ترجع فكرة حضور «الجزيرة» في المطبخ إلى أواخر القرن التاسع عشر، حينما كانت تستغلّ منضدة خشبية أمام الموقد لتحضير المخبوزات والعجن. ومع ابتداع المعماري فرانك لويد رايت فكرة المطبخ الأميركي المفتوح، في ثلاثينيّات القرن الماضي، تطوّرت الفكرة شيئاً فشيئاً، ليشتمل أسفل المنضدة على وحدات التخزين، ولتتخذ «الجزيرة» مكاناً لها وسط المطبخ، وذلك في ستينيات الفرن الماضي مع عرض برنامج طبخ تلفزيوني، فتغيرت تصورات الناس عن المطبخ بشكل كامل حيث أصبح بالإمكان طهي الطعام أيضاً في «الجزيرة».

مزايا «الكاونتر» الوظيفية والجماليّة

في الألفية الجديدة، أصبح حضور «الجزيرة» وسط المطبخ شائعاً، خصوصاً أن القطعة المذكورة تقدّم مزايا وظيفية وجماليّة عدة، مثل:

طهي الطعام؛ في هذه الحالة حضور «الجزيرة» يسمح لأفراد العائلة بالتحلّق حولها، والتفاعل مع الطاهي(ة)، ومشاركته الحديث، كما مساعدته.
تناول الطعام؛ خصوصاً مع جعل سطح «الكاونتر» يمتد في أحد الأضلاع (أو في ضلعين على هيئة حرف L)، وترتيب الكراسي المرتفعة (من دون ظهور). وإذا كانت المساحة المتاحة للـ «كاونتر» مقبولة، يمتدّ الأخير ويشتمل على كراس مزوّدة بالظهور، على أن تكون الطاولة متعامدة مع الجزيرة لتشكل حرف T أو L، وتمثّل فاصلاً بين المطبخ ومنطقة المعيشة. أضف إلى ذلك، في المطبخ الحديث والفسيح، تقضي العائلة وقتاً أطول، خصوصاً مع تصميم صوفا على أحد أضلاع «الجزيرة»، مع طاولة طعام منفصلة ومقاعد مزوّدة بالمساند الخلفيّة.
رفع كفاءة مثلّث الحركة؛ وهذا الأخير عبارة عن مثلّث وهمي يمثل مسار الحركة المباشرة بين عناصر المطبخ الرئيسة الثلاثة (حوض الغسيل وفرن الغاز والثلاجة)، حيث من الممكن استغلال «الجزيرة» حتّى يضمّ تصميمها حوض الجلي أو فرن الغاز.
جاذبيّة الشكل؛ خصوصاً مع تحميل «الجزيرة» بالإكسسوارات.

شروط في التصميم

تتخذ «الجزيرة» هيئة مربّعة أو مستطيلة، حسب المساحة المتاحة لها.
تتوافر الإضاءة فوق «الجزيرة»، على أن تتناسب الإضاءة مع طراز المطبخ.
يجب إيداع ممر لا يقلّ عن 120 سنتيمتراً بين «الجزيرة» والجهة التي تتمركز الأدوات المطبخيّة عليها، ما يسمح لشخصين باستخدام المطبخ والحركة فيه بسهولة وأمان. ترتفع المساحة الفاصلة المذكورة لتصبح 160 سنتيمتراً، في حال وجود مقاعد في هذا الضلع من «الجزيرة». في العموم، على التصميم ألا يعيق الحركة في المطبخ.
قد يدمج حوض الجلي بـ «الجزيرة»، سواء كان الحوض رئيساً أو ثانويّاً في المطبخ. في الحالتين، من المهم تأسيس مصدر للماء والتصريف. أمّا في حالة الرغبة باستخدام «الجزيرة» في الطهي، يجب التأسيس لمقبس كهربائي، مع ضرورة تركيب وحدة للشفط أعلى الجزيرة.
تتخذ «الجزيرة» مكاناً لها وسط المطبخ البالغ طوله خمسة أمتار وعرضه خمسة أمتار له فأكبر، أمّا اذا كانت مساحة المطبخ المغلق أقل من ذلك (4 أمتار × 4 أمتار)، فيختصر التصميم الخاصّ بـ «الجزيرة»، ليضمّ وحدات التخزين صغيرة الحجم (أو طاولة الطعام).
إذا كان المطبخ مفتوحاً على منطقة الجلوس، ويقل عرض الركن الأول عن أربعة أمتار، يتخذ تصميم «الجزيرة» عندئذ الشكل الآتي: يُثبّت أحد الأضلاع على الجدار أو يمثّل امتداداً لإحدى واجهات المطبخ الثلاث مع سحب «كاونتر» منها باتجاه منطقة الجلوس أو يصمّم المطبخ على هيئة 
في المطبخ الحديث، تُصمّم «الجزيرة» التي تتوسّطه من الخامة المستخدمة في الأعمال، لكن مع اختيار لون مغاير لها، أو هي تصنع من خامة مغايرة، ما يميّز هذه القطعة، ويجعل منها نقطة محوريّة. في هذا الإطار، يتفنّن المصمّمون في الاشتغال في الرخام، وجعل الخامة الفخمة المذكورة تحلّ على سطح «الجزيرة» وجانبيها، لتظهر «الجزيرة» كتلة رخامية جاذبة. قد يستخدم المصمّمون «البورسلان» الذي يحاكي الرخام المزوّد بالعروق والكونكريت أو الخشب أو «الكوارتز» لسطح «الجزيرة»، بالمطبخ الحديث، مع إضافة الإنارة المخفية لإبراز معالم التصميم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]