تشغل الوزيرة ميراف كوهن (39 عاما)، من حزب "يش عتيد" والتي تسكن في مدينة القدس، منصب وزيرة المساواة الاجتماعية، في السنتين ونصف الأخيرتين، وبعد تشكيل حكومة التغيير الأخيرة، اخذت على عاتقها الخطة الاقتصادية "تقدم" والتي خُصصت للمجتمع العربي بميزانية 30 مليارد شيكل.

وفي الوزارة التي تترأسها كوهن تتواجد سلطة التطوير الاقتصادي في المجتمع العربي، كما تشغل الوزيرة رئيسة إدارة لجنة الوزراء لتطوير المجتمع العربي والتي من خلالها تم تنفيذ قرار الحكومة الذي يقدر بمليارات الشواكل.

"حزب "يش عتيد" لا يتحرك، ليس لليمين وليس لليسار

وفي حديثها لموقع "بكرا" تطرقت الوزيرة ميراف كوهن لحزبها "يش عتيد" حيث قالت:"حزب "يش عتيد" لا يتحرك، ليس لليمين وليس لليسار، وهذا ما لمسناها خلال تواجدنا في الحكومة، حيث في فترة حكم نتنياهو كان هناك اهمالا كبيرًا، ويتوجب علينا ان نعالج هذا الاهمال بصورة جيدة وعميقة.

"نؤمن بان لكل مواطني الدولة يتوجب ان تكون فرص متكافئة للنجاح، تربية وتعليم جيد، بنية تحتية مدنية، تشغيل، الفجوات كبيرة جدا ويتوجب علينا تقليصها، وهذا ما نفعله ضمن خطة "تقدم".

"الحزب الحاكم "يش عتيد" ورئيس الحكومة، والوزراء يعرفون بان المسؤولية ملقاة عليهم، من اجل الاهتمام بتطوير وازدهار المجتمع العربي من ناحية اقتصادية واجتماعية".

المجتمع الإسرائيلي موجود في مرحلة تغيير، واعتقد ان في السنوات الأخيرة، وعلى خلفية تطرف حزب الليكود، الذي دمج سمورطيتش وبن جفير، وعليه، الأطراف غير المتطرفة فهمت بانه يتوجب العمل سوية. يتواجد الناشط محمد أبو الهيجاء منذ سنتين في حزب يش عتيد" ، وموجود في مركز محترم في قائمة الحزب للانتخابات المقبلة، وانا على ثقة تامة بانه في المستقبل سوف يتقدم اكثر".

خطة تقدم 

وتطرقت الوزيرة للخطة الاقتصادية "تقدم" :" الخطة الخماسية التي طورناها، وبدأنا في الحكومة الأخيرة بتطبيقها، هي خطة تاريخية وضخمة بميزانية اكثر من 30 مليار شيكل، الى جانب هذه الخطة، صادقت الحكومة على خطة خماسية لمكافحة العنف والجريمة، وذلك بقيادة مكتب رئيس الحكومة ومكتب الامن الداخلي، واظن هاتين الخطتين تكمل احدهما الأخرى.

"من اجل احداث تغيير، يتوجب علينا معالجة العنف بصورة جذرية، ولكن هذا لا يمكن معالجته عن طريق الشرطة والمحاكم، من الضروري توفير الامن والأمان للجيل الصاعد، مستقبل التربية والتعليم، ثقافة وأماكن عمل ذوي جودة عالية، من لا يوجد لديه امل يتدهور بسهولة نحو الجريمة، وهذه الدائرة يتوجب علينا اغلاقها".

وأضافت: "منذ إقرار الميزانيات، والتي تم تطبيقها في النصف سنة الأولى من عام 2022 ، تم تحويل 2 مليارد شيكل للمجتمع العربي ، ربما هذا ليس بالكثير، من مجمل الميزانية التي تقدر ب30 مليار شيكل، ولكن يجب ان نتفهم بان تطبيق الأمور التي يتم المصادقة عليها يستغرق زمن طويل".

"البيروقراطية الحكومية تجعل الأمور تسير ببطيء في البداية، ولكن في اللحظة التي يبدأ بها التطبيق، وهذا ما فعلناه في الأشهر الأخيرة، الوتيرة ترتفع وسوف نشاهد النتائج في الحقل، انا على ثقة اذا نجحنا بالاستمرار بهذه الخطة ، اذا بقينا في الحكم، الجميع سيرى في السنوات القريبة مشاريع في الحقل، وسوف نشعر بالتغيير في كل بلدة وبلدة".

