تنهض مدارسنا المعاصرة الى مستويات غير مسبوقة من التنمر الكلامي والوصفي الذي يحاك تحت أسطر منمقة وصورة كارتونية تخفي تضاد المعنى, تم المصادقة على تمرير كتاب تعليمي للصفوف الابتدائية في وسطنا العربي والذي يحث بشكل مباشر على التمييز والتصنيف حسب القيم "المثالية المخادعة" التي بلورتها الشبكات العنكبوتية.

وبهذا تشن حملة غضب واسعة على تمرير مثل هذه المناهج التي تهدف الى تحطيم بنية الطفل في أهم مراحله الانتقالية والتي من المفترض ان تبني له شخصية مستقلة بعيدة عن القوالب المجتمعية غير الأخلاقية.

مضامين سامة

وفي هذا الشأن صرحت المفتشة في وزارة التربية والتعليم راوية بربارة ،عن عدم قبولها لمثل هذه المضامين السامة التي تمرر على حساب الطالب، وتنشأته على مبادئ مغالطة لا تناسب البيئة المدرسية بالدرجة الأولى, كما أن هذا الامر ليس ضمن المراجعات حيث يقوم الكادر المختص في شؤون التفتيش بمراجعة وفحص كافة الكتب التي ستدرس في الوسط العربي.

وأضافت يتم فحص الكتب ضمن مستويين مهمين أولهما المضمون والرسالة المرجوة والتي ستعود بفائدة على الطلبة، ومن جهة أخرى يتم مراجعة المسار اللغوي من حيث الكتابة والصياغة والاخطاء اللغوية والنحوية, وبالتالي إمكانية نشر رسائل مضللة ومبطنة يكاد ان يكون شبه معدوم وهذا ما تفاجئنا منه بالرغم من التفتيش المسبق.

"الكتاب ليس المنهج"

اردفت بربارة عن إمكانية تغاضي المعلم عن بعض المفاهيم التي تقتبس من الكتب, وأن الكتاب هو وسيلة مساعدة وليس أساسا يرتكز علية بشكل كلي من حيث تمرير المنهج والمعلومات في الصفوف على شرط مصادقة وزارة التربية والتعليم بالإضافة الى مدير المدرسة على هذا القرار.

وأضافت بربارة قدمت دار النشر اعتذارا لما حدث, كما لا يمكن تحميل عبئ لربما وقع عن طريق الخطأ على عاتق الأهالي الذين انفقوا أموالا كثيرة لشراء هذه الكتب المدرسية يجب مراعاة جميع الأطراف وإيجاد حل يخدم الجميع.

واقتراح حل اني قد تم تقديمة لدار النشر للقيام بتوزيع ملصقات لتغطية العبارات التي يجب حظرها والتي لا تناسب الأطفال في هذه المرحلة الانتقالية الهامة, والحل الجذري ان يتم إعادة المصادقة على جميع الكتب التي تعدت الخمسة سنوات وإعادة فحصها مجددا.

وبدءا من الشهر القادم سيتم اتباع القوانين لشكل مشدد ووضع معايير ووثائق التي تم مصادقتها وفق المجمع العربي وظوابط التشكيل وبالإضافة للوثائق المتعلقة بالنحويات القواعد والوثيقة التي سيتم اضافتها هي وثيقة المضامين.

 نصوص تثير دخناً حول مفهوم الخلق

في المقابل بدأت فتنة الكتب تثير الجميع وتفتح أبواب لمراحل دراسة أخرى للبحث عن مسوغات لا تناسب الطلبة حيث كشف بيان واتفاق من المجلس الاسلامي للافتاء بخصوص ما جاء من عبارات موهمة في كتاب اللغة العربية "التكوين" والتي بحسب ما جاء من نصوص التي قد تثير دخناً حول مفهوم الخلق والايجاد في عقيدة المسلمين وغيرهم .

اضافت بربارة في هذا الشأن أن دور المدرسة تزيد الطالب معلومات عن الفرق بين الواقع والخيال وهذا ما تهدف له الكتب والنصوص المكتوبة من أجل تنزير الطالب للعالم الاخر الذي لا يمكنه التعرف عليه الا من خلال التعليم المدرسي

وفي حال تمّ الاختيار نص خيالي ينقتضي البيان للطلاب بأنّ هذا النص اسطورة يونانية خرافية غير علمية وغير حقيقية وإنما هي من باب الخيال كما ذكر المؤلف نفسه .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]