الصرخات التي أطلقها المواطن محمد فشافشة من بلدة جبع جنوب جنين، "معي طفل صغير في السيارة"، لم تسعفه وزوجته وطفلهما الرضيع مجدي من اعتداء المستوطنين أثناء توقفه على حاجز لقوات الاحتلال في منطقة المسعودية على الطريق الواصلة بين جنين ونابلس.

قرابة الساعة الحادية عشر من ليلة أمس الأول، كان المواطن فشافشة متوجها من بلدته جبع نحو بلدة دير شرف غرب نابلس، ولحظة توقفه على حاجز لقوات الاحتلال، وجد نفسه محاطا بمجموعة من المستوطنين الذين هاجموا مركبته، ورشوه بغاز الفلفل الحار.

لحظات مرت سريعة في الهجوم الذي نفذه المستوطنون، بعد أن فتحوا باب مركبة المواطن فشافشة ليرشوا غاز الفلفل بوجهه، ورغم صراخه بتواجد طفل صغير في المركبة، إلا أنهم عادوا رشه مرة أخرى وبكثافة، ليصاب رضيعه مجدي بحالة اغماء، وهو في حضن والدته.

ويقول المواطن فشافشة لمراسل "وفا"، كنت متوجها من بلدتي جبع باتجاه بلدة دير شرف، وعندما توقفت على الحاجز قرب منطقة المسعودية، كان أمامي خمس مركبات تقف للتفتيش، وكانت زوجتي تجلس بجانبي، وفي حضنها طفلنا الرضيع مجدي، ما هي الا لحظات حتى ترجل أربعة من المستوطنين من مركبة بيضاء اللون، وهاجمونا، وفتحوا الباب وأطلقوا غاز الفلفل بداخلها.

ويضيف "أغلقت باب المركبة بسرعة لأجد طفلي مجدي في حالة إغماء جراء الغاز الذي رشه المستوطنون، وقتها تحركت بسرعة باتجاه مدينة جنين، وبمحض المصادفة كانت مركبة الإسعاف متوقفة قرب بلدة برقة شمال غرب نابلس، التي قدمت الإسعاف والأوكسجين له، حيث كان يعاني من صعوبة في التنفس".

وتابع فشافشة " إن إرادة الله حالت دون وقوع كارثة بفقداني طفلي البكر الذي لم ير شيئا من حياته بعد؛ فهو بعمر الشهرين، وكل ذلك حدث أمام أعين الجنود الاسرائيليين".

وكان مستوطنون قد اعتدوا، الليلة الماضية، على المواطن نسيم مسلم (55 عاما) من بلدة تلفيت جنوب نابلس ورشوه بغاز الفلفل، الأمر الذي أدى الى اصابته بجروح بالرأس، خلال تواجده قرب خربة المراجم التابعة لأراضي بلدة دوما، التي كانت شاهدة على جرائم المستوطنين بعد إحراقهم عائلة دوابشة أواخر تموز عام 2015، الأمر الذي أدى إلى استشهاد سعد وريهام وطفلهم الرضيع علي، ونجاة طفلهم أحمد.

مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة، غسان دغلس، أشار إلى أنه خلال الـ24 ساعة الماضية سجلت أربع اصابات من قبل المستوطنين في محيط نابلس، وجميعها نقلت إلى المستشفيات، لتلقي العلاج.

وقال دغلس، إن ما حدث مع عائلة فشافشة هو اعتداء مباشر بهدف القتل، عقب إصابة طفلهم الرضيع بحالة اختناق وإغماء، وكأن حادثة الرضيع علي دوابشة تتكرر مرة أخرى".

وأضاف "إنه منذ مطلع الشهر الجاري تم رصد أكثر من 163 هجوما واعتداءً للمستوطنين شمال الضفة الغربية، حيث سجل في محافظة نابلس لوحدها 100 اعتداء".

واوضح دغلس أن المنطقة تشهد تصاعدا في اعتداءات المستوطنين واستهدافهم للمواطنين والممتلكات والقرى والبلدات، وانتشارهم على الطرقات والمفارق خاصة على الطريق الواصل بين جنين ونابلس، بعد نصب حاجز دائم في المنطقة يعرقل حركة المواطنين ويوفر الحماية للمستوطنين.

يذكر أن عددا من الفلسطينيين استشهدوا عقب الاعتداء والهجوم عليهم من قبل المستوطنين، وآخرين أصيبوا بجروح حرجة أثناء تنقلهم على الطرق، حيث يستخدم هؤلاء الأسلحة الأوتوماتيكية وغاز الفلفل صوب المواطنين بشكل مكثف وبحماية جيش الاحتلال، وبتعليمات مباشر من قبل رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت.

المصدر: وفا

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]