دعت  لجنة الوفاق الوطني  للمشاركة بالانتخابات والتصويت الفاعل.

وقالت في بيان عممته، اليوم الخميس:

آن الأوان لتغليب صوت المسؤولية والتآلف نحو تحقيق الأهداف الجماعية وإيقاف التدهور نحو الهاوية
أبناء شعبنا الأكارم وكل المخلصين من أبنائه العاملين على تثبيت وحدته وثوابته وترسيخ صموده في أرضه
نحييكم أينما تواجدتم بكل الخير !
إدراكاً من لجنة الوفاق الوطني بأن جماهير شعبنا تقف هذه الأيام على مفترق طرق مصيري وبأن كل الخيارات الواقفة أمامها خيارات صعبة وقاسية ، وعلى الرغم من تفهمها لمشاعر خيبة الأمل العميقة لكافة شرائح شعبنا من عدم توصل الأحزاب والأطر الفاعلة إلى تشكيل قائمة تآلفية واسعة وعريضة ، إلا أنها وإزاء التحديات الجسام التي نحن بصددها ، تدعو أبناء شعبنا ممارسة حق التصويت والاقتراع للأحزاب والقوائم التي يرونها مناسبة للمضي قدما نحو تحقيق مطالب وأماني جماهيرنا العادلة بالعدل والمساواة التامة والسعي نحو حل عادل ومنصف للقضية الفلسطينية .
لقد حقق المجتمع العربي مع تشكيل القائمة المشتركة عام 2015 إنجازاً سياسياً غير مسبوق جاء تعبيراً وتجسيداً لإرادة السواد الأعظم من الجماهير العربية الراغبة بإطار وحدوي يكون قادراً على مواجهة التحديات الجسام والهجمة الشرسة المستهدفة لوجود وحقوق وأمنيات أبناء شعبنا في هذه الديار. ونحن إذ نعتز بما بذلناه من جهود لتحقيق هذا الإنجاز ،إلا أننا ، كسائر أبناء شعبنا ، نعبر عن بالغ أسفنا وعظيم ألمنا من تراجعه واضمحلاله وتشرذمه .
كان من المفروض أن تتشكل المضامين الوحدوية لهذا الإطار بشكل تراكمي تصاعدي ، تذوب من خلاله الخلافات والتشنجات ، وتحترم في إطارها الاختلافات التي لا تتناقض مع روح الوحدة ، وينمو فيه التنسيق بين المكونات المختلفة ويتطور الخطاب الجمعي الواحد الذي لا يترك مجالا للفئوية والفصائلية البغيضة أن تطغى بدلاً من التناغم والعمل المشترك الدؤوب في خدمة المواطنين الذين هبوا ومدوا يد العون والدعم بكل ما أوتوا من قوة لدعم هذا المشروع الوطني الرائد . حيث قامت المشتركة على أساس تأكيد المشترك ، وهو كثير ، واحترام المختلف عليه والذي يطفو على السطح بين الفينة والأخرى وهو قليل .
ومضت الفترة ولم تتحقق الكثير من الأهداف بدعوى الضغوطات والتحديات الخارجية وضرورة أخذ الوقت اللازم لترسيخ ثقافة التناغم والتنسيق رغم الاختلاف وتغليب المشترك على المختلف عليه . ثم جاءت ضربات شق المشتركة مرتين لنصل إلى الحالة التي نحن عليها اليوم . ونحن اذا نتفهم الغضب الجماهيري العارم لعدم تغليب الوحدة على الانشقاق والتشرذم ، إلا أننا لا نرى الظروف مواتية لعقاب مشروعنا الوطني وآمال صمودنا في أرضنا ووطننا الذي لا وطن لنا سواه ، من خلال عملية الغياب وعدم استغلال الحق الشرعي الأساسي للعمل على التأثير وتغيير الظروف للأحسن . وبما أننا نقف على بعد واحد من الأحزاب فإننا لا نوجه لقائمة أو حزب دون غيره ، بل ندعو ونهيب بأبناء شعبنا للخروج لاستغلال حق التصويت من خلال لإحدى القوائم الثلاث المطروحة على الساحة السياسية العربية .
قلنا إن كافة الخيارات والبدائل صعبة ومرة وقاسية، ولكن بديل سيطرة تيار اليمين المتزمت الذي يقف على رأسه بنيامين نتنياهو هو أكثرها قتامة ومرارة وإقلاقاً . فقد أثبتت الحملة المكثفة التي يركز بنيامين نتنياهو ورموز حزبه ومن لف لفهم وذهب في جريرتهم، أن الاستهداف أولاً لوحدة أبناء شعبنا وقدرتهم على التكاتف والصمود في وجه المخططات المستهدفة لكينونة وجودهم .
لقد كان لنتنياهو وللتيار الذي يمثله طموح بثورة عارمة تقوض أركان الدمقراطية وتهمش معاني وجودنا في أرضنا من خلال قانون القومية وتمنع حل الدولتين من خلال المضي قدما بتوسيع المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية والسعي للضم وتمرير ما سمي بصفقة القرن على حساب الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده . وقد كانت معاني الوحدة التي تجسدت من خلال القائمة المشتركة بكافة مركباتها ، بمثابة عقبة كأداء منعت نتنياهو واليمين الصرف من تحقيق تلك المشاريع رغم الدعم الكامل وغير المسبوق من إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب .
وعلى كل ما تقدم ، تدعو لجنة الوفاق أبناء شعبنا إلى نبذ المزايدات والتراشقات الكلامية والفئوية وجلد الذات ، والخروج إلى التصويت بهدف منع اليمين الإسرائيلي المتطرف من تحقيق مآربه وتنفيذ ترانسفير سياسي بحقنا قبل ترحيلنا الكامل الذي عبر عنه بشكل واضح بعض رموز أحزاب هذا التيار . فالتكاثف والتعاضد ، قبل الانتخابات وبعدها ، أمر مهم وضروري ويد واحدة لا تصفق ، وعلى الكل أن يمارس تأثيره من مكانه وموقعه . والله الموفق دائماً وأبداً .
لجنة الوفاق الوطني
الناصرة - 2022 .10 .20

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]