(لا تقتلني بعرسك) حملة يطلقها اهالي النقب لمحاربة اطلاق الرصاص في الافراح، بعد ان اصبحت هذه الظاهرة مزعجة ومقلقة للاهالي، سواء كان المشاركون منهم في تلك الافراح، او حتى المتواجدين داخل بيوتهم الذين تتساقط عليهم الطلقات على حين غفلة، وقد تصيب البعض منهم احيانا وبلطف من الله لا تحدث كارثة.

منذ عدة سنوات اعلنت مجموعات كبيرة من الشخصيات الاعتبارية في النقب، عن نيتها مغادة اي فرح او مناسبة يتم فيها اطلاق الرصاص الغير مبرر، حيث ان هذه الظاهرة لا تعبر ابدا عن الفرحة، بقدر ما تشكل خطرا شديدا على حياة الحضور وجيران المكان، اليوم تعود هذه الحملة من جديد مع ارتفاع وتيرة اطلاق الرصاص في الافراح، للدرجة التي يصفها البعض بالمبالغ فيها والغير عقلانية.

خطوة شجاعة 

وحيد الصانع مدير السلطة للامن الجماهيري في بلدية رهط قال:" يجب علينا حين نسمع ازيز الرصاص في اي عرس ان نخرج منه مباشرة ونغادر للتعبير عن موقفنا باننا لا ننبذ هذه الظاهرة فحسب وانما ننفذ ذلك على ارض الواقع، المغادرة هي خطوة شجاعة جدا يجب القيام بها" .

هذه الحملة اعادت فتح ملف اطلاق النار في الاعراس في البلدات العربية في الجنوب، والتي تزداد وتيرتها بشكل مقلق في الفترة الاخيرة، وتلاقي الرفض كثيرا من الاحيان، الا انها ايضا تلاقي الكثير من التصفيق احيانا باعتبارها جزءا من عادات وتقاليد يتمسك بها البعض، رغم انها تهدد بذلك حياة الناس حتى المتواجدين منهم داخل منازلهم، احد الاباء من مدينة رهط والذي اصيب ابنه برصاصة طائشة اطلقت في عرس قريب قال:" كان جالسا داخل البيت في يوم جمعة، سقطت رصاصة طائشة من السقف المصنوع من الصفيح المزدوج واصابت رأسه، نظر اهل البيت له فوجدوا الدم يخرج من ثقب في رأسه، نقلناه الى مستشفى سوروكا وبعد تصويره قال المشفى ان هنالك رصاصة في رأسه".

هذه المبادرة بدأت بشكل فردي من قبل عضو بلدية رهط عطا ابو مديغم الذي غادر عرسا اطلق فيه الرصاص، ورغم انها مبادرة فردية الا انها لاقت ترحيبا وتأييدا من قبل المواطنين، حيث رحبوا بها وطالبوا بتنفيذها فعلا على ارض الواقع، تعبيرا عن رفضهم لهذه الظاهرة، والتي بالرغم من المخالفات الباهظة التي تفرضها الشرطة على من يقومون بها في افراحهم، وقد تصل العقوبات فيها الى سجن والد العريس بل والعريس ايضا، الا ان البعض لا يكترث ويستمر بانتهاج هذا الاسلوب الغير حضاري، معتقدا انه بذلك يعبر عن فرحته.

مباركة للخطوة 

السيد سلمان الصانع من اللقية بارك هذه المبادرة وايدها قائلا:" ابارك هذه المبادرة واشد على يد من اطلقها، وسأكون واحدا من المشاركين فيها، ولن احضر هذه الاعراس التي يكون فيها اطلاق نار".

السيد موسى ابو صهيبان مواطن من سكان رهط قال ايضا:" صعب جدا ان نعيش على اطلاق النار خاصة في اخر الاسبوع، عادة ما يكون في اخر الاسبوع مناسبة فرح وبالتالي اطلاق نار، اتمنى ان تنتهي هذه الافة السيئة".

تضاف هذه المبادرة الى عدد من الخطوات التي تقوم بها الشرطة لمكافحة هذه الظاهرة، من ضمنها توقيع اصحاب العرس على وثيقة تعهد بعدم اطلاق النار، الا انها لا تزال مستمرة وبدون توقف، ضابط شرطة في رهط وصل الى احد الافراح وقال مخاطبا الحاضرين:" هدفنا ان نمنع بقوة هذه الظاهرة، كثير من الشبان تضرروا من ذلك، والعيارات النارية بالنهاية تسقط على رؤوس الامنين في بيوتهم".

بينما يرى المواطنون ان الشرطة لا تقوم باتخاذ اي اجراء ضد هذه الظاهرة، ويرون ان اطلاق الرصاص يحدث امام اعين رجال الشرطة ولكنهم يقفون متفرجين ولا يتخذون اي اجراء ضد الفاعلين، ومع ذلك فهنالك محاولات وامال كثيرة لنبذ هذه الظاهرة وايقافها، التي حول ازيز الرصاص فيها اجواء الفرح الى اجواء غضب واستنكار.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]