استطلع موقع "بـُكرا" آراء المواطنين العرب بخصوص أهمية التصويت لانتخابات الكنيست، ومشاركتهم فيها، إذ دخلت "إسرائيل" في دوامة الانتخابات، منذ عام 2018 والتي قد لا تنتهي في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، بل على الأرجح ستتلوها انتخابات سادسة، الأمر الذي سينعكس على البيئة الإسرائيلية، داخلياً وخارجياً.

يشهد المجتمع العربي حالة من الترددّ والبؤس فيما يتعلق بوضعه المستقبلي والتأثير من خلال الكنيست، بناء على ذلك قرر موقع بكرا البحث سؤال بعض النشطاء من القوائم العربية المختلفة عن رأيهم في أهمية التصويت للأحزاب العربية.

وتكون هذه الانتخابات هي الخامسة منذ أربع سنوات إذ لم ينجح أي من المعسكرين في البلاد (يمين/يسار) في تشكيل حكومة سوية.

علق رازي نصار، 20 عامًا، عضو في قائمة الجبهة للسلام والمساواة عن أهمية التصويت للأحزاب العربية " أرى بأنه من الهام الإبتعاد عن المناكفات بين ناشطي الأحزاب، والتركيز على رفع نسبة التصويت في المجتمع العربي، والإبتعاد هذا عن المناكفات، لا يجب أن يمنع النفاش الموضوعي حول برامج القوائم المترشحة، سأصوّت لقائمة الجبهة والعربية للتغيير، لعقلانيّة ومثابرة برنامجها الإنتخابي في آن، الذي يجمع ما بين القومي واليومي"

بينما نوّه حسين حلاج، 22 عامًا، من سخنين "اولًا من المهم الاشارة ان العمل البرلماني هو ليس الملاذ الوحيد لنضال شعبنا الفلسطيني، ولكنه ايضًا مهم، إذ في ظل وجودنا في اكثر بقعة سياسية معقدة في العالم علينا التفكير والتنظم بكل الوسائل المتاحة ولكن ليس بكل ثمن".

وأضاف:"وجودنا البرلماني مهم لاجتثاث ما يمكننا من حقوق وخدمات بالتوازي مع نضالنا الميداني في الشارع، اذ اثبت لنا التاريخ انه بامكاننا التأثير بكرامة في الكنيست، من دون التغلغل بالعقلية الاسرائيلية ومن دون وضع ارجلنا بالحائط والاعتراض على الوسائل المتاحة".

وشددّ"نؤثر كما اثرنا على صعيد القوانين المدنية ونفعلها بكرامة من دون اجتياز خطوطنا العريضة والتعدي على مبادئنا الوطنية".

أما بالنسبة لأليسار حبيب الله من عين ماهل عضو في قائمة الجبهة للسلام والمساواة:"حين ننظر للتاريخ، الذي يُكتب اليوم أو الذي كُتب البارحة، نرى أن الفاشية تستخدم البرلمان لكي تسيطر على النظام الحاكم. ومن هنا، علينا أن نعي أهمية محاربة الفاشية الاسرائيلية أيضا من خلال الكنيست. إن العيش تحت استعمار واحتلال هو أمر صعب ومظلم ولهذا بالذات علينا التمسك بأي منبر يقرّبنا حتى لو شبر من تحقيق حقوق شعبنا العربي الفلسطيني.

وأخص بالذكر:"الجبهة وتحالفها مع العربية بالتغيير. حيث نجح نواب القائمة بتحقيق إنجازات هامة جدا لنا، من قوانين مناهضة للعنصرية والذكورية ومن ميزانيات وخدمات لشعبنا في القطاعات العديدة كالصحة والتعليم".

وعقب:"أحلم بتغيير واقعي وصنع واقع افضل للأجيال القادمة بعدي وهذا يتم عبر صوتٍ يؤثر بكرامة، أي عبر التصويت لقائمة الجبهة والعربية للتغيير- وم"

كان رأي روى نصار من عرابة مشابهً لما قاله رفاقها في الجبهة إذ شددت:"الكنيست ليست قمة الاحلام ولكننا ندرك أننّا لا نملك ترف التنازل عن اي ساحة من ساحات النَضال، تحدّي هذه المرحلة هو وعي الجيل القادم، وعلينا ان نَعي أن في هذا الوقت خصوصًا لا مكان للحياد".
وعلقت:"سيكون صوتي للجبهة والعربيّة للتغيير، صوتي لجبهتي النشيطة بين شعبنا طيلة ايّام السنة دون كللٍ أو ملل. صوتي للقائمة الّتي حصّلت وستحصّل حقوقي بكرامة دون القبول بفتات، صوتي للقائمة التي تقف بوجه مؤسسة وعقليّة الاحتلال بكل ثبات. القائمة الّتي تعمل على قضايانا الاجتماعية، وتحافظ على مكانتنا السّياسية".

