تحدث موقع بكرا مع المحلل السياسي والصحفي "دان فيري"، حول كل ما يتعلق بالساحة الحزبية والسياسية، واستشرافه للمستقبل. 

ذكرت ان الائتلاف الحكومي بحاجة الى القائمة المشتركة، ما هو السبب؟

لا توجد كلمات لوصف الكارثة التي ستحصل هنا، في حال انتصار المعسكر الذي يتزعمه نتنياهو، والذي يضم فاشيين حقيقيين وعنصريين بغيضين، لن يكون هذا المعسكر ملتزمًا بالتعايش والسلام انما لحكومة استبدادية وثيوقراطية يهودية، ولإضعاف النظام القضائي من أجل إنهاء محاكمة نتنياهو، والسماح بانتشار الفساد المألوف جدًا في سلوك جزء كبير من اليمين. النظام القانوني ضروري لحماية حقوق الأقليات في الديمقراطية، لذا فمن مصلحة المواطنين العرب أن لا يحدث ذلك.

أنا أتفهم المشاكل والإحباطات، والوضع معقد - لكنه بسيط أيضًا: يجب على الأحزاب العربية والجانب الليبرالي والعقلاني في إسرائيل، أن تضع جانبًا قضية عدم ارتياحها للوضع الفلسطيني، وأن تعمل معًا لجعل الدولة مكانًا طبيعيًا، مكان يمكن للجميع العيش فيه بشكل جيد. كما أنه سيزيد بشكل كبير من فرصة التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين. ومن المفترض  ان تقبل القائمة المشتركة كل هذا، وأن تعمل لأجل تحقيق هذا. إذا كان التمثيل العربي كبيرًا، فسيساعد كل من يتمنى ان يكون الوضع أفضل في البلاد.

ما هي الأسباب التي يمكن ان تمكّن نتنياهو من العودة إلى السلطة؟

يعتمد كل شيء بشكل أساسي على العرب. نتنياهو سيفوز إذا حصل على 61 مقعدا، أو حتى 60. استطلاعات الرأي تظهر أنها ستكون معركة متقاربة، والماضي القريب يظهر أنه يقترب من هذا العدد عندما تكون المشاركة العربية منخفضة. هذا لأنه، لسوء الحظ، لا يوجد انتقال تقريبًا بين معسكرات المقتنعين - الجميع تقريبًا يتمسكون بمواقفهم. إنه لأمر محزن أن هناك الكثير من اليهود مستعدين لدعم قوات الظلام، لكن ذلك يأتي من الخوف الذي آمل ان يهدأ يومًا ما. في غضون ذلك، تُحدد نتائج الانتخابات وفق نسبة التصويت بين المجموعات المختلفة، المعروفة بنمط تصويتها، في حال ادلوا بأصواتهم.

سيصوت جميع العنصريين والفاشيين. المفتاح هو جعل الليبراليين اليهود ذوي المؤهلات يدلون بأصواتهم، لكن الشيء الأكثر أهمية هو إقناع العرب بالتصويت، اذ هناك يمكن مشاهدة الاختلافات في المشاركة - بنسبة تتراوح بين %60 و %40. كل مواطن عربي يريد أن تكون إسرائيل دولة صالحة لجميع مواطنيها، وأن تكون هناك شراكة وليس هيمنة بين اليهود والعرب، يجب عليهم ببساطة أن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع. السبب الوحيد لعدم التصويت - وأنا جاد - هو الرغبة ان تسبب لنفسك وللدولة اضرارًا خطيرة كثيرة. 

آمل أن أرى العرب يصوتون بنفس نسبة تصويت اليهود، او حتى أعلى، اذ من شأن ذلك ان يؤدي لان يكونوا مسؤولين عن أكثر من 20 عضو كنيست - ولن يتمكن أحد حينها من تجاهل ذلك بعد الآن، وسيتم إيقاف طريق قوى الظلام.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]