لا تصطحبوا اطفالكم في نزهة، لا تسمحوا لهم بالتوجه الى المحال التجارية لشراء بعض الحلوى، لا تتركوهم وحدهم في غرف نومهم وعلى اسرتهم، من الافضل ان تضعوهم دائما وابدا في ملاجيء خوفا من رصاصة طائش او اصابة باداة حادة خلال شجار في مكان عام، او ربما يتعرضون للاحتراق وهم على قيد الحياة داخل محل لتصليح الهواتف النقالة! العنف في مجتمعنا العربي وصل الى ابشع المراحل وللاسف لم ينجو من حتى الاطفال .

هذا للاسف ما جرى مع الطفل عيسى ناجح أبو القيعان (12 عاما)،الطالب في الصف السابع في مدرسة السلام الإعدادية في بلدة حورة، الذي كان برفقة والده في مكان عمله بمصنع للشايش في المنطقة الصناعية حورة، وخرج بعد ان استأذن والده لاصلاح هاتفه في محل قريب، ليتعرض للاسف للإصابة بحروق بالغة في إضرام نار متعمد بمحل تجاري في المنطقة الصناعية ببلدة حورة في النقب صباح السبت، حيث ذكرت مصادر من العائلة ان اشخاصا دخلوا الى المحل وهو لتصليح الهواتف النقالة، قاموا برش مادة حارقة في المكان خلال جلوس الطفل فيه، بينما هرب صاحب المحل للخارج وبقي الطفل وقاموا باحراق المحل وهو فيه، ما ادى الى اصابته وخروجه صارخا مستغيثا بالمارة والنار تحرق جسده الصغير الضعيف!.

قال والد الطفل السيد ناجح ابو القيعان:" حالة ابني بالغة الخطورة، حيث أصيب في 90% من جسمه بحروق، أحضرت عيسى معي إلى مصنع الشايش، وهناك محل لبيع وتصليح الهواتف على بعد نحو مئة متر مني، اتصل بي أحد المعارف وقال لي ابنك عيسى كان في المحل الذي اشتعلت فيه النيران، فبدأنا نركض و عرفت أنه تمّ نقله إلى العيادة المجاورة ورافقته إلى المستشفى، حيث اتضح لنا أن وضع عيسى خطير جدا، ويوجد حروق في أكثر من 90% من جسمه، خاصة في الأطراف والجزء السفلي من جسمه، الأطباء قالوا لي إن هناك خطورة شديدة على حياته، وهم يقومون بكل ما يلزم لإبقائه على قيد الحياة ".

وتابع والد عيسى بألم : "هذه فاجعة بالنسبة لنا وحادثة مؤسفة جدا فلم أتصور أبدا أن يصل بنا الحال إلى حرق الناس أحياء، نحن نعاني من اشكال مختلفة من العنف، عنف اطلاق النار وعنف السيارات ، وحتى أن الإنسان لا يأمن على نفسه ولا على أولاده في الشارع، ولكن أن يصل بنا الحال إلى سكب مادة حارقة وحرق الناس أحياء فهذا حال لا يمكن تقبله! لا نريد معاقبة الناس، ولكن المجرم الذي قام بذلك يجب أن يأخذ جزاءه، الجزاء سيردع آخرين من القيام بمثل هذه الحوادث، لا يعقل أن نقوم بهذه الجرائم والعنف الشديد ونقول قضاء وقدر، هذا قتل متعمد مع سبق الإصرار ولا يهمني إذا شاهد ابني الطفل أم لم يشاهده".

من يعرفون عيسى جيدا قالوا ان عيسى طفل طيب ومؤدب وهادئ الطباع ومتفوق في المدرسة حيث يشيد له المعلمون بذلك، والجميع يصلون ويدعون له بالشفاء .

عم عيسى السيد سليم ابو القيعان قال:"امس السبت الساعة الحادية عشرة الا ربعا كان عيسى برفقة والده في مصنع الشايش الخاص به، اراد ان يصلح هاتفه في محل يبعد حوالي مئة متر عن المصنع، توجه الى هناك وبالصدفة دخل اشخاص اعتدوا على صاحب المحل بالضرب وتكسير المحتويات لكنه استطاع الهرب، بعدها فاموا بسكب مادة حارقة داخل المحل واشعاله خلال وجود ابن اخي فيه ما ادى الى اصابته بشكل بالغ حيث احترق كل جسمه، نحن الان الى جواره في المستشفى وهو بوضع صعب جدا ونطلب من الله له الشفاء، 90% من جسم الطفل احترق، نحن لا نعلم ان كان المجرمون يعلمون بوجوده داخل المحل ام لا وهذه مهمة الشرطة، لكننا نعلم ان هذه درجة جديدة وخطيرة من العنف وصلها مجتمعنا ان نشعل النار في البشر وهم احياء، هذه دوامة جديدة ونحن نحمل الشرطة كل المسؤولية، لانه قبل عام تماما وفي نفس المحل كان هنالك اعتداء موثق بالصور ولكن الشرطة لم تتعامل كما يجب مع الحدث، وها هو الوضع وصل لما وصل اليه من احراق جسد طفل، الشباب الذين قاموا بهذه الجريمة لو انهم يعلمون ان هنالك عقاب رادع لما اقدموا على هذا العمل، امس الشرطة تذكرت ان تقول هذه عملية ارهابية وليست حادثة عنف عابرة، السؤال لماذا لم تتخذ الشرطة اجراءاتها بشكل اسرع، نحن وقعنا ضحية لحادث لا علاقة لنا فيه اطلاقا، تصور لو ان متسوقا يهوديا كان في المحل كيف كان سيكون تعامل الشرطة؟"

وكانت شرطة البلدات-عياروت أعلنت عصر السبت عن اعتقال شابين (21 و-25 عاما)، توجه لهما شبهة التورط في إضرام الحريق المتعمد في محل لبيع وتصليح الهواتف، ويتجمع العشرات من المواطنين وأبناء العائلة أمام قسم العناية المكثفة للأطفال بمستشفى سوروكا بئر السبع، حيث يرقد الطفل المصاب، بهدف دعم ومساندة ذويه ويدعون له بالشفاء،

وقال السيد إسحاق أبو القيعان، نائب رئيس مجلس حورة المحلي، وهو صاحب كراج سيارات مجاور وهو الذي كان قد أخمد النار المشتعلة بجسد الطفل: "المصاب جلل أن أخرج إلى الشارع بعد سماع صراخ وأجد طفلا لا أعرف من هو، والنار مشتعلة به، بسرعة البرق قمنا بإخماد النار بأيدينا، وأنزلنا سائق من سيارته وقمنا بنقله إلى أقرب عيادة والتي تقع على بعد مئات الأمتار".

يذكر ان مستشفى سوروكا ذكرت ان الطفل عيسى الموجود الان في قسم العلاج المكثف الخاص بالاطفال في حالة تخدير تام وموصول باجهزة تساعده على التنفس وانه بحالة حرجة جدا، حيث اجريت له عمليات لتخفيف الضغط على اطرافه بسبب الحروق التي تعرض لها كامل جسده، فيما قد يضطر الاهل لنقله الى مستشفى مختص في مركز البلاد حسب حالته الصحية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]