يواصل فيلم «كيرة والجن» تحقيق ايراداته في شباك التذاكر بدور العرض المصرية حيث حقق ليلة امس الجمعة ٤ مليون و٢٠٦ الف و٤٣ جنية.

وبعد تحقيق الـ ٤ مليون يكون الفيلم دخل قائمة أكثر أكثر ١٠ أفلام حققت ايرادات في تاريخ مصر حيث وصل حتي الآن في ثان أسبوع منذ طرحه 70 مليون جنيه ليتربع على صدارة أفلام عيد الأضحي السينمائي.

«كيرة والجن» فيلم أكشن دراما، بطولة النجم أحمد عز وكريم عبدالعزيز بمشاركة الفنانة هند صبري، سيد رجب، أحمد مالك، لارا إسكندر، هدى المفتي، على قاسم، وعدد كبير من ضيوف الشرف من بينهم روبي وسلوى عثمان وسلوى محمد على وإياد نصار، كريم محمود عبدالعزيز، أحمد كمال، رشدي الشامي، عارفة عبدالرسول، محمد عبدالعظيم، تأليف أحمد مراد، إخراج مروان حامد، ويعرض بدون تصنيف عمري «جمهور عام».

الفيلم مونتير أحمد حافظ، موسيقى تصويرية هشام نزيه، مدير التصوير أحمد المرسي، الصوت حسن أبوجبل، الملابس ناهد نصرالله، أحداثه مستوحاة من رواية «1919» للمؤلف أحمد مراد، عمل وطني يكشف عن قصص حقيقية لمجموعة من أبطال المقاومة المصرية ضد الاحتلال الإنجليزي وقت ثورة 1919 حتى عام 1924، وذلك من خلال أبطال منسيين خاضوا معارك وتضحيات جريئة من أجل الاستقلال، لتكتشف الأجيال الصغيرة مدى حب المصريين لبلدهم وأرضهم.

من هو عبد القادر الجن الذي جسده شخصيته أحمد عز في «كيرة والجن»؟
ولد عبدالقادر شحاتة الشهير بعبد القادر الجن في أسيوط عام 1898، توفي والده وهو صغير وتولي تربيته أخوه الكبير عبدالجواد، وفي مرحلة الثانوية انضم للتنظيم السري للثورة، وتعرف من خلاله على الأخ فهمي وهو الاسم الحركي لأحمد كيرة.

كان دوره توزيع المنشورات في صعيد مصر وتحديدا في المنيا، وحكم عليه من المجلس العسكرى البريطانى في الواسطى بالإعدام رميًا بالرصاص، لكن خليل حافظ حكمدار المنيا ساعده على الهرب.

في هذا الوقت فوجئت الثورة بأن محمد شفيق باشا وافق أن يكون وزيرا للأشغال لتنفيذ مشروعات الإنجليز في السودان، وهو ما اعتبروه خيانة للوطن، وقرروا قتله ووقع الاختيار على عبدالقادر شحاتة والذي وافق على إتمام المهمة.

كانت التعليمات أن يلقي قنبلة نيتروجلسرين أمام موكب محمد شفيق، وتم تحديد اليوم ووضعت الخطة، ويحكي عبدالقادر شحاتة في مذكراته: «فى اليوم المحدد عندما ظهرت سيارة الوزير وتحفزت لإلقاء القنبلة تنبهت في الثانية الأخيرة لوجود طفلين في السيارة، ما حال بينى وبين إلقاء القنبلة، فلم أكن قاتلا لكننى كنت إنسانا يدافع عن وطنه، وفي اليوم التالي ذهبت في نفس الميعاد وعند قدوم الموكب تقدمت وألقيت القنبلة وانفجرت وملأ الدخان المكان»، لم تصبه القنبلة فركض شحاتة مسرعا كما كانت الخطة لكنه التقى بصديق ورأه يرتدي ملابس العامل، أخذه وركب حنطور وبدأ يخلع ملابسه فرأى صديقه المسدس الذي كان يحمله وفهم أنه السبب في الانفجار وبدأ يصرخ، وصل وقتها إلى مدرسة بنات دخلها ليختبئ بها وحاصرته الشرطة بعدما أخبرهم سائق الحنطور بوجوده، وألقي القبض عليه، وباندفاع الشباب اعترف بكل شيء وأنه من ألقى القنبلة.

وفي التحقيقات رفض عبدالقادر شحاتة البوح بأي شيء يخص التنظيم أو الاعتراف بأي اسم، ألح عليه المحققون لمعرفة أين كان يبيت في الليلة التي سبقت تنفيذ العملية، ومن كان معه لكنه لم يقل شيئا.

وفي يوم تلقى رسالة من الخارج جاء فيها أن سيدة ستأتي وتقول إنه حبيبها وكان يبيت عندها، فعلا دخلت عليه سيدة هي (دولت فهمي)، أثناء التحقيقات وقالت إنه عشيقها وأكدت أنه كان معها.

وحكم على عبدالقادر شحاتة بالإعدام وبعد 30 يوما ارتدى فيها البذلة الحمراء خفف الحكم ليصبح الأشغال الشاقة المؤبدة، وبعد مرور 4 سنوات، تولى سعد زغلول رئاسة الوزراء وسعى لخروج المسجونين السياسيين وخرج عبدالقادر من السجن عام 1924.