"التغيير الجذري الذي سيحدث في هذه الخطة يتمحور في طريقة تقسيم الموارد وبايجاد حلول للمشاكل التي كانت، وليس فقط في المبالغ المالية، وعلى سبيل المثال:_ تعليم اللغة العبرية في المدارس العربية، وإزالة العوائق من اجل دعم المؤسسات التربوية في المجتمع العربي".

واسهبت:" من الجدير ذكره حتى يومنا هذا 40% من العرب تحت خط الفقر ، نسبة تشغيل النساء هي 40% مقارنة لـ 80% في المجتمع اليهودي، لا أرى أي بديل اخر، نتياهو صرح:" بان بلا العرب واليهود المتدينين وضعنا يكون افضل" ، ولكن نحن نقول بانه يتوجب علينا، وبشكل سريع، تنظيف الظواهر السيئة من المجتمع العربي والتي بسببها وصل المجتمع العربي الى هذا الوضع الاقتصادي غير المحتمل والذي لا يستوعبه العقل".

إنجازات

وتحدثت كوهن عن النجاحات التي تم تحقيقاها :" وضعنا نصب اعيننا اهداف في مجال التشغيل بالمجتمع العربي ، بان تصل نسبة النساء الى 46.3%، ونسبة الرجال الى 75.8% وحسب هذا بدأنا بالتخطيط للوصول الى هذا الهدف، في فترة الكورونا وصلت نسبة تشغيل الرجال الى 60%، وهذا الوضع بدانا نلمسه قبل الكورونا ، لدى النساء نسبة التشغيل تضاعفت في العقد الأخير، ولكن وقتها حصل تجميد حول الـ38% ، ولكن الان ممكن ان اصرح لك بان نسبة التشغيل لدى الرجال ارتفعت في النصف سنة الأخيرة، ولدى النساء نلمس أمور إيجابية جيدة.

ومن انجازاتنا الإضافية تحويل الحضانات الى وزارة التربية والتعليم، مسار تشغيل عن طريق وزارة الاقتصاد، والذي يحث أصحاب العمل على استيعاب عمال من الطبقة المهملة، وبالمقابل يحصل صاحب العمل على هبة من الدولة ، واضف الى ذلك خصصنا ميزانية بقيمة 20 مليون شيكل لشرك الهايتك من اجل استيعاب موظفين من المجتمع العربي ، والذي يتضمن تأهيل وتطبيق.

اضف الى ذلك تخصيص ميزانية بقيمة 150 مليون شيكل لمراكز التشغيل "ريان" ، تأهيل مهني ، تخصيص قسائم للتأهيل المهني من اجل الاندماج في أماكن عمل جيدة، بميزانية تقدر ب40 مليون شيكل.

منح تعليمية لطلاب المجتمع العربي الذين يتعلمون في الكليات التكنولوجية ، حتى لا يتركون مقاعد الدراسة للقب هندسي او تقني
تعليم اللغة العبرية للبالغين في سوق العمل فتحنا دورات تعليم اللغة العبرية للبالغين من المجتمع العربي لكي يندمجوا بشكل جيد في سوق العمل.
و سيتم الإعلان عن خطة التي تسمى "كولكتيف ايمبكت" وهي مبادرة من قبل وزارة المساواة الاجتماعية، وهدفها تشجيع التنوع بالعمل في الشرك بالقطاع العام ، وهذا ليس الكل، بل هنالك خطط وبرامج في مرحلة التخطيط واخرى في مرحلة التنفيذ".

هل باشرتم بتوزيع الميزانيات على السلطات المحلية العربية؟؟

الوزيرة :" كل مرحلة في الخطة الخماسية تدار وفقاً للمجال الموجودة به ، هنالك العشرات من المجالات في الخطة الخماسية، ، والتقدم في كل مجال هو حسب برنامج العمل، على سبيل المثال، في مجال البيئة تم تخصيص ميزانيات لإزالة النفايات وإقامة مجمعات في كل المناطق.

