ناشد الرئيس البرازيلي المنتهية ولايته جايير بولسونارو، أمس الأربعاء، المشاركين في الاحتجاجات ضد خسارته الانتخابات الرئاسية "فتح الطرق" والتظاهر في أماكن أخرى، فيما كان أنصاره يضغطون من أجل تدخل الجيش لإبقائه في السلطة.

وتوجّه بولسونارو إلى المحتجين بالقول "افتحوا الطرق"، مشيراً إلى أنّ هذا الحصار "لا يبدو لي أنّه جزء من التظاهرات المشروعة"، مضيفاً أنّ "التظاهرات الأخرى التي تجري في الساحات في جميع أنحاء البرازيل (...) جزءٌ من اللعبة الديمقراطية ومرحبٌ بها".


وكان أنصار الزعيم اليميني المتطرف قد واصلوا إغلاق الطرق أمس، في أكثر من نصف ولايات البرازيل، كذلك تظاهروا أمام مقر القيادة العسكرية في ساو باولو وبرازيليا وريو دي جانيرو، داعين إلى تدخل الجيش.

وكان بولسونارو قد كسر صمته الذي دام يومين، قائلاً إنّه "سيحترم" الدستور، معطياً الضوء الأخضر لانتقال السلطة إلى خليفته اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

وفي ساو باولو، تظاهر الآلاف من أنصاره، منتصف نهار يوم أمس، أمام مقر القيادة العسكرية الجنوبية الشرقية، مطالبين بتدخل الجيش بهتافات مثل "تدخل فدرالي على الفور"، فيما هتف بعضهم "مقاومة مدنية".

وعند حاجز على الطريق قرب بلدة ميراسول في ساو باولو، صدم سائق سيارة حشداً من المتظاهرين، ما أدى إلى إصابة 7 منهم على الأقل، وفقاً لشبكة "سي أن إن".

وفي ساو باولو أيضاً، قام مناصر لبولسونارو، وهو ضابط متقاعد في الجيش، بإيماءات تحمل تهديداً للصحافيين، حيث تكاثر المتظاهرون في وقت لاحق من اليوم.

وفي ولاية سانتا كاتارينا الجنوبية، صوّر محتجون الأربعاء، وهم يؤدون التحية النازية.

ونُظمت تظاهرة أيضاً أمام مقر قيادة الجيش في برازيليا جمعت آلاف المتظاهرين، وفق مراسل "فرانس برس".

لكن عدد الطرق المقطوعة تراجع الأربعاء، فقد أعلنت شرطة الطرق السريعة الفدرالية أنّها سجلت نصب نحو 150 حاجزاً في الدولة الشاسعة في مقابل 271 في اليوم السابق.

ونصبت حواجز الطرق في نحو 15 ولاية، مقارنةً بجميع الولايات تقريباً يوم الثلاثاء.

وقال جايير بولسونارو في خطابه: "الاحتجاجات السلمية تكون دائماً موضع ترحيب، لكن أساليبنا يجب ألا تكون تلك التي يتبعها اليسار الذي يضر دائماً بالسكان... مثل منع حرّية التنقّل".

وشدد على أنّ "التظاهرات هي ثمرة الغضب والشعور بالغبن" في الاستحقاق الرئاسي.

وقال نائبه الجنرال هاميلتون موراو لصحيفة "أو غلوبو" اليومية "لا فائدة من البكاء، فقد خسرنا اللعبة".

وفي ساو باولو، سمحت مجموعة من عشرات المتظاهرين بمرور العربات على مسار واحد فقط في كلا الاتجاهين من الطريق الرئيس الذي يربط الولاية التي تعد الرئة الاقتصادية للبرازيل بوسط غربي البلاد.

وأطلقت الشاحنات أبواقها، وعلى مسارات الطريق انتشر المتظاهرون الذين يرتدون قمصاناً ملونةً بالأصفر والأخضر، وهذان اللونان هما شعار مفضل لأنصار بولسونارو، ولوحوا بلافتات أمام المركبات التي تمكنت من المرور، بحسب صور التلفزيون المحلي.

وأعلنت شرطة الطرق السريعة الفدرالية أنّها فرّقت نحو 563 احتجاجاً منذ الاثنين. واضطرت الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع الثلاثاء لرفع الحواجز، خصوصاً في الجنوب.

تهديد الإمدادات
وجرى تفسير خطاب بولسونارو على صفحات يمينية متطرفة في وسائل التواصل الاجتماعي على أنّه يشجع استمرار الاحتجاجات.

وانتشرت رسالة على تطبيق "تلغرام"، يوم الثلاثاء، تقول إنّ "الحلم لا يزال قائماً"، مضيفةً: "انزلوا إلى الشوارع غداً"، في دعوة إلى التظاهر خصوصاً في فترة ما بعد الظهر في شارع باوليستا بوسط ساو باولو.

وأدى انسداد الطرق إلى صعوبات في الإمدادات في البرازيل التي تعتمد على نحو شبه حصري على الطرق البرية في نقل البضائع والمنتجات الغذائية.

وحذّر الاتحاد الوطني للصناعات، يوم الثلاثاء، من "مخاطر فقدان بعض المواد ونفاد الوقود" إذا لم تُزَل الحواجز على وجه السرعة.

وقدر الموقع الإخباري "جي1" أن 70% من المتاجر الكبرى تشهد فعلاً نقصاً في الإمدادات من بعض المنتجات.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]