قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية يوم السبت، إنه في حال فوز ريشي سوناك في انتخابات "حزب المحافظين" الأسبوع المقبل، وذلك بعد استقالة رئيس الوزراء ليز تراس، فسيكون أول رئيس وزراء بريطاني تزيد ثروته على ثروة الملك.

ولفتت الصحيفة إلى أن ثروة سوناك وزوجته اكشاتا مورتي تقدر بنحو 730 مليون جنيه إسترليني ما يُعادل 825 مليون دولار، أي ما يقرب من ضعف ثروة الملك تشارلز الثالث وزوجته كاميلا، والمقدرة بـ350 مليون جنيه ما يُعادل 395 مليون دولار.

وبينت أنه "إذا أصبح سوناك رئيسًا للوزراء، فستكون هذه هي المرة الأولى في التاريخ، التي سيكون فيها شاغل 10 داونينغ ستريت (مقر رئاسة الوزراء) أكثر ثراءً من الملك في قصر باكينغهام، وفي وقت يعاني فيه ملايين البريطانيين من أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة".

وأشارت الصحيفة إلى أن سوناك، الذي أصبح في وقت سابق من العام الجاري أول سياسي في خط المواجهة، يتم إدراجه على الإطلاق في قائمة أثرياء المملكة المتحدة، ينافس الملك تشارلز أيضًا من حيث عدد المساكن الرسمية".

محفظة عقارات

وكشفت الصحيفة أن سوناك، الذي شغل منصب وزير الخزانة سابقًا ويتنافس مع رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون والنائبة بيني مورداونت على منصب زعيم حزب المحافظين ورئيس الوزراء، يمتلك محفظة من 4 عقارات كبيرة منتشرة في جميع أنحاء العالم، وتقدر قيمتها بأكثر من 15 مليون جنيه ما يُعادل 17 مليون دولار.

وأضافت أن سوناك وزوجته وابنتيه كريشنا وأنوشكا يقضون معظم أيام الأسبوع في منزلهم المكون من 5 غرف نوم في ضاحية "كنسينغتون" غرب لندن، والذي يقدره وكلاء العقارات بأكثر من 7 ملايين جنيه ما يُعادل 8 ملايين دولار.

ووفقا لصحيفة، فان ثروة سوناك يأتي معظمها من زوجته، وهي ابنة ملياردير هندي، وكانت محل نقاش في الفترة الأخيرة، ومن المرجح أن يتكرر النقاش مرة أخرى الأسبوع المقبل.

وفي تصريحات صحفية مؤخرًا، قال سوناك إنه جنى الكثير من أمواله من بنك الاستثمار الأمريكي "جولدمان ساكس"، وصناديق تحوط عالمية، وأنه لا يخشى الإجابة على الأسئلة المتعلقة بثروته في أي وقت.

وتولّى سوناك وزارة الخزانة خلال فترة جونسون، وكان المنافس الرئيسي لخلافته، إلا أنه خسر أمام تراس خلال جلسة انتخابات سريعة لحزب المحافظين أوائل الشهر الماضي.

أول رئيس وزراء آسيوي

ومنذُ أن تولى أول رئيس وزراء بريطاني منصبه في عام 1721، شغل هذا المنصب إجمالاً 55 شخصًا جاؤوا من مجموعة متنوعة من الخلفيات والمعتقدات السياسية، لكن كان لديهم جميعًا شيء واحد مشترك على الأقل وهو أنهم كانوا من البيض.

وفي تقرير مصور قال تلفزيون "بي بي سي" البريطاني، إن سوناك، المليونير البالغ من العمر 42 عامًا، هو واحد من المرشحين النهائيين لمنصب رئيس الوزراء.

وفي بلد يبلغ تعداد سكانه نحو 65 مليون نسمة 87% من البيض، يشكل الآسيويون أكبر أقلية بنسبة 7% وتعود جذور معظمها إلى الهند وباكستان وبنغلاديش، وكلها كانت جزءًا من الإمبراطورية البريطانية حتى الاستقلال في عام 1947.

وواجه المهاجرون الأوائل قوانين حظر العمل وأشكالا أخرى من التمييز، إلا أن الوضع تحسن بمرور الوقت، وأصبح المنحدرون من أصل آسيوي، خاصة الهنود من أكثر المجموعات العرقية نجاحًا اقتصاديًا في البلاد.

وفي تصريح صحفي سابق، قال سوندر كاتوالا، مدير "بريتش فيوتشر"، وهي مؤسسة فكرية بريطانية تدرس المشاعر حول الهجرة والهوية والعرق: "من المدهش أن نرى هنديًا بريطانيًا يحاول الحصول على مثل هذا المنصب الرفيع".

ونشأ سوناك في مدينة "ساوثهامبتون" الساحلية جنوب إنجلترا بينما وُلِد والداه في شرق أفريقيا، التي أصبحت موطنًا لعدد كبير من السكان من أصل هندي خلال الحكم الاستعماري البريطاني، وهاجروا إلى بريطانيا منذ أكثر من 60 عامًا.

وكان والده طبيبًا في حين كانت والدته تدير صيدلية محلية، وهي وظائف منحتهما القدرة على إرسال سوناك إلى إحدى أفضل المدارس الداخلية في بريطانيا وهي كلية "وينشستر"، قبل أن يلتحق بجامعة "أكسفورد" ويحصل على ماجستير إدارة أعمال.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]