هذا الموقع، تعالوا نكون احد عشر واذا اتحدنا وحسنّا الأجواء وعدنا الى الجو الإيجابي والمشاركة سوف نصبح 15 او 20 عضو كنيست، وعندها مرة اخرى لن تستطيع اي حكومة اسرائيلية ان تقوم بدون ان تحظى على ارادتنا وعلى تأييدنا، وعندها نستطيع ان نفرض شروطنا وان نؤثر اكثر بكثير مما استطعنا في الكنيست الحالية".

هل نحمي الأقصى بالشعارات والتصريحات وبتخوين الآخرين؟ تعالوا نحميه على ارض الواقع، وفي موقع التأثير

ويشير كذلك الى ان: "الموضوع ليس موضوع مزايدات ومناكقات، وليس الذي يتطرف في الشعارات هو الأكثر وطنية او اكثر حبًا للأقصى، اكثر المتطرفين في الشعارات لا يعرفون الأقصى ولم يدخلوه ولا يصلون فيه، لا نريد ان نسيء لأحد، لكن تعالوا ننظر كيف نغير؟ كيف نحمي الأقصى؟ هل نحمي الأقصى بالشعارات فقط، هل نحميه بالتصريحات وبتخوين الآخرين؟ تعالوا نحميه على ارض الواقع، ونكون في موقع التأثير، ونمنع ونفرض على حكومات اسرائيل كيف تحترم الأقصى، وكيف تحترم حقوقنا وكيف نحصل على هذه الحقوق، ونؤثر فيها، بدون ان تدخل اللعبة او ساحة التأثير وتبقى على كرسي الاحتياط وتشتم وتخوّن هذا لا يكفي قطعا ولا يؤثر، ادخل الى ساحة المعركة".

اذا لم تستجب المشتركة للتشاور ولدعوة التوحد في كتلة مانعة وقوية، نحن سنكمل طريقنا وسياستنا ونؤثر بقدر المستطاع

كما يشدد على ان: "لماذا ندخل الكنيست نحن؟ اليست الكنيست هي موقع التأثير؟ والساحة العليا التي تقرر فيها السياسة الاسرائيلية، اذا تركنا هذه الساحة وجلسنا على كرسي الاحتياط كأعضاء كنيست، كيف سنؤثر؟ كيف سيكون التأثير؟ نسقط كل حكومة؟ ماذا سيجلب لنا اسقاط الحكومة؟ اذا اسقطنا الحكومة الحالية سوف تستبدلها حكومة نتنياهو بنسبة 90% بحسب الاستطلاعات، هل كانت حكومة نتنياهو افضل؟ هل كانت هناك حكومة اسرائيلية تعاملت معنا بشكل جيد كفلسطينيين او كعرب او اصحاب حقوق؟ هل كانت هناك حكومة اسرائيلية جيدة بالنسبة لقضية الأقصى؟"

وينوه المحامي عبد المالك دهامشه: "لن يكونوا افضل مما كانوا عليه الا اذا اجبرناهم على التغيير وباستطاعتنا ذلك، نحن فتحنا الباب للتأثير، واثرنا وما زلنا نؤثر، اذا لم تستجب المشتركة للتشاور ولدعوة التوحد في كتلة مانعة وقوية، نحن سنكمل طريقنا وسياستنا ونؤثر بقدر المستطاع، لن نعود الى الجلوس والشتم وتخوين الآخرن لأن هذا لا يفيد وقد يضر، ادعو المشتركة اذا كانت لا تريد التأثير من خلال الكنيست، تعالوا الى العمل الميداني، اين المشتركة واين اعضاؤها اين تواجدهم؟ سواءً في الأقصى او في غيره، يجب العمل بمستوى اكبر من مجرد التصريحات، نحن بدأنا بهذا التغيير، ونستطيع التغيير وعندما نكون متوحدين نستطيع التغيير اكثر".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]