أعلنت أرمينيا وأذربيجان أنّ اشتباكات حدودية واسعة النطاق دارت بين قواتهما فجر الثلاثاء وأسفرت عن مقتل عدد من العسكريين الأذربيجانيين، من دون تحديد حصيلة نهائية.

وقالت وزارة الدفاع الأرمينية في بيان: "فجر الثلاثاء شنّت أذربيجان قصفاً مكثّفاً بالمدفعية وبأسلحة نارية من العيار الثقيل على مواقع عسكرية أرمينية في بلدات غوريس، وسوتك، وجيرموك، واستخدمت أيضاً في الهجوم طائرات بدون طيّار".

في المقابل، اتّهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية القوات الأرمينية بشنّ "أعمال تخريبية واسعة النطاق قرب مقاطعات داشكسان وكلباجار ولاشين الحدودية"، مشيرة إلى أنّ مواقع جيشها "تعرّضت للقصف، ولا سيّما بقذائف الهاون".

كما ادعت الدفاع الأذربيجانية أن القصف الأرميني أسفر عن "خسائر في صفوف العسكريين الأذربيجانيين من دون تحديد عددهم".

وبعد الإعلان عن الاشتباكات، دعت واشنطن الطرفين إلى وقف القتال فوراً، ووصفت المعارك الدائرة بأنها "مقلقة".

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في بيان، إنّ بلاده "قلقة بسبب التطوّرات الراهنة على الحدود بين أذربيجان وأرمينيا، ولا سيّما بعد ورود تقارير عن قصف استهدف بلدات وبنى تحتية مدنية في أرمينيا".

وأضاف: "كما أوضحنا منذ فترة طويلة، لا يمكن أن يكون هناك حلّ عسكري للصراع. نحن نحضّ على إنهاء كلّ الأعمال العدائية العسكرية فوراً".

كذلك، علّق رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي، آدم شيف، على الوضع بالقول إن "أذربيجان هاجمت حدود أرمينيا"، معتبراً الخطوة بأنها "انتهاك صارخ لوقف إطلاق النار وهجوم مباشر على سيادة أرمينيا".

كما دعا شيف إلى وقف جميع المساعدات إلى أذربيجان بشكل فوري ودائم.

من جهة أخرى، أجرى رئيس الوزراءِ الأرميني، نيكول باشينيان، اتصالاً هاتفياً بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لإطلاعه على الأوضاع عند الحدود الأرمينية الأذربيجانية.

كذلك أجرى باشينيان محادثات مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.

وقال باشينيان إنه يأمل في "ردّ مناسب من المجتمع الدولي بينما تتواصل المواجهات على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان"، وفقاً لبيان الحكومة الأرمينية.

يشار إلى أنه خلال الأسبوع الماضي، اتّهمت أرمينيا أذربيجان بقتل أحد عسكرييها في تبادل لإطلاق النار على الحدود بين البلدين.

ويتنازع البلدان، منذ عقود، على السيادة على إقليم ناغورنو كاراباخ، الذي تتهم أذربيجان جارتها أرمينيا باحتلاله، بينما تقول أرمينيا إنّ الإقليم تابع لأراضيها.

ولا تزال القوات الأذربيجانية موجودة في أماكن فرضت سيطرتها عليها، خلال المعارك الأخيرة، وتطالب بتأكيد السيادة عليها وتثبيت وجودها داخل الإقليم.

وكان اتفاق وقف إطلاق النار في ناغورنو كاراباخ دخل حيز التنفيذ، يوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، بعد معارك استمرت نحو شهر ونصف الشهر، وأسفرت عن سيطرة أذربيجان على أجزاء واسعة من الإقليم.

كما نصَّ إعلان وقف إطلاق النار، الذي تمَّ برعاية روسية، على توقف القوات الأرمينية والأذربيجانية عند مواقعها الحالية، وانتشار قوات حفظ السلام الروسية على امتداد خط التماس في ناغورنو كاراباخ، وعند الممر الواصل بين أراضي أرمينيا وكاراباخ.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]