احتضنت بلدة عيلوط، اليوم، مراسيم رفع الستار وتدشين النصب التذكاري لشهداء مجزرة عيلوط الـ46 الذين ارتقوا عام 1948.

وجرت المراسيم بحضور رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، نوّاب كنيست حاليين وسابقين بالاضافة الى رئيس مجلس عيلوط واعضاء المجلس.

وقال رئيس مجلس محلي عيلوط - ابراهيم ابو راس في كلمته: دائما اقولها، عيلوط عادت بعد عامين ، قسم كبير منها خرج الى سوريا والاردن ولبنان في ايام الـ48 كنا اكثر من كفر مندا واليوم عدد سكان عيلوط بالكاد يصل الى 9000 قسم قتل خلال المجزرة ومن اعادنا الى عيلوط خوري من دير ابو اليتامى.

وجاء في كلمته: عيلوط عاشت بداية صعبة وعندما عاد السكان، الاراضي لم تكن مصادرة برمّتها واليوم عيلوط تملك 3500 دونم.


وقال رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، في كلمته: هذا مشهد جدير بالاعتزاز بعد 74 عامًا تذكر الاجيال التي بغالبيتها الساحقة جدا لم تعرف ايام النكبة ، تذكر وتتذكر وتكرم شهدائها وطوبى لعيلوط التي بقيت رغم سموم التهجير والتقدير والمحبة لهذه القرية التي بقيت لتكرم اليوم شهدائها بينما وراء هذه التلة اكبر قرى فلسطين التي هدمت عام 48 ، قرية صقورية التي انتمي اليها لم تعد قائمة.

وتابع: اقول لكم ولاهلنا في الشتات نحن بانتظار عودتكم معززين مكرمين في وطنكم وعندما روى كيف بقيت القرية وكيف عاد اهلها بعد تهجيرها وجدير بنا الى جانب الترحم على ارواح الشهداء ان نترحم على روح الخوري يوسف الذي مشى في سنة الثلج ليعيد اهل عيلوط الى قريتهم.
هذا مشهد حضاري وانساني وواجب ديني علينا جميعا ان نتذكر وان نكرم الشهداء ، شهدائها ليسوا بحاجة الى هذا التكريم هم عند المولى عز وجل مكرمين معززين ومن يحتاج الى هذا التكريم هو نحن الذين بحاجة للتكريم لنصل الجذور بالجذور والفروع بتلك الجذور استمعت واياكم الى اسماء الشهداء واسماء الشهداء هم اسماء عيلوط قبل اكثر من شهر بقليل كنا في ذكرى مجزرة كفر قاسم وهنا اقول ايضا ان دم الشهداء يجمعنا جميعا كشعب وكامة.

وتابع كلمته: كي لا تكون اي رواسب واي ضغينة لا سمح الله
عندما اراجع اسماء الشهداء، نحن نرى بالكامل خارطة عيلوط البشرية وهؤلاء يجب ان يجمعوا اهل البلد وهؤلاء الشهداء يجب ان يجمعوا شعبنا كله وامس شاهدتم في شرائط الفيديو عملية التصفية والاغتيال الرهيب من مسافة صفر لاحد شهداء فلسطين في دوار حوارة.

وأردف: هذا المشهد يتكرر كل يوم منذ النكبة ومنذ شهداء عيلوط، شعبنا يقدم يوميا الشهداء وهذا هو الوقت لادعو من على هذه المنصة جماهير شعبنا في المناطق المحتلة ان يتجاوزوا الانقسام انتصارا لفلسطين وانتصارا لدم الشهداء وادعو جماهيرنا الفلسطينية في الداخل ان تتجاوز المنغصات التي رافقت حياتنا في الفترة الماضية من انتخابات الى انتخابات وان نضع ايدينا بايدي بعض.

ونوّه: الايام المقبلة قد تكون اخطر وهذا يستوجب تجاوز كلما كان ان نتحدث ونلخص ، لكن لن يغفر لن اولادنا ولا شعبنا اذا انشغلنا بترتيب الاثاث بالبيت بينما البيت يتعرض لحريق كبير. ادعو كرئيس للجنة المتابعة الى الشروع فورا بوضع برنامج ومشروع كفاحي نضالي لمواجهة المرحلة المقبلة وهناك خطر على النقب والمدن الساحلية.

واختتم حديثه: هنالك خطر على تأجيج نزعات طائفية وراينا قبل ايام كيف كان ذلك. على القيادة ان تضع الامور جانبا وان تواجه الاخطار التي تتربص بنا فنحن قلب واحد ويد واحدة. ‏إخواني يجب ان نذكر معاناة الاهل في الطنطورة وقرانا والمجازر وغيرها مرورا بكفر قاسم وان نكون اوفياء لدم هؤلاء الشهداء.



وكانت هناك كلمات اضافية لابو رياض شتيوي الذي قال: نحن بحاجة الى تواصل بين بعضنا البعض للتعاضد للتشاور حول كيفية بناء مجتمعنا.


ثم قال رئيس لجنة افشاء السلام القطرية - الشيخ رائد صلاح: الشهداء كانوا لنا اوفياء فكيف نكون لهم اوفياء؟
كانوا لنا اوفياء ورسالتهم واضحة ولا يزالون يقولون لقد جدنا بدمائنا وارواحنا حتى تظنوا ان في ارضنا وبيوتنا ومقدساتنا حتى نحفظ لكم الحاضر والمستقبل وهكذا كان الشهداء اوفياء معنا. كيف نكون اوفياء معهم؟ وكيف لنا ان نطمئنهم في قبورهم وان يظلوا فرحين مطئنين ان دمائهم لم ولن تذهب هدرًا.

واختتم حديثه: ايها الحضور الكرام نحن الان في مرحلة خطر مصيري ومصدر الخطر الاول علينا ليس من الخارج بل من الداخل ومصدر الخطر الاول علينا هو نفوسنا وهي انانيتنا بكل ابعادها ثم يأتي الخطر الخارجي ولذلك نحن مطالبون ان نكون صادقين مع انفسنا اذا اردنا ان نتجاوز هذا الخطر يجب ان نكون صادقين مع الشهداء وصادقين مع بيوتنا حتى نتجاوز هذا الخطر والمطلوب الآن ان نحسن صياغة وحدة الموقف الذي يجمع بين الاهل المسلمين والاهل المسيحيين والاهل الدروز حتى نتفق على مصير واحد يحفظ لنا وجودنا كما تركه لنا الشهداء في الارض والبيت والمقدسات.


وألقى د. صالح عبود كلمة اهالي الشهداء وجاء فيها: احتلال عيلوط ضمن مخطط تفريغها من سكانها وللاستفادة من موقعها الاستراتيجي فدخلت القوات القرية ومعها قوائم اسماء فعاشت قريتي وسكانها كبارا وصغارا ورجالا ونساءًا في تلك المرحلة من تاريخنا المعاصر
نشكر كل من شاركنا في مراسيم احياء ذكرى شهداء عيلوط الذين قضوا في حقبة النكبة واحمل سلال الشكر وباقات الثناء لكل من ساهم ببناء هذا الشاهد التاريخي واقامته تخليدا لشهدائنا الابرار وقد مرت مسيرة اقامته بمخاض طويل.



وتخلل البرنامج كلمات لكل من: النائب ايمان خطيب ياسين، القس الاب سيمون خوري ود. يوسف جبارين ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية، مضر يونس.




وختامًا، تم تكريم اصحاب دير اليتامى في الناصرة على مساعدتهم لاهالي عيلوط خلال المجزرة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]