وفي حديث مع رزق سليمان عضور في قائمة التجمع الوطني الديمقراطي قال"أهمّية التجمع، بالأخص أمام مشهد سياسيّ مترهّل كالذي نحن فيه، تكمن في تبنّي التجمّع لخطاب سياسيّ يرفض ربط حقوقنا المدنيّة والقوميّة كفلسطينيين عرب بتنازلات سياسيّة وبشرعنة مباشرة أو غير مباشرة لبعض التيارات والوجوه الصّهيونية. فشأن بينيت، الذي وصفنا في إحدى مقابلاته بالقرود، كشأن سموتريتش، وشأن ليبرمان الّذي نادى مرارًا بنكبة جديدة تقلعنا من أرضنا كشأن بن غفير، وشأن لبيد الذي أثبت أنّ تعطّشه للقمع والقصف والدّمار لا يقل عن تعطّش سابقيه - كشأن نتنياهو، وكل ما يُروّج له دون ذلك ليس صادقًا".

وذكر أن برأيه:"التجمّع هو الوحيد الذي يراجع الأخطاء ويلتزم بعدم تكرارها، وهو الوحيد الّذي يشخّص ويُبرز التناقض العميق بين يهوديّة الدّولة وبين تعريفها كديمقراطية - ويفهم على هذا الأساس أنّ على كلّ مسارٍ لغدٍ أفضل، على صعيد الحقوق المدنية أو القوميّة، أن يأخذ هذا التوجّه بكل جدّيّة"

وأردف مضيفًا:"التجمّع لا يصل الكنيست لبيع الأوهام ولتشويه الخطاب السّياسي، بل يذهب ليفعل كلّ شيء من أجل الحصول على ما يمكن الحصول عليه بعيدًا عن التنازلات السياسية والوطنية. على هذا الأساس، يرى التجمّع بنشاطه البرلماني كحجر واحد فقط في مبنًى نضاليّ عماده الشّارع والمؤسسات والإنسان".

أما بالنسبة للناشطة سالين اسماعيل من قائمة العربية للتغيير بقيادة الدكتور أحمد الطيبي فهي تعتقد انه من المهم التصويت للانتخابات لأن:" بدايةً عليّ التذكير أنّه ومن المهم التصويت في هذه الانتخابات، والعمل على رفع نسبة التصويت، علينا أن نعي أهميّة التصويت للاحزاب العربيّة، وأن نعي أهميّة هذا الحق، علينا ان نرفع صوتنا عاليًا، صوتنا له قيمة تعادل قيمة الصوت اليهودي، ولهذا لا يجب أن نتنازل عن هذا الحق بينما المجتمع اليهودي يهرع لاستغلاله".

وأسهبت:"نرى بشكل واضح أنّ المؤسسة الاسرائيلية تريد ان تفصل بين القيادة السياسيّة والاحزاب وبين الناس، وعلينا أن لا ننصاع لهذه المحاولة، فالاحزاب من الناس ومن الشعب، ونحن في ذات السفينة، نواجه عدوًا واحدًا وهو سياسات العنصريّة والاقصاء والتهميش اجتماعيًا وسياسيًا واقتصاديًا".

وتابعت :"كما وأن النوّاب في القوائم العربيّة هم الانشط عملًا في البرلمان، لا يكلّون ولا يملّون، ويساعدون بكلّ اداة متاحة، برلمانيًا وميدانيًا، وهذا كلام موضوعي لا عاطفةَ فيه، ويمكنني توثيق كلامي بابحاث من عدّة مصادر كمنظمة شاكوف وغيرها، واخصّ هنا بالذكر نوّاب قائمة الجبهة والتغيير والّذي تصدروا ال١٢٠ نائب في الكنيست بالنشاط البرلماني".

وذكرت:"نعم الكنيست لا يمكن أن تحل كلّ قضايانا، لكنها ساحة نضالية أساسية للتأثير على السياسات الّتي نواجهها والخطط الحكوميّة، فبحسب رأيي الشخصي نعم نحن نريد التأثير، لكن ليس بأي ثمن، نحن نريد التأثير بكرامة، ومن هنا ادعو للتصويت للقوائم العربية عامةً وقائمة الجبهة والعربيّة للتغيير خاصةً"

واختتمت:"نعم اللوم شرعي، والعتب شرعي على الاحزاب العربية، والوحدة مطلوبة، لكن ايضًا هذه التعددية الّي تمثّلت بثلاثة قوائم عربية أقرب للواقع، وتعكس التعددية المجتمعية لابناء شعبنا ،(والّتي ليست بالضرورة شيء سلبي بل على العكس ايجابي وجميل)، اخرجوا للتصويت، واتركوا عتبنا ولومنا جانبًا قليلًا، فهنالك ما هو اهم، قضايانا أهم".

أما بالنسبة لأمجد ميعاري من قائمة العربية قال:"باتت الانتخابات قريبة جدٍّا، ولكلّ منّا انتماء وشعار، وحملات الاحزاب سوف تكثر طيلة هذه الفترة بهدف عرض برنامجها السياسيّ والوطني في سبيل خدمة ابناء شعبنا، والمنافسة واجبة وموجودة في كلّ مكان، لكن يجب عليها ان تكرن منافسة نزيهة وايجابيّة دون مناكفات بين الاحزاب وناشطيها لانّها ستشكّل ضررًا اكثر من الفائدة على الاحزاب المتنافسة، وواجبنا تقويتها وتقوية الناخب العربي تلى التصويت والذهاب لممارسة حقّه في صناديق الاقتراع".

وتابع:"ولذلك نناشد الجميع واخصّ بالذكر الشباب والشابات برفع نسبة التصويت والعمل من خلال حملة انتخابية ايجابية تملأها روح المنافسة النزيهة والّتي تصب في مصلحة شعبنا ومجتمعنا العربي" .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]