منذ بداية عهد الحكومة الحالية، ولا يمر يوم دون تصريحات وسن قوانين عنصرية متطرفة من أعضاء الائتلاف الحكومي ضد الفلسطينيين، وعلى رأسهم وزير الأمن القومي المتطرف ايتمار بن غفير، فضلا عن تصاعد الممارسات الإسرائيلية والمجازر التي ترتكبها بحق الفلسطينيين في الضفة.

وكما كل عام، يحاول المستوى السياسي والأمني في إسرائيل اضافة للوسطاء الإقليميين والدوليين، كبح جماح أي تصعيد لأي توترات ومواجهات خلال شهر رمضان، خصوصا بعد ما حصل في رمضان 2021 وأدى لاحقا لاندلاع معركة “سيف القدس” أو كما تعرف إسرائيليا بـ“حارس الأسوار”.

إلا أنه يأبى وزير الأمن القومي بن غفير وشركاؤه في الائتلاف إلا أن يشعلوا الأوضاع قبل رمضان وخلاله، بعد عدة تصريحات عن نية استمرار الهدم في القدس خلال رمضان، وعدم تجميد اقتحامات المستوطنين خلال العشر الأواخر من رمضان للمسجد الأقصى المبارك، علما أن الأوضاع في الضفة تحديدا، في نابلس وجنين وحوارة مشتعلة منذ الآن، الدوافع التي باتت تؤكد للكثيرين أن شهر رمضان سيكون ساخنا جدا.

حسم سريع 

وفي حديث خاص لـ"بُــكرا"، قال المحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض: " الفرق بين هذه الحكومة المتطرفة والحكومات السابقة أنها ترغب بحسم الأمر بشكل سريع، زيادة الاقتحامات والهدم ومحاولة إجهاض حل الدولتين، عمليا هذه سياسة الاحتلال المستمرة، لكن هذه المرة الحكومة بأكثر وحشية ووضوح ووقاحة".

وعن توقعاته لرمضان القادم، قال عوض: " اذا استمر الهدم في القدس واقتحامات الأقصى، ممكن جدا أن تعود القدس لمحور الأحداث كما عام 2021، وممكن أن تتدخل جبهة غزة، خصوصا وأنهم قالوا أن الأقصى خط أحمر، في حال لم تكبح إسرائيل صبيانية بن غفير من المتوقع بشكل كبير أن يكون هناك عدوان جديد بوتيرة جديدة وعالية

وعن الدعاية الإسرائيلية بأن شهر رمضان عنيف، قال عوض: " لا أحب ربط شهر رمضان بالعنف، كما تروّج له إسرائيل على أنه شهر رمضان شهر عنف، بل العكس تماما، شهر رمضان شهر محبة وسلام وإخاء وعبادة، لكن الاعتداءات والمضايقات الإسرائيلية تخلق العنف خلال هذا الشهر".

قائد ارعن فارغ

ومن جهته، وفي حديث لـ"بُـكرا"، قال الناشط السياسي، أسامة برهم: “ من يقرأ تهديدات بن غفير جيدا، يفهم أن لا جديد في مدينة القدس، صرّح بن غفير أنه سيزود المستوطنين بالسلاح وهم ليسو حمائم، وصرّح مؤخرا عن استمرار الهدم خلال شهر رمضان، وخلال 2022 هُدم 211 منزلا في القدس، وتصريحاته لن تضيف شيء، لكن اللافت في تصريحاته الأخيرة عن نيته عدن تجميد اقتحامات المستوطنين في العشر الأواخر من رمضان، وكأننا نشرعن اقتحامات المستوطنين طيلة العام، ونحرمها في العشر الأواخر من رمضان، وانا كمسلم فلسطيني أرفض هذه الاقتحامات طيلة أيام السنة”.

وعن ظاهرة وحالة “بن غفير”، قال برهم: “ حالة بن غفير تُفسّر أنه قائد أرعن فارغ، يحاول أن يسوّق شيء للشارع الإسرائيلي كي يقنع الناخب أنه قوي مثلما أطلق المستوطنين في حوارة ليخيف الشارع الإسرائيلي قبل إخافة الفلسطينيين، بن غفير وزير “تيكتوك” دون محتوى، يحاول إبهار جمهوره من خلال سياسات موجودة منذ احتلال القدس”.

وعن التوقعات خلال شهر رمضان، وفي حديث لـ"بُـكرا"، قال المختص في الشؤون الإسرائيلية عصمت منصور: “ اذا بقت الأمور على هذه الحال، ولم تظهر الولايات المتحدة جدية في التعامل مع بن غفير، سيصعب السيطرة على الأوضاع وستتجه نحو التصعيد، اذا لم يتم تغيّر على الأرض وخاصة تجاه الأسرى والهدم في القدس والأقصى والاقتحامات، فالأوضاع ستنفجر بشكل حقيقي”.

وأكمل منصور: “ بن غفير له مصلحة في إشعال المنطقة، ولن يتراجع عن سياساته، وهذه يوّضح عدم وجود سلطة حقيقة لنتنياهو على ائتلافه وخصوصا بن غفير وسموتريتش”.

واختتم منصور قائلا: “ بات واضحا للجميع أن سياسة بن غفير التصعيدية ونهجه في إشعال الحرائق، يسير بشكل معاكس تماما لما يبذله الوسطاء الاقليميين أو الولايات المتحدة من جهود لمحاولة تمرير شهر رمضان دون أن تنفجر الأوضاع”.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]