اعتبر مسؤول سياسي رفيع في حكومة نتنياهو، أن اتفاق السعودية وإيران الذي قضى باستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، بدأ منذ الحكومة السابقة (بينيت – لبيد) مستغلا الضعف الإسرائيلي والأميركي.

وبحسب ما جاء على لسان المسؤول في تصريحات للصحافيين خلال زيارة نتنياهو إلى روما، فإن "المحادثات الإيرانية والسعودية بدأت قبل سنة في فترة الحكومة السابقة، إذ أن الضعف يجلب التقارب مع إيران بينما القوة تبعده عنها".

ووجه المسؤول نفسه اصبع الاتهام لرئيسيْ الحكومة السابقين، يائير لبيد ونفتالي بينيت، إثر الاتفاق المعلن عنه بين السعودية وإيران.

وشدد على "أهمية تشكيل موقف رادع ضد إيران في الولايات المتحدة الأميركية وفي أوروبا، إذ أن السياسة الإسرائيلية لمنع إيران من حيازة سلاح نووي لا تعتمد على دعم أي دولة".


وردا على مدى تأثير الاتفاق على العلاقات بين إسرائيل والسعودية وإمكانية التطبيع، ذكر المسؤول في حكومة نتنياهو أن "المحادثات متكررة والصورة الأساسية لا تتغير، كلما كانت مواقف الغرب ضد إيران، قلت أهمية علاقاتهم مع السعودية، إذ أن مواقف أميركا وإسرائيل مهمة وسيكون لها تأثير أكبر من تجديد العلاقات بين السعودية وإيران".

وصدر عن مكتب رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، تعقيب ردا على ما جاء على لسان المسؤول في حكومة نتنياهو "هذه تصريحات وهمية، إذ خلال فترة حكومتنا تم التوقيع على اتفاقية طيران مع السعودية وأخرى أمنية ثلاثية معها ومصر".

وأضاف أن "كل شيء توقف بشكل صارخ عندما تم تشكيل الحكومة الأكثر تطرفا في تاريخ البلاد، واتضح للسعوديين أن نتنياهو كان ضعيفا وأن الأميركيين توقفوا عن الاستماع له، ويبدو أن النبيذ الإيطالي قام بتشويش ذاكرة نتنياهو".

واشنطن ترحب.. وتشكك بالتزام إيران

من جانبها، رحبت واشنطن باستئناف العلاقات بين إيران والسعودية إثر مفاوضات استضافتها الصين، لكنها أعربت عن شكوكها في احترام طهران التزاماتها.

وأوضح الناطق بلسان مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي "نحن نرحب" بالاتفاق الدبلوماسي، مضيفا أنه ينبغي رؤية "ما إذا كانت إيران ستفي بالتزاماتها".

وتابع "سوف نرى (...) ما إذا كان الإيرانيون سيحترمون جانبهم من الاتفاق. فهذا ليس نظاما يحترم كلمته عادة".

وقال كيربي "نرغب في رؤية نهاية الحرب في اليمن وأن هذا الترتيب الذي توصلوا إليه قد يساعدنا في الوصول إلى هذه النتيجة".

وردا على سؤال حول الدور الصيني غير المعتاد في المساعدة على جمع السعودية حليفة الولايات المتحدة، وإيران، قال كيربي إن إيران حضرت إلى طاولة المفاوضات بسبب "الضغوط التي تتعرض لها" في الخارج والاستياء المحلي.

وأضاف "نحن بالتأكيد نواصل مراقبة الصين فيما تحاول كسب نفوذ وإيجاد موطئ قدم لها في أماكن أخرى في العالم من أجل مصلحتها الضيقة".

وختم قائلا "لكن في النهاية، إذا كانت استدامة هذا الاتفاق ممكنة، بغض النظر عن الدافع أو من جلس إلى الطاولة... نحن نرحب به".

ومما يذكر أن إيران والسعودية أعلنتا في وقت سابق اليوم عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، وذلك في تطور مفاجئ بعد محادثات أجريت في بكين، بحسب ما جاء في بيان ثلاثي مشترك أوردته وسائل إعلام رسمية إيرانية وسعودية.

وذكر البيان المشترك أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية اتفقتا على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات والممثليات خلال مدة أقصاها شهران"، في ختام المباحثات المنجزة في بكين.

وكانت العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض قد انقطعت عام 2016، بعد مهاجمة إيرانيين السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد شرقي البلاد، على خلفية الاحتجاجات على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر.

وأعقب الاتفاق المعلن عنه ترحيبا من قبل العديد من الدول بينها واشنطن والعراق وسلطنة عمان ومصر ولبنان وقطر والإمارات وفلسطين والبحرين والأردن، بالإضافة إلى الأمم المتحدة

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]