في مجال التربية والتعليم، تم تخصيص ميزانيات لبناء مؤسسات تربوية، في مجال الإسكان، بدانا في تنفيذ مخطط مفصل ، خصصنا مشروع بمليارد شيكل في مجال الشوارع وهو في مرحلة التنفيذ، العشرات من المشاريع خرجوا الى حيز التنفيذ.

ونذّكر ان قسم من هذه المشاريع يتم تنفيذها عن طريق شركات حكومية وليس عن طريق السلطات المحلية ، نحن في بداية السنة الأولى من الخطة والتي هي من الطبيعي ان تكون في المراحل الأولى، مبادرات، مناقصات جزء منها تم نشرها ، ميزانيات للاسكان للتربية والرياضة وللتعليم".

البرامج المستقبلية.. إزالة الحواجز

اما بالنسبة للبرامج المستقبلية التي تخص المجتمع العربي قالت الوزيرة في حديثها لموقع "بكرا":" ننوي الاستثمار كثيرا في المجتمع العربي، وهذا بالنسبة لنا واجب قومي من الدرجة الأولى، والخطة الخماسية تشهد على ذلك، وفي طبيعة الامر الخطة الخماسية جاءت بتفاصيل كاملة حول تخطيط الحكومة المستقبلي في الخمس سنوات القادمة، هذا بالطبع الى جانب برامج أخرى بمواضيع معينة ( مثل الخطة لمكافحة العنف والجريمة، والخطة المعدة للمجتمع البدوي في الجنوب) ، بالأساس جهودنا هي ان نستمر بإزالة الحواجز،.اضافة لذلك تقول الوزيرة:" بدأنا ونحن مستمرون في اكمال العمل بما يتعلق بالمدن المختلطة، أيضا هنا نعمل على إزالة العوائق ، في موضوع الإسكان، وفي عدة مواضيع أخرى التي بها فجوات كبيرة مقارنة بالمجتمع اليهودي .

الى جانب ذلك، أرى أهمية كبيرة بالتركيز على المواطن، في نهاية كل يوم المواطن البسيط يريد ان يشعر بالتغيير، ان يتعرف على حقوقه، وان يعرف كيف يمكن الحصول عليها، لكي يتمتع بها، وهذا موضوع مهم جدا سوف نشدد عليه من خلال برامجنا، حتى نتأكد بان جميع برامجنا تحولت الى واقع ، ونعمل أيضا على توفير هذه المعلومات للفرد بشكل شخصي، نوفر له عنوان يمكن ان التوجه اليه لتلقي الأجوبة عن كل البرامج التي نقوم بها وعلى كل ما هو يستحقه.

صوت المواطنين العرب في الانتخابات المقبلة هو الذي سيحدد أي حكومة سوف تتشكل

واختتمت الوزيرة :" صوت المواطنين العرب في الانتخابات المقبلة هو الذي سيحدد أي حكومة سوف تتشكل، وفقط حكومة التغيير هي التي تجيب على احتياجات الجمهور العربي، نتنياهو يطالب بإلغاء عشرات المليارات التي خصصت للمجتمع العربي، وهذا حسب رايي يعتبر هدم ما بدأنا به في السنة الأخيرة، وسوف يعيد المجتمع العربي الى الوراء .

صوت احمد من ام الفحم مساوي لصوت يوأف من حيفا

"لدينا طريق طويلة للوصول الى مساواة تامة بين المواطنين العرب واليهود، ولكن اذكركم بوجود مساواة تامة في الدولة وهي تتمثل بان صوت احمد من ام الفحم مساوي لصوت يوأف من حيفا، في هذه الانتخابات يستطيع الصوت العربي ان يحدد هوية الحكومة القادمة ، والأمور واضحة، فقط حكومة التغيير هي التي ستهتم باحتياجات المجتمع العربي. الديمقراطية الحقيقية تتمثل بإشراك الأقليات، ونحن ديموقراطيين، ولذلك في الحكومة التي سوف نشكلها وحسب مبادئنا ، ممثلو الجمهور العربي مدعوون بان يكون لهم دور أساسي.

نحن نفتخر بكوننا ديمقراطيين، لذلك أقول بان الحكومة القادمة يتوجب عليها ان تمثل عدد اكثر من المواطنين وتحسن حياتنا جميعاً".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]