من هو أحمد كيرة الذي جسده كريم عبد العزيز في «كيرة والجن»؟
درس عبدالحى كيرة في كلية الطب، وكان دوره أن يمثل الطالب المصري غير المهتم بالشأن السياسى والكاره للوطنية والمحب للاحتلال والمحتل، كان الطلبة جميعا مضربين ومشاركين في ثورة 1919 إلا عبدالحى، الذي كان يذهب كل صباح إلى مدرسة الطب فيستهدفه الطلبة بالأذى والإذلال والاحتقار والضرب ويقولون هذا ابن اللنبي «المعتمد البريطانى»، وكان مدير مدرسة الطب «الدكتور كيتنج» يراه ابن الإمبراطورية البريطانية وكان لا يفتح أبوابه إلا لعبدالحى كيره، وأصدر أمرا أن يفعل عبدالحى ما يشاء وأن يتنقل بين غرفات الدرس والمعامل كما يشاء، وفي أي وقت يشاء.

كان عبدالحى يدخل معامل المدرسة ويأخذ منها مواد تدخل في تركيب المتفجرات في أنابيب خاصة ويسلمها إلى اللجنة المختصة بصنع القنابل التي كان يشرف عليها الطالب أحمد ماهر «رئيس وزراء مصر 1944: 1945»، وظل الأمر كذلك حتى اكتشف امره في اعترافات قتلة السير لي ستاك عام 1924، وبدأت المخابرات البريطانية ملاحقته وأصبح واحدًا من أهم المطلوبين لديها، حتى أنها اصدرت منشورًا لجميع مكاتبها في العالم تقول فيه «اقبضوا عليه حيا أو ميتا، اسمه احمد عبدالحي كيرة، كيميائي كان طالباً في مدرسة الطب، خطير في الاغتيالات السياسية، قمحي، قصير القامة وذو شارب خفيف وعمره 28 عاماً».

وقتها اضطرت قيادات الجهاز السري للثورة أن تقوم بتهريب الفدائي كيره بجواز سفر مزور إلى ليبيا ومنها إلى اسطنبول وظل سنوات طويلة مطاردا، وقد قابله هناك الأديب يحيي حقى عام 1930 والذي كان يعمل موظفاً بالقنصلية المصرية في اسطنبول وكتب عنه «بعبع الإنجليز يبحثون عنه بعدان فتلوا له حبل المشنقة، كنت لا ألقاه إلا صدفة وألح عليه أن نأكل معا فيعتذر قائلا: قريباً أن شاء الله، وظل هذا حالي معه أربع سنوات كلما أدعوه يعتذر بأدب، وقد رأيت فيه المثل الفذ للرجل الشريد، كانت ملابسه تدل على مقاومة عنيدة للفاقة وغلبت صفرته التحتانية على لونه الأصفر، يمشي على عجل ويحذر كأنه يحاول أن يفلت من جاسوس يتبعه، ويخلو كلامه من أي عاطفة، فلا تدري أن كان متعباً ام غير متعب.. جيبه نظيف أم دافئ، معدته خاوية أم عامرة؟»، وكتب أيضا: «حاولت أن أعرف أين يسكن فلم أنجح وقيل لي إنه يسكن في 3 شقق كل منها في حي بعيد عن الآخر ولا ينام في فراش واحد ليلتين، إنه يعلم أن المخابرات البريطانية لن تكف عن طلبه حتى لو فر إلى أقصى الأرض، وأنها لا تنسى ثأرها البائت».

بعد توقيع معاهدة 1936 سافر إلى تركيا 3 من عملاء الإنجليز في مصر. 3 من القلم السياسى هم «جريفز»، «ماركو»، «اسكندر بورجوزافو»، واستطاعوا إستدراج عبدالحى إلى إحدى ضواحى إسطنبول واغتالوا البطل ثم مثلوا بجثته وفروا عائدين إلى مصر. عاد ثلاثتهم مزهوين بأنهم قتلوه، ويقولون «لقد ثأرنا لأروح جنودنا التي أزهقت في مصر.. لقد أدينا الواجب»..أما جثمان البطل فقد ظل في العراء نهبا للبوم والغربان حتى كشف عنه البوليس التركي.

مناضلة ضد الاحتلال.. من هي دولت فهمي الشخصية التي جسدتها هند صبري في «كيرة والجن»؟
وتعد دولت فهمي واحدة من المناضلات ضد الاحتلال الإنجليزي، وولدت بالمنيا في أواخر القرن ما قبل الماضي، ولكنها سافرت للقاهرة للعمل في مدرسة الهلال الأحمر القبطية للبنات، واشتركت في التنظيم السري لمجابهة الإنجليز، حيث كانت تقوم بطباعة وتوزيع المنشورات، واشتركت في انطلاق المظاهرات الأولى الرافضة للاحتلال البريطاني والمطالبة برحيله، كما كان لها دور مع هدى شعراوي وقت الثورة، والانطلاقة الأولى لتحرير المرأة في ذلك الوقت.

كُلفت دولت فهمي من قبل التنظيم السري للثورة وليس المخابرات البريطانية، كما جاء في الفيلم، بالاعتراف على نفسها، أن الشاب عبدالقادر الجن، عشيقها لإنقاذه، وأنه كان يبيت في منزلها في الليلة التي سبقت تنفيذه لعملية اغتيال محمد شفيق وزير الأشغال والحربية والزراعة، وبالفعل وافقت على هذا الأمر، بالرغم من خطورة هذه الشهادة على سمعتها، ولكنها دفعت ثمن تلك الشهادة بروحها، حيث علم شقيقها بالأمر وجاء إلى القاهرة، وأخذها إلى قريتها في المنيا بحجة أن والدتها مريضة، وهناك قتلها ليغسل عاره